الكويت والسعودية الأصل والتاريخ

نشر في 10-07-2018
آخر تحديث 10-07-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي عشت في ذلك البلد العزيز ما يقارب سبع سنوات بين مدينتي جدة والرياض، وذلك في الفترة بين 1974- 1980، فكانت فترة في غاية الأهمية نظراً لما شهدته من أحداث كانت ولا تزال آثارها مستمرة حتى الآن على المنطقة، ففي 24/ 9/ 1974 صدر قرار كريم بتعييني ملحقاً دبلوماسياً بسفارة دولة الكويت في مدينة جدة، وذلك قبل نقل السفارات إلى مدينة الرياض، وكان يترأس البعثة الشيخ بدر المحمد الأحمد الصباح، رحمه الله.

وقد ضمت السفارة على فترات متلاحقة عدداً من الدبلوماسيين، منهم الإخوة راشد الدخيل وأحمد الحداد، رحمه الله، وعبدالمحسن الدعيج وفيصل الساير وخالد اللافي ومحمد إبراهيم، وكانت السفارة عبارة عن خلية نحل بعمل متواصل متنوع ما بين العمل السياسي والقنصلي، وتسهيل رحلات العمرة والزيارات الرسمية وغيرها، أما في مواسم الحج فيختلف العمل ويتنوع، مما يحتاج إلى جهد مضاعف، ومنها الإشراف على حملات الحج، وتوفير أماكن التخييم في منطقة «منى»، وكذلك مرافقة بعثة الحج الرسمية التي كان يرأسها في ذلك الوقت الدكتور عبدالرحمن العوضي.

وكنا نستأجر مبنى كبيرا في منطقة «العزيزية» ليكون مقرا لبعثة الحج الطبية الرسمية، وفي منطقة منى كنا ننصب مخيماً للسفارة في موقع متميز، ويضم خيمة تخصص لعمل السفارة، حيث كنت أحتفظ بصندوق حديدي يحتوي على جوازات ووثائق سفر وطوابع وأختام رسمية.

وأثناء عملي في جدة سعدت بمرافقة العديد من كبار الشخصيات الكويتية، منها على سبيل الذكر لا الحصر الشيخ عبدالله المبارك الصباح، والشيخ جابر العلي الصباح، والعم الفاضل خالد المرزوق، رحمهم الله وطيب ثراهم.

وفي عام 1977 صدر قرار كريم بتعييني مديراً «لمكتب دولة الكويت التجاري» في الرياض، والذي لا يقتصر عمله على مجال محدد، بل كان يشمل جميع المجالات، وكانت العلاقات في ذروتها، وقد تم إنشاء اللجنة الاقتصادية، وكان يرأس الجانب الكويتي فيها السيد عبدالوهاب النفيسي وزير التجارة والصناعة، واللجنة الأمنية وكان يرأس الجانب الكويتي فيها العم الفاضل عبداللطيف الثويني.

قضيت في مدينة الرياض العزيزة ما يقارب أربع سنوات، حيث أدركت عن قرب مدى عمق العلاقة بين البلدين، فما يصيب السعودية ينسحب أثره على الكويت، وما يصيب الكويت يترك أثره على السعودية، وأوضح مثال على ذلك عندما تعرضت الكويت للغزو الغادر من النظام العراقي، فكانت السعودية العمق الاستراتيجي للكويت، وفتح أهل السعودية قلوبهم لأهل الكويت قبل بيوتهم، وكانت تلك الأرض الطيبة نقطة الانطلاق لرايات النصر لتحرير الكويت الغالية، كما كانت بالأمس أرض الكويت الطيبة نقطة الانطلاق لتحرير مدينة الرياض العزيزة، وهناك لوحه إنسانية لعلها تجسد العلاقة بين البلدين والترابط بين أسرتي الخير الحاكمتين فيهما.

وفي تاريخ 31/ 12/ 1977 انتقل إلى رحمة الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، طيب الله ثراه، وكان يتولى الحكم في ذلك الوقت في المملكة العربية السعودية المغفور له جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز، الذي قرر أن يذهب إلى دولة الكويت لتقديم التعازي لأسرة الصباح الكرام وشعب الكويت العزيز، وطلب عدم الإعلان عن ذلك، وقد أبلغت وزارة الخارجية عن موعد وصول جلالته، حيث كان في استقباله كبار رجالات الأسرة الحاكمة، وكان أن وقف جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية وسمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت لتلقي التعازي في لوحة لا تحتاج إلى تعليق.

ورسالة لكل من يحاول أن يعكر العلاقة بين البلدين فإننا نبشرك بالخسران المبين، فلا تستهن بخبرات الآخرين، فاللهم من أراد بالكويت ودول مجلس التعاون خيراً فوفقة لكل خير، ومن أراد بالكويت ودول مجلس التعاون شرا فرد كيده في نحره.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top