روحاني يرتدي عباءة التشدد وسليماني يشيد

«الحرس الثوري» مستعد لعرقلة تصدير النفط من المنطقة

نشر في 05-07-2018
آخر تحديث 05-07-2018 | 00:13
مستشار النمسا وروحاني خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إرنا)
مستشار النمسا وروحاني خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إرنا)
تبدلت مواقف وعبارات الرئيس الإيراني حسن روحاني الأخيرة، لتظهر ميلاً متزايداً نحو ارتداء رجل الدين المعتدل عباءة التيار المتشدد، في ظل تنامي سخط شعبي يحمّل حكومته مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، مع قرب تطبيق العقوبات الأميركية.

وحظي تهديد روحاني القوي، الذي أطلقه أمس الأول من قلب أوروبا، بإمكانية عرقلة طهران إمدادات النفط من دول المنطقة، حال طبقت واشنطن حظراً شاملاً على تصدير بلاده للطاقة، إشادة نادرة من قائد «فيلق القدس»، التابع لـ»الحرس الثوري»، قاسم سليماني.

واعتبر سليماني أن تصريحات روحاني عن تهديد شحنات النفط، وعن إسرائيل، مدعاة للفخر، مضيفاً: «بصفتي جندياً للولاية وهذا الشعب الشامخ، أقول لفخامتكم هذا هو الدكتور روحاني الذي كنا ومازلنا نعرفه، وهذا ما يجب أن يكون عليه. إنكم بتصريحاتكم الحكيمة القيمة والمقتدرة زدتم شموخ القائد العزيز».

اقرأ أيضا

وتابع: «إنني أقبّل يدكم لتصريحاتكم الحكيمة والصائبة، التي جاءت في وقتها المناسب، ونعلن الاستعداد لتقديم أي خدمة لمصلحة الجمهورية الإسلامية».

وكانت مصادر إيرانية أفادت بأن روحاني رد على طلب الرئیس السویسري، تغيير موقف إيران تجاه إسرائيل، بالقول إن «إسرائيل غير موجودة في القاموس الإيراني، والحل الوحيد هو إجراء استفتاء عام على اسم الدولة التي يريدها سكان فلسطين التاريخية، شريطة عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين، وكل ما يخرج عن الاستفتاء ستقبله طهران».

وعزز الشعور بميل روحاني إلى التيار المتشدد والأصولي هجوماً شنته وكالة الأنباء الحكومية «إرنا» على نائبه إسحاق جهانغيري، ممثل الإصلاحيين في الحكومة.

وفي مقال عنيف وغير مسبوق، حمّلت «إرنا» جهانغيري مسؤولية المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد، على أساس أنه يترأس الفريق الاقتصادي للحكومة، معتبرة أن المشاريع الاقتصادية الفاشلة، التي تواجه معارضة شديدة من الشعب، وتجار بازار طهران، هي مشاريع فريقه.

وفي استهزاء بخطة الفريق الاقتصادي للحكومة، لتثبيت سعر صرف العملة الأجنبية، بعد انهيار التومان الإيراني أمام الدولار الأميركي، عنونت الوكالة الحكومية مقالها بـ«دولار جهانغيري»، وهو مصطلح يطلقه معارضو الحكومة على السعر الرسمي الذي أعلنه جهانغيري للدولار.

وارتفع سعر الدولار في السوق الموازي إلى ضعف التقدير الذي وضعه جهانغيري، بعد تهافت تجار وآخرين على استبدال العملة المحلية بالأميركية، في ظل تخوف من شحها مع تطبيق العقوبات الاقتصادية بحلول نوفمبر المقبل.

وعكس المقال الخلافات الموجودة في الحكومة، بين أنصار روحاني والإصلاحيين، والتي ظهرت إلى العلن بعد عريضة إصلاحية أيدت المطالبين باستجواب الرئيس، ونشرت «الجريدة» تفاصيلها منذ 4 أيام.

back to top