الراعي يرفض «الثنائيات» ويطوق الخلاف المسيحي

الحريري وبري يستعرضان «العقد»... والسيد مع إسقاط التكليف معنوياً

نشر في 11-07-2018
آخر تحديث 11-07-2018 | 00:00
عون مستقبلا الراعي أمس (دالاتي ونهرا)
عون مستقبلا الراعي أمس (دالاتي ونهرا)
احتلت العلاقات بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، أكبر حزبين مسيحيين في لبنان، الطبق الأساس في الاجتماع، الذي عقد أمس، بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بعبدا.

وبحث الراعي وعون في القصر الرئاسي المساعي المبذولة، لا سيما من بكركي، لاحتواء الخلاف الذي نشأ بين "التيار" و"القوات" في الأيام الماضية وانهيار اتفاق معراب بينهما، إلا ان البطريرك كان واضحاً بقوله: "لا نحبّذ الثنائيّات، إنما التنوّع الكامل لبناء الوحدة"، مضيفاً: "التنوع في التطلعات مسموح، ولكن نرفض الخلاف، ولا إقصاء لأحد، ولا تفرّد، وكلنا نعمل لمصلحة للبنان. نرفض الثنائيات".

وشدد الراعي بعد اللقاء على "الوحدة الداخلية، وقيمة لبنان تكمن في التنوّع، وما يهمّنا هو التفاهم بين جميع اللبنانيين". وختم: "لا لقاء قريبا بين الوزير جبران باسيل ورئيس القوات سمير جعجع، وما يهمنا هو الوحدة الداخلية".

وقالت مصادر متابعة إن "الراعي يعمل على اعادة اللحمة بين الحزبين وتقريب وجهات النظر، لأن البلد لم يعد يحتمل، رغم أنه يعي تماما أن ما أن تطأ أقدام الزعماء بوابة بكركي، خروجا، سيعود كل منهم إلى الاحتقان". وأضافت أن "هذا المسعى يأتي في إطار دعوته عضو كتلة لبنان القوي النائب ابراهيم كنعان ووزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي الى بكركي الأربعاء لإصلاح ما وصلت اليه الأمور".

وقالت مصادر مطلعة إن "حلاً بدأ يطبخ في الغرف المغلقة بين التيار والقوات يرعاه رئيس الجمهورية، من دون أن يعني ذلك أن الحكومة ستتألف مع حل هذه العقدة".

ورأت المصادر أن الحل المتوقع يقوم على أن يتخلى "التيار" عن أحد الوزراء الذين يريدهم، مقابل أن تعلن "القوات" تخليها عن مطالبها بالوزارة السيادية ونائب رئيس الحكومة". وختمت: "هذا الحل، أو ما يماثله، سيؤدي إلى إنهاء الهجوم الإعلامي المتبادل بين الحزبين المسيحيين".

إلى ذلك، استأنف الرئيس المكلف سعد الحريري بعد يوم من عودته من إجازته الخاصة في الخارج، اتصالاته لتفعيل مسار التأليف المعطل بالكامل ومحاولة تفكيك ما يعترضه من عقبات. واستهل نشاطه على هذا الخط بزيارة قام بها لعين التينة، حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور الوزيرين علي حسن خليل وغطاس خوري، والوزير السابق باسم السبع، وأولم على شرف ضيوفه. وأكد الحريري بعد اللقاء أنه التقى والرئيس بري على "ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، نظرا للوضع الاقليمي وللوضع الاقتصادي في لبنان".

وقال: "تناقشنا في اللجان النيابية، والرئيس بري حريص على الإسراع بتشكيلها، وتشكيل الحكومة أولوية لدينا، وعلينا ان نترفع عن خلافاتنا للوصول الى مصلحة وطنية، والتضحية من الأحزاب من أجل لبنان واجب. كما اتفقنا على حث الفرقاء على تشكيل الحكومة"، معلنا أنه "سيكون لدي العديد من اللقاءات في الايام المقبلة"، مضيفا: "العقد لا تزال على حالها، والإيجابية هي اليوم في الاتفاق على تخفيف السجال بين الفرقاء السياسيين".

وفيما بدا انه انتقاد لـ "القوات" لفت الحريري الى انه "على الفرقاء السياسيين أن يركزوا على المصلحة الوطنية، لا على الحصص الوزارية، ويجب إنجاز هذه الحكومة بأسرع وقت"، مضيفا: "في لبنان لا أحد يستطيع إلغاء الآخر، وفشل الكثيرون في هذه التجربة، لذلك المصلحة العليا تجمع الفرقاء تحت أجنحتها من أجل النهوض بلبنان".

إلى ذلك، اعتبر النائب جميل السيد، أمس، أن "الأوْلى بالمجلس النيابي أن يستعيد دوره الرقابي، وصولاً إلى مواجهة التمادي بالتعطيل الحكومي من خلال عريضة بأغلبية نيابيّة تُسْقِط التكليف معنوياً وتُفْرِغُه من مضمونه حتى ولو تعذَّر إسقاطه دستورياً".

في موازاة ذلك، عاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السّابق وليد جنبلاط بتغريدة جديدة أحدثت مرّة أخرى اشتباكاً مع نواب "التيّار الوطنيّ الحر"، إذ انّ السّؤال الذي توجّه به صباح أمس على حسابه عبر "تويتر" بشأن الخطوات الإصلاحيّة، لم يمرّ مرور الكرام وانهالت التعليقات وردود الفعل من الجبهة المقابلة. وسأل جنبلاط عبر "تويتر": "لماذا لا يأتي فريق السلطة على ذكر القانون رقم 10 الذي يضع شروطاً تعجيزية لعودة اللاجئين السوريين فتكتفي السلطة برسالة وليد المعلم؟ وما أدرانا بأدواره السابقة قبيل اغتيال الحريري؟". وأضاف: "أين هي الخطوات الاصلاحية الجدية لتخفيف العجز والحفاظ على النقد بدل التبشير بالانهيار؟".

back to top