الكويت وعمل الخير صنوان (3)

نشر في 17-07-2018
آخر تحديث 17-07-2018 | 00:10
 يوسف عبدالله العنيزي أعتذر من القارئ العزيز لاستمرار هذه السلسلة من المقالات التي تتحدث عن أعمال الخير الكويتية التي أعتقد أنها تحتاج إلى مجلدات للوفاء والإحاطة بها، والحديث عن ينابيع الخير التي تفيض منها على الدنيا بأسرها، وأنا على يقين بأنه ليس هناك من دول العالم من ينافس الكويت وأهلها في عمل الخير، ولم يأت اختيار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للإنسانية، ودولة الكويت مركزا عالميا للإنسانية، من فراغ، لكنه جاء عن جدارة واستحقاق.

ويشهد الله أني أشعر بالسعادة عندما أكتب عن أعمال الخير، سواء ما تقوم به حكومة دولة الكويت أو رجالها الكرام أو جمعيات الخير المتأصلة على أرضها، والتي تملأ النفس فخرا وعزة، فقبل أسابيع قليلة التقيت بالدكتور محمد الجارالله وزير الصحة الأسبق، وقد إعاد لي هذا اللقاء ذكرى زيارته إلى العاصمة اليمنية "صنعاء" في الشهر الثامن من عام 2002 بدعوة كريمة من وزير الصحة اليمني عبدالناصر المينباري، وكنت وقتها أتولى رئاسة البعثة الدبلوماسية في اليمن الشقيق، وقد استمرت الزيارة ثلاثة أيام قمنا خلالها بزيارة لمحافظة "ذمار" التي تبعد عن مدينة "صنعاء" 100 كيلو متر، حيث كان في الاستقبال المحافظ عبدالوهاب الدرة، ونائب رئيس مجلس النواب اليمني علي الراعي.

وقد أشاد الجميع بالمساعدات التي تقدمها دولة الكويت، وخصوصا لمحافظة ذمار بعد الزلزال الذي تعرضت له عام 1982، وقد قامت دولة الكويت ببناء مساكن للمتضررين، كما قامت اللجنة الشعبية الكويتية ببناء مستشفى ذمار بتكلفة (7.5) ملايين دولار، وقد قمنا برفقة الدكتور محمد الجار الله بجولة بالمستشفى، حيث لاحظت أنه لم يبدأ العمل فيه، وذلك لعدم تجهيزه بالأثاث والمعدات الطبية، وعليه فبعد عودتي إلى الكويت زرت اللجنة الشعبية في مقر غرفة التجارة والصناعة، وكانت اللجنة تتكون من نخبة من رجال الكويت الأبرار، وهم السادة عبدالعزيز الصقر، ويوسف عبدالعزيز الفليج، ومحمد عبدالمحسن الخرافي، وعبدالعزيز محمد الشايع، ومحمد يوسف النصف، وحمود يوسف النصف، ومرزوق عبدالوهاب المرزوق، وبدر السالم العبدالوهاب، وجاسم عبدالعزيز القطامي، والرئيس الفخري للجنة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه.

ونظراً لانتقال أغلب أعضاء اللجنة إلى جوار الرحمن بإذنه تعالى، فقد اقتصر الحضور على العم الفاضل يوسف الفليج والعم الفاضل عبدالعزيز الشايع، الذي بادرني بالقول "أخ يوسف ارفع صوتك ترى السمع عندنا لك عليه"، قمت بعدها بتقديم شرح موجز ومبسط عن مباني المستشفى، ونقلت شكر وتقدير جميع المسؤولين في اليمن الشقيق على هذه الجهود الطيبة، وقد أشرت إلى عدم البدء بالعمل في المستشفى، وذلك لعدم اكتمال تأثيثه وتزويده بالمعدات والأجهزة الطبية، وما كدت أنهي كلامي حتى جاء الرد بكلمات تعبر عن صدق الإيمان والعمل بإخلاص لرضا الرحمن.

لكم شعرت بالفخر بالجلوس مع هذه النخبة التي حباها المولى بكم هائل من التواضع وحب الخير، وما هي إلا أشهر قليلة حتى تم تجهيز المستشفى بجميع ما يحتاجه من أجهزة ومعدات، وقد تم إلحاقه فيما بعد بجامعة "ذمار".

هذه الكويت وهذا ديدنها وأهلها حب الخير والسلام لكل شعوب الأرض. حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تهنئة

من القلب لسعادة الأخ السفير الدكتور حمد الدعيج سفير دولة الكويت لدى الأردن، وذلك لحصوله على وسام منظمة "السلام العالمي" تقديرا لجهوده المتميزة طوال الأعوام السابقة في تقديم الدعم والمساعدات ودعم الأنشطة والهيئات الإنسانية، وشارك في رعاية العديد من برامج الإغاثة، والواقع أن ذلك ليس بغريب على الأخ "بو أحمد" نظرا لما عرف عنه من دماثة في الخلق، وإحساس راقٍ في حب الخير وإخلاص في العمل.

فتهنئة من القلب مع دعاء بالمزيد من التوفيق والنجاح.

back to top