هوس متزايد بالكولاجين

نشر في 14-07-2018
آخر تحديث 14-07-2018 | 00:03
No Image Caption
يزيد الكولاجين شيوعاً على رفوف المتاجر الغذائية لسبب وجيه، إذ يعطي هذا العنصر منافع مثبتة على مستوى صحة المفاصل والجمال.
الكولاجين، البروتين الأكثر وفرة في جسم الإنسان، مسؤول عن نشوء النسيج الجديد وتشكيله، ويُعتبر أساسياً لصحة البشرة والشعر والأظفار والمفاصل والعظام.

مع التقدم في السن، تبدأ مصفوفة الكولاجين في البشرة بالتراجع وتتفكك ألياف الكولاجين ويتباطأ إيقاع تجدّدها بدرجة فائقة. يمكن أن تبدأ هذه العملية منذ عمر الخامسة والعشرين، وبحلول عمر الأربعين يتراجع إنتاج الكولاجين عموماً بنسبة 25%. ثم ينخفض إنتاجه بنسبة تفوق الخمسين في المئة في عمر الستين. نتيجةً لذلك، تترهل البشرة وتظهر خطوط رفيعة وتجاعيد ويشتدّ ألم المفاصل.

نتائج الدراسات

اكتشف 28 نوعاً مختلفاً من الكولاجين، لكن يدخل معظمها في ثلاث خانات من النوع 1 و2 و3. أثبتت دراسات عدة أن مكملات الكولاجين (من النوع 1 و2 و3 أو خليط من الأنواع الثلاثة) تحمي من أمراض العظام والمفاصل وتحارب شيخوخة البشرة.

سجّل الأشخاص الذين أخذوا 3 غرامات من خلاصة الكولاجين تحسناً بارزاً في مستوى تعافيهم بعد التمارين الجسدية. وسمحت مكملات الكولاجين بتخفيف الألم والالتهابات لدى المصابين بالفصال العظمي، كذلك تحسّن ألم المفاصل ومستوى الحركة وتراجع الالتهاب لدى الرياضيين الذين أخذوا 10 غرامات من الكولاجين يومياً بدرجة لافتة. زادت أيضاً مرونة البشرة لدى النساء اللواتي أخذن بين 2.5 و5 غرامات من الكولاجين وتحسّنت في الوقت نفسه رطوبة بشرتهنّ.

نتيجة أخذ مكملات بجرعة غرام من خلاصة الكولاجين، تراجع جفاف البشرة وتقشّرها وخفّت الخطوط والتجاعيد وتحسّنت الدورة الدموية وزادت مستويات الكولاجين في البشرة. تبيّن أن مكملات الكولاجين إذاً تُحفّز على تجديد الأنسجة وتُخفف ألم المفاصل أو تحمي منه وتبطئ مسار فقدان كثافة العظام وتُقلّص شيخوخة البشرة.

شراؤه واستعماله

تذكر الدراسات أن الجرعة اليومية التي تتراوح بين غرامين و10 غرامات من الكولاجين تبقى فاعلة ولا تُعتبر أي جرعات إضافية مضرة. ابحثي عن الكولاجين القابل للتحلل: يتفكك هذا النوع لتسهيل هضمه وامتصاصه. يذوب الكولاجين القابل للتحلل بسهولة في الماء البارد أيضاً، ما يجعله خياراً مناسباً أكثر من غيره.

لضمان أعلى جودة ممكنة، اختاري منتجات الكولاجين المصنوعة من دواجن عضوية أو أبقار تقتات على الأعشاب أو أسماك ذات مصادر مستدامة. يجب أن يكون الكولاجين الصافي بلا لون عند خلطه مع الماء وبلا نكهة أيضاً، إلا إذا كنت تستعملين خليطاً فيه نكهات أو خلاصات أو مقادير أخرى. إذا كان لون منتج الكولاجين مائلاً إلى الأصفر أو البنّي أو إذا كان مذاقه كريهاً، يعني ذلك أن جودته ليست عالية.

تتعدد أشكال مكملات الكولاجين، أبرزها المساحيق والكبسولات والمشروبات المخفوقة و«الجرعات» المُركّزة والكتل الهلامية. اختاري النوع الذي يمكن أن تأخذيه بشكل متكرر.

يمكن أن يحتوي بعض المنتجات أيضاً على الفيتامين C الذي يساعد الجسم على إنتاج الكولاجين بنفسه، أو على حمض الهيالورونيك الزلق الذي ينتجه الجسم طبيعياً لإبقاء الكولاجين في المفاصل والبشرة. تضيف منتجات أخرى البيوتين والسيليكا اللذين يفيدان الشعر والأظفار أو حمض الألفا ليبويك الذي يدخل في خانة مضادات الأكسدة التي تحفّز على إنتاج الكولاجين.

نصائح من الخبراء

طلبنا من أحد مصنّعي الكولاجين، نيك بيتز، أن يجيب عن بعض الأسئلة المُلحّة في هذا المجال:

هل يؤثر نوع الكولاجين المستعمل في النتيجة؟

يعرف معظم الناس أن النوع الأول والنوع الثالث موجودان في البشرة وأن النوع الثاني موجود في المفاصل. إنها معلومة صحيحة من الناحية التقنية، لكنها لا تعني أننا نحتاج إلى استهلاك النوعين الأول والثالث من الكولاجين لحصد منافع على مستوى البشرة أو النوع الثاني منه لحصد منافع على مستوى المفاصل. ما دمت تستهلكين «الكولاجين القابل للتحلل»، ستحصلين على الأحماض الأمينية الثمانية عشر التي يحتاج إليها الجسم لتجديد بنى الكولاجين فيه.

هل يجب أن يُؤخذ الكولاجين مع الطعام؟

الكولاجين بروتين غذائي. كقاعدة عامة، من الأفضل أن تُؤخذ البروتينات الغذائية مع وجبة طعام كاملة (تكون الأنزيمات الهضمية في هذه الفترة في أوجها) لتحسين مستوى امتصاصها في الجسم. لكن يختلف الكولاجين القابل للتحلل قليلاً لأنه بروتين هُضِم مسبقاً، ما يعني أنه تفكك أصلاً إلى وحدات فرعية من الببتيدات والأحماض الأمينية. لذا يحتاج هذا النوع إلى جهد هضمي ضئيل لامتصاصه واستعماله في الجسم. تكشف الدراسات أن التوافر الحيوي للكولاجين (أي الكمية التي تصل إلى مجرى الدم) لا يتوقف على وجود الطعام أو غيابه، بل على درجة التحلل المائي (مدى صغر وحدات الكولاجين الفرعية). للاستفادة القصوى من الكولاجين إذاً، اختاري شكلاً عالي الجودة ومُحَللاً بالكامل.

هل من منافع غير معروفة على نطاق واسع للكولاجين؟

الكولاجين بروتين متعدد الاستعمالات وفاعل جداً. صحيح أنه مشهور بمنافعه على مستوى البشرة والمفاصل، لكنه يتمتع بقدرات هائلة في مجالات أخرى أيضاً، منها صحة العظام، والأداء الرياضي (يحمي من الإصابات ويُسرّع التعافي)، والالتهابات، وصحة الأمعاء والقلب والأوعية الدموية (في النهاية، تتألف الأوعية الدموية من الكولاجين)!

الكولاجين الأصفر أو البنّي أو كريه الرائحة جودته ليست عالية
back to top