مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية يهربون من المسؤولية

نشر في 13-07-2018
آخر تحديث 13-07-2018 | 00:00
No Image Caption
يبدو لك مريض الشخصية الوسواسية القهرية مسؤولاً إلى حد كبير للوهلة الأولى. ولكن بمرور الوقت، تتضح لك قدرته على التهرب من المسؤولية.
يملك الجميع المقدار عينه من الوقت كل يوم. ومع أن مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية قد يبدون أكثر إنتاجاً، مقارنة بالآخرين، إلا أنهم في الواقع أقل إنتاجاً.

يعود ذلك في المقام الأول إلى أن خصالهم، وأفكارهم، وأنماط سلوكهم الوسواسية تستهلك الكثير من وقتهم وطاقتهم. فرغبتهم الدائمة في أن يكونوا على صواب في كل لحظة وظرف تنهكهم وتستنفد طاقتهم. ويؤدي هذا الميل إلى المثالية عادةً إلى ابتعادهم عمن يحبونهم لأن هؤلاء يعجزون عن بلوغ مستوى مطالب هوسهم بالإتقان والدقة.

وكي يحدوا من الأضرار، يصبحون خبراء في الهرب. يفرح مرضى الشخصية الوسواسية القهرية بتحمّل مسؤولية مسألة ما عندما يراهم الآخرون خبراء فيها. ولكن حين تُلقى المسؤولية على عاتقهم، يعتبرون هذه الخطوة محاولة للتحكم فيهم، ويشكّل هذا الأمر انتهاكاً لشعارهم الشخصي: «لا أحد يسيطر علي». لذلك يهربون. ولكن كيف؟

• المضايقة/ اللوم: تبدأ المحادثة عادةً بإزعاج الشخص الآخر الذي يحاول تحميله المسؤولية. تؤدي هذه الخطوة إلى خلل في توازن هذا الشخص وتدفعه إلى تبني موقف دفاعي. وعندما يصبح في موقف خاضع، يلقي مريض الشخصية الوسواسية القهرية على عاتقه مسؤولية الوضع ذاته الذي يدعي أنه هو الملوم فيه.

• الملاحقة/ الإسقاط: بغية تفادي أية مسؤولية، يستبق مريض اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية أية هجمات بملاحقة الشخص الآخر بسؤاله عن لوائح مفصلة تتناول إخفاقاته السابقة. تكون هذه التفاصيل غالباً دقيقة، إلا أنها تغفل عن إخفاقات المريض الخاصة. وفي ضربة أخيرة قاضية، يسقط المريض المسائل التي يُسأل عنها على الآخر ويحمّله مسؤوليتها.

• الجدال/الإنهاك: هذه مناورة بسيطة تقود إلى نتائج فورية. يختار مريض الشخصية الوسواسية القهرية، عند مواجهته، تفصيلاً واحداً ويروح يجادل بشأنه بلا هوادة. وإذا ردّ عليه الآخر، ينتقي تفصيلاً صغيراً إضافياً ويعمل بلا كلل على إنهاك الخصم. وبعدما يتملك هذا الأخير التعب، والاستياء، والانزعاج، يتخلى عن تحميله المسؤولية.

• الرفض/ إعادة الكتابة: إحدى الوسائل الأخرى التي يعتمدها المريض لتفادي تحمّل المسؤولية رفض قبول مهمة ما، حتى لو كانت مهمة لا يستطيع أحد آخر إنجازها عنه، مثل تجديد رخصة القيادة. يلجأ المريض عندئذٍ إلى حجج مثل: «لم أستطع إتمامها لأنه رفض مساعدتي». تهدف محاولة تصوير الذات كضحية إلى إعادة كتابة التاريخ بتحميل الآخر مسؤولية إخفاقه الشخصي. وتدفع هذه المناورة الآخر غالباً إلى التشكيك في نفسه وفي ذاكرته.

• الإلهاء/ الهجوم: تبدأ هذه الطريقة بنوبة غضب حول أمر تافه، ثم يلجأ مريض الشخصية الوسواسية القهرية إلى المغالاة ليثير استياء الشخص الآخر. وهكذا يشتت انتباهه عما يحدث فعلاً، ويتمكن من شنّ هجومه في وقت يشعر فيه الآخر بالضعف.

• القلق/ المراوغة: يعيش مريض الشخصية الوسواسية القهرية في حالة قلق دائمة، وينجح غالباً في دفع الآخر إلى بلوغ المستوى عينه من القلق كي يبرر ردود فعله الضعيفة. ولكن ثمة سبب آخر وراء هذا السلوك. يسعى المريض من خلاله إلى المراوغة لتفادي تحمّل المسؤولية، فعندما يتملك الآخر القلق ذاته، يهدآن ويقرران أن قلق الشخص الآخر ناجم عن عدم بذله جهداً كافياً. وهكذا، يهرب المريض من المسؤولية التي تقع على عاتق الآخر.

الإنقاذ/ الإلزام: ينقذ مريض اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية أولاً الشخص الآخر من موقف حرج. في مقابل ذلك، يفرض عليه تقديم الولاء له. ولكن ثمة هدف خفي آخر وراء جهود الإنقاذ هذه. يتوقع المريض من الآخر أن يضطلع في أي وقت بمهامه هو من دون أي سؤال. وعندما يقوم بذلك، لا تكون جهود الآخر كافيةً مطلقاً لسداد دينه. أما إذا أبى القيام بالمهام نيابةً عن المريض، فيتهمه الأخير بنكران الجميل ويتعامل معه بكره.

مريض اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية ينقذك في مقابل فرض تقديم الولاء له
back to top