شوشرة: انتفاضة

نشر في 07-07-2018
آخر تحديث 07-07-2018 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي عادت الحياة إلى الهدوء والراحة من صداع وموّال الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال العطلة النيابية التي اختتم المجلس قبلها أعماله بتقديم استجواب ضد رئيس مجلس الوزراء، الذي سيناقش في الجلسة الافتتاحية بدور الانعقاد المقبل.

والعودة إلى السكينة الجزئية هي فرصة للسلطتين لتأمل الأوضاع خلال المرحلة السابقة، وتحديد مواطن الخلل والقصور والمشاكل التي تنشب عادة بينهما، وكيفية الحد من هذه الأمور إن لم يتم علاجها جذرياً، لاسيما أن العطلة النيابية تمتد إلى شهر أكتوبر المقبل، وبالتالي لدى النواب متسع لدراسة الأمور على نار هادئة، والتفكير بصورة جدية في مرحلة مقبلة تحقق للبلد والمواطن الازدهار في كل القضايا "وإن كان هذا حلم إبليس في الجنة"، إلا أن الأمل المعقود على بعض الإصلاحيين مازال قائما، وبصيص الأمل موجود، وإن كان بيننا وبينه آلاف الكيلومترات.

وعودة إلى المتطلبات التي تحتاجها البلاد والمواطنون، فإنها في غاية السهولة، إذا كان بالفعل هناك من يريد الإصلاح ومحاربة الفساد والقضاء على من يقفون خلفه وينهبون ثروات الشعب وأموال الدولة، وإعادة هيكلة الأجهزة الحكومية وتفعيل دورها في الرقابة والمحاسبة، وتفعيل الأدوات التشريعية النيابية بعيدا عن المحاصصة، وإعطاء المواطن الكويتي أبسط حقوقه، ودعم الكوادر الوطنية الناجحة، ووضع آليات لا يتم تجاوزها من قبل الوزراء، بحيث يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، والابتعاد عن الطائفية والقبلية والعنصرية، ودراسة أوضاع الموظفين الذين هم الآن في أمسِّ الحاجة لمن يدعمهم ويساعدهم برفع رواتبهم بعد غلاء أسعار كل المستلزمات اليومية، والنهوض بالاقتصاد الذي أصبح لا يحرك ساكناً، والتصدي لسارقي أحلام الشعب. قد يرى البعض أن الكلام سهل، لكن تطبيقه على أرض الواقع من المستحيل، غير أننا إذا أردنا العودة إلى "درة الخليج" وجعلها في الصفوف الأولى فهذا يتطلب فعل هذا "المستحيل".

لقد ملّ الشعب الصراع الدائم والمفاجآت اليومية من التجاوزات والتنفيع الذي طال كل شيء، ومن حرامية النهار الذين أصبحوا معروفين أمام الكل، وكأن القانون أصبح عاجزاً من مواجهتهم، لاسيما أولئك الأطفال المدللين لدى البعض الذين يحركون الأمور وكأنها لعبة بين أيديهم، فاستمرار هؤلاء سيجعلنا في مواجهة صعبة مع الإصلاح، وسينقل الحال من سيئ إلى أسوأ، وسنبقى نحلم بالنهضة والتطور.

آخر الكلام:

العلاج ليس صعباً مادام هناك جراحون متخصصون لاجتثاث رموز الفساد ومحاسبتهم.

back to top