ترامب إلى هلسنكي بتوقعات منخفضة وبوتين يسعى إلى انتصار

ملفات سورية وأوكرانيا و«التدخل الروسي» تهيمن على جدول الأعمال

نشر في 16-07-2018
آخر تحديث 16-07-2018 | 00:06
يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اللذان سيتابع العالم بعناية كل حركة يأتيان بها في العاصمة الفنلندية هلسنكي اليوم.
ففي حين خفضت واشنطن توقعاتها، تسعى موسكو إلى تحقيق انتصار كبير يطوي رسمياً حقبة عزلتها المستمرة منذ اندلاع الأزمتين السورية في 2011 والأوكرانية عام 2014.
يستعد كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لعقد قمة تم انتظارها كثيراً، اليوم، في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وأعرب كل منهما عن اعتزامه إعادة بناء العلاقات بينهما، التي تكتنفها الكثير من المشاكل منذ فترة طويلة، غير أن جدول أعمال مباحثاتهما يمكن أن يصبح مثيراً للخلاف.

وقال ترامب لشبكة «سي بي إس» الأميركية: «أنا ذاهب للقمة بتوقعات محدودة لا كبيرة». أضاف أنه يتوقع أن تسفر القمة عن «عدم حدوث أمر سيئ، وربما بعض الأمور الجيدة».

ويتضمن الجدول الصراعات في كل من أوكرانيا وسورية، إذ ساندت كل من الولايات المتحدة وروسيا الأطراف المعارضة لكل منهما، كما يتضمن مسألة توسيع حلف شمال الأطلسي (NATO) الذي ترى روسيا أنه يمثل تهديداً لأمنها القومي، إلى جانب المزاعم بالتدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية.

الملف السوري

وبالنسبة للملف السوري، فإن دائرة النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط محدودة، غير أن سورية تعد موقعاً أصبحت فيه روسيا هي القوة المهيمنة، وأرسلت روسيا قوات لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد منذ ثلاثة أعوام، ومنذ ذلك الحين صارت للحكومة السورية اليد العسكرية العليا في البلاد.

وقبلت الولايات المتحدة الأمر الواقع الذي يقول إنه لا يمكن الإطاحة ببشار الأسد باستخدام القوة، وبدلاً من ذلك يبدو أن التركيز قد تحول صوب تحجيم قدرة إيران على العمل في سورية، والحد من قدرتها على دعم حليفها الأساسي وهو «حزب الله» اللبناني.

وكان جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي وهو من الصقور الشهيرة المعادية لإيران، قد أشار إلى أن الإدارة الأميركية تأمل أن تكون روسيا قادرة على إخراج إيران من سورية.

الملف الأوكراني

وبالنسبة للملف الأوكراني، لم يستبعد ترامب الاعتراف بالقرم كجزء من روسيا، وهو إجراء يصل إلى حد قبول استخدام القوة لتغيير حدود الدول الأوروبية.

وضمت روسيا إليها منذ أربعة أعوام شبه جزيرة القرم والتي كانت في السابق جزءاً من جنوبي أوكرانيا، كرد فعل إزاء قيام أوكرانيا بالإطاحة برئيسها الموالي لروسيا وسط احتجاجات جماهيرية تطالب بإقامة علاقات أكثر قوة مع الغرب.

وكانت شبه جزيرة القرم الكائنة شمالي البحر الأسود تستضيف منذ وقت طويل قاعدة بحرية روسية رئيسية، ويقول المنتقدون، إن روسيا ضمت القرم لمنع استخدام «الناتو» لهذه القاعدة.

الاستخبارات الأميركية: القرصنةالرقمية تتزايد ولا سيما الروسية

أعلن مدير الاستخبارات الاميركية دان كوتس، أن عمليات القرصنة الرقمية التي تستهدف الولايات المتحدة تتزايد باضطراد ولا سيما تلك الآتية من روسيا.

وقال خلال حلقة دراسية في واشنطن إن "مؤشرات الانذار هنا. انها تومض. لهذا السبب اعتبر اننا بلغنا مرحلة حرجة". وأوضح ان "الاطراف الروس واطرافا اخرين يحاولون ايضا استغلال نقاط الضعف في بنانا التحتية الحيوية".

كان روبرت مولر المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016 قد وجّه الجمعة الى 12 عنصرا في الاستخبارات الروسية تهمة قرصنة حواسيب الحزب الديمقراطي.

وكان الهدف من إقامة «الناتو»، وهو تحالف عسكري غربي، يتمثل في مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق، وتحول الهدف ليصبح الحلف حائط صد ضد روسيا، وإن كان يعمل أيضاً على جبهات أخرى مثل أفغانستان.

وأثار ترامب مراراً حقيقة أن الولايات المتحدة تسهم بأكبر حصة مالية في «الناتو»، وانتقد الدول الأوروبية لعدم زيادة إسهامها المالي لدعم الحلف.

كما قال ترامب، إن «الناتو عفا عليه الزمن»، رغم أن مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية أصروا على أن الحلف يمثل أهمية قصوى لوضع الولايات المتحدة الدفاعي في أوروبا.

وينظر إلى أي ضعف تتعرض له مكانة «الناتو» على أنه مكسب لروسيا، وقامت موسكو بالتودد بفاعلية لتركيا وهي عضو في «الناتو»، وسط مخاوف من أن تتحرك كل من أنقرة وواشنطن في اتجاهات معاكسة.

الانتخابات الأميركية

وفيما يتعلق بملف انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، نفت روسيا التقديرات التي توصلت إليها أجهزة الاستخبارات الأميركية، التي تشير إلى التدخل الروسي في هذه الانتخابات لمصلحة ترامب.

وبعد اللقاء القصير الذي عقده ترامب مع بوتين العام الماضي، تعرض الرئيس الأميركي لانتقادات حادة من منتقديه لقبوله ببساطة نفي بوتين للتدخل الروسي في الانتخابات.

ووصف ترامب مراراً التحقيق الذي يجريه حاليا المستشار الخاص الأميركي حول التدخل الروسي وتواطؤ أعضاء حملته الانتخابية بأنه بمنزلة «حملة للنيل منه».

ويعد التدخل الروسي هو القضية التي قد يتطلع الجمهور الأميركي لحسمها خلال القمة المرتقبة، خصوصاً قبل إجراء انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس في نوفمبر المقبل.

مؤتمر صحافي

وسيختتم اللقاء بمؤتمر صحافي مشترك قد لا يكون تقليدياً نظراً لميل قطب العقارات للقفز من موضوع إلى آخر أو ربما تصدر عنه ردود فعل متسرعة تجاه الصحافيين الذين ينتقدهم بشدة ويتهمهم بأنهم ينشرون «الأخبار الكاذبة».

فهل سيؤدي ترامب في مواجهة فلاديمير بوتين دور زعيم «العالم الحر» ويسائله عن أفعال روسيا ومواقفها؟ أم أنه على العكس سيربت على كتف الرئيس الروسي كما فعل مع الصيني شي جينبينغ وحتى مع الكوري الشمالي كيم جونغ أون؟ وما ستكون عليه استراتيجية رجل الكرملين القوي؟

الرئيس الأميركي: سأفوز في 2020

نقلت صحيفة «ميل أون صنداي» عن الرئيس دونالد ترامب قوله في مقابلة، إنه ينوي الترشح في انتخابات 2020، لأن «الجميع يريدني أن أترشح» ولأنه لا يوجد مرشحون ديمقراطيون يمكنهم الفوز عليه.

وعندما سئل في حوار مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان من المقرر بثه على شبكة «أي تي في» اليوم، عما إذا كان يعتزم الترشح أجاب ترامب: «حسنا أعتزم تماما الترشح. يبدو أن الجميع يريدني أن أترشح، ولا أتوقع أن يتمكن أي مرشح ديمقراطي من هزيمتي، أعرفهم كلهم ولا أرى أحدا منهم».

من ناحية أخرى، أشاد الرئيس الأميركي بقوة موقع «تويتر» في مساعدته على مكافحة «الأخبار الكاذبة» والتواصل بصورة مباشرة مع عشرات الملايين من المتابعين.

وقال: «أستطيع التغلب على تلك الأخبار الكاذبة لأن لدي الكثير من المتابعين». وأضاف: «إذا حصرت عدد المتابعين، فإن العدد قد يكون أكثر من 150 مليون شخص، هذا عدد كبير من المتابعين بين الفيسبوك وإنستغرام وتويتر، ثلاث منصات مختلفة».

تقول ألينا بولياكوفا من «معهد بروكينغز»: «أظهر بوتين قدرة مذهلة على قراءة الشخصيات. هذا هو ما تم تدريبه عليه كضابط مخابرات وأعتقد أن لديه موهبة خاصة في اكتشاف نقاط الضعف».

وفي رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي حضّه ستة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين على عدم التفاوض مع رجل الكرملين القوي بمفرده. وقالوا إنه «يجب أن يكون هناك أميركيون آخرون في الغرفة»، رغم أن من غير المرجح أن يمتثل الرئيس السبعيني لطلبهم.

موسكو

وفي موسكو يبحث الرئيس الروسي عن انتصار، بعد أن كان معزولاً مدة أعوام منذ أزمة اوكرانيا. ويقول مراقبون أن بوتين الذي يوصف بأنه «ثعلب» وخريج الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) قد يحاول إظهار ترامب الانفعالي على أنه ضعيف عبر اشارات قد يلتقطها الإعلام، لكن مراقبين آخرين يشيرون إلى أن بوتين لديه فهم عميق لعقلية ترامب وقد يلجأ إلى إظهار أنه يحترم خصمه ويقدره الأمر الذي يخلق انطباعاً قوياً عند الرئيس الأميركي.

وأعرب السيناتور قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد، عن أمله في أن يقود الاجتماع إلى إعادة فتح مقار دبلوماسية ورفع العقوبات المفروضة على برلمانيين.

وقال كوساتشوف، «ستكون مثل هذه الإجراءات إشارات إيجابية من جانب الأميركيين وستكون محل تقدير كبير في روسيا».

ماس

وفي برلين، حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الرئيس الأميركي من مغبة عقد أي صفقات منفردة مع روسيا على حساب الحلفاء الغربيين للولايات المتحدة.

وأوضح ماس: «قلنا دائما إننا بحاجة إلى الحوار مع روسيا. لذا فإن المحادثات بين واشنطن وموسكو أمر جيد». أضاف «ستكون أيضاً خطوة للأمام إذا منح هذا الاجتماع أيضاً قوة دافعة لنزع السلاح النووي».

لكن وزير الخارجية الألماني قال «من يسيء إلى شركائه يخاطر بخسارتهم في نهاية المطاف. الصفقات المنفردة على حساب الشركاء ستضر أيضاً بالولايات المتحدة في النهاية».

نتنياهو

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، موجهاً حديثه لأعضاء الحكومة، إنه ناقش هاتفياً مع ترامب أمس الأول المسائل الأمنية والدبلوماسية بعد أحدث تطورات في المنطقة، وخصوصا في سورية وإيران.

وكان نتنياهو التقى بوتين في موسكو الأربعاء الماضي للمرة الثالثة خلال العام الجاري، لبحث التسوية في سورية.

أضاف: «شكرت الرئيس ترامب على سياسته الحازمة ضد إيران لأن منذ اعتمادها نرى تأثيرها الكبير على إيران وعلى الأحداث التي وقعت داخلها. الرئيس ترامب كرر وأكد بوضوح كبير التزامه بضمان أمن إسرائيل واستعداده لمساعدة إسرائيل في مجالات مختلفة وبالطبع شكرته على ذلك».

ثلثا الألمان يعتبرون دونالد أخطر من فلاديمير

يرى نحو ثلثي الألمان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكل تهديداً أكبر على السلام العالمي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حسبما أظهر استطلاع للرأي.

وقال أكثر من 2052 مشاركاً في الاستطلاع، الذي أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي ونشر أمس، إن بوتين أكثر كفاءة وأكثر تأثيراً من ترامب.

وأعرب 5 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن ترامب هو القائد الأكثر كفاءة - في حين أجاب 56 في المئة لمصلحة بوتين، بينما لم يقدم الباقون رداً. ورأى 64 في المئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أن ترامب يشكل تهديداً أكبر على السلام العالمي من بوتين (16 في المئة).

back to top