ختام «المنتدى الصيني العربي» الأول في القاهرة بتوقيع اتفاقية تعاون

• فيصل القحطاني: الرواية الكويتية تعيش أفضل حالاتها

نشر في 27-06-2018
آخر تحديث 27-06-2018 | 00:00
اختتم المنتدى الصيني العربي فعاليات دورته الأولى التي أقيمت في القاهرة أخيراً بتوقيع اتفاقية تعاون مشترك بين الشاعر حبيب الصايغ، رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والكاتبة الصينية تيه نينغ، رئيسة اتحاد الكتاب الصينيين، لتعزيز الاستفادة المتبادلة بين الصين والدول العربية وتوطيد الصداقة العريقة بينهما.
وألقى المنتدى الذي أقيم تحت شعار «الأدب في طريق الحرير الجديد»، الضوء على ثلاث قضايا رئيسة تنشغل بها الأوساط الثقافية العربية والصينية والعالمية وهي «التراث والإبداع الأدبي» و«الأدب في الحياة المعاصرة» و«حركة ترجمة الأعمال الأدبية». شارك في المناقشات مثقفون وأدباء من الصين والعالم العربي، أكّدوا أهمية التبادلات الأدبية، ودورها في النهوض الحضاري.
في ختام «المنتدى الصيني العربي» الأول في القاهرة، قال الكاتب والروائي الكويتي فيصل القحطاني: «نحتاج إلى القوى الناعمة من الأدب الصيني، فالصين لا تسوِّق نفسها كقوى اقتصادية كبرى فحسب، ولكنها تصدر نفسها كقوى ناعمة في المجالات كافة حتى الأدب».

وعن الرواية الكويتبة أضاف القحطاني: «تعيش الرواية الكويتية أفضل حالاتها فالشعب الكويتي موجود وحي في الخريطة العربية والعالمية، ولكن لا يُسلط عليه الضوء بالشكل الكافي»، مشيراً إلى أن الرواية الكويتية تعتني بالقضايا الاجتماعية وتتوجه في غالبيتها صوب الطابع الإنساني، كذلك فرضت الواقعية خطابها عليها بشكل ملحوظ في التسعينيات وشكلت ملامح الرواية المعاصرة منها».

بدوره قال الكاتب الصيني ليو جين يون، ممثل وفد الأدباء الصينيين: «التبادلات الثقافية والاجتماعية أمر معقد، ولا بد من أن نحاول تقريب المسافات من خلال الترجمات المتبادلة بيننا والتعريف بالكتاب والأدب».

وأضاف: «يوضح الأدب كيفية التعامل في الحياة اليومية، ومن خلال ذلك يمكن الوصول إلى نقاط مشتركة».

وأوضح أن الرؤساء الأميركيين لا يحبون قراءة الأدب لأنهم لو أحبوه لتجنبنا كثيراً من الحروب، مبيناً أن الدورة المقبلة للمنتدى ستكون في الصين.

ترجمة بالمصادفة

وتحدّث الكاتب الصيني ماي جيا عن ترجمة أعماله فقال: «أدّت المصادفة دوراً كبيراً في ترجمة أعمالي الأدبية». وأوضح أنه بدأ الكتابة في الثمانينات، وكان مشهوراً وبعدها تزوج وانقطع عن الكتابة، وظل لمدة 12 عاما حتى تُرجم أحد كتبه عن طريق المصادفة، وهي وحدها المسؤولة عن ترجمة أعماله، ذلك بعد مقابلته أحد المترجمين، وهو دكتور في جامعة أكسفورد، وكان ﻻ يعلم أي أمر عن الأدب الصيني، وبعد قراءة الكتاب أعجب به وترجمه.

كذلك وبالمصادفة ترجمت بعض أعماله سيدة كانت تعاني الوحدة، ورغم أنها مترجمة غير متخصصة.

وسرد قصة أخرى عن ترجمة كتبه إلى اللغة الإنكليزية فقال إنه خلال تلبيته دعوة إلى أحد المؤتمرات الأدبية في أميركا، ركب في السيارة نفسها مع كتّاب آخرين، وكانوا ينظرون إليه نظرة دونية، وكان طوال الطريق يشعر بسخريتهم، إذ كانوا يحتقرون الأدب الصيني والكتّاب الصينيين. «ولكن بعدما علموا أن كتابي بهذه الأهمية اندهشوا، وبدأت نظرتهم تختلف وتحولت نظرة الاحتقار إلى نظرة اهتمام. كذلك كتب أحدهم تعليقاً رائعاً عن كتابي، كان سبباً في توقيع أكثر من 21 عقد ترجمة. هكذا أدّت المصادفة دوراً كبيراً في ترجمة أعمالي، خصوصاً إلى اللغة العربية وهي أحد المنابر المهمة».

وفيما تناول الكاتب الصيني يو هوا موضوع الواقع من منظور طبيب أسنان صيني، تحدث الكاتب السوداني كمال الدين عن الأدب والحياة المعاصرة، وتناول الكاتب الصيني هو شينغ ننغ موضوع الأدب والحياة المعاصرة من منظور لندع الوقت يمضي على مهل.

وثيقة تعاون

اتفق الكُتَّاب في ختام أعمال المنتدى على وثيقة التعاون التي أكدت أن منتدى الأدب الصيني العربي، يعد نموذجاً فاعلاً لتعزيز التبادلات بين الكتاب الصينيين وكتاب جميع الدول العربية، وتقررت إقامة المنتدى بالتناوب بين الجانبين كل سنتين وجعل ذلك منصة آلية للتبادل.

واتفق الجميع على أن أساس التبادلات بين الكتّاب يعتمد على قراءة الأعمال المتبادلة بين الجانبين، أملين في دفع التعاون الإيجابي بين هيئات البحث الأدبي والترجمة والنشر في الصين وجميع الدول العربية، ما يسهم في ترجمة وتعريف القراء في الصين والدول العربية بالأعمال الأدبية المميزة، حتى يزداد التفاهم بين الجانبين.

تدشين

وكانت القاهرة شهدت تدشين «المنتدى الصيني العربي» في دورته الأولى، بحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب والإمارات حبيب الصايغ، ورئيسة اتحاد كتاب الصين وتيه نينج، ورئيس اتحاد كتاب مصر علاء عبد الهادي، وأمين عام المجلس الأعلى للثقافة د. سعيد المصري.

شاركت في «المنتدى الصيني العربي » مجموعة من الكتاب والمثقفين من الصين، و12 دولة عربية من بينها الإمارات، والكويت، ومصر، والسودان، واليمن، وعمان، وفلسطين، والجزائر، وغيرها من دول عربية.

طريق الحرير

قالت رئيسة اتحاد كتاب الصين تيه نينج في كلمتها الافتتاحية: «رغم البعد الجغرافي بين الصين والدول العربية فإن صداقتهما ممتدة منذ قديم الأزل، فطريق الحرير القديم ربط بين الحضارتين». وأشارت إلى ترجمة أعمال أدبية عربية إلى اللغة الصينية، ما أسهم في التعرف إلى التغييرات في البلدان العربية.

ومن أبرز الأعمال المترجمة «ألف ليلة وليلة» الذي يحظى بإعجاب القراء الصينيين. كذلك ترجم الأدباء العرب الأدب الصيني للتعرف إلى الحياة اليومية في الصين. وأعربت رئيسة الاتحاد عن أملها في استمرار التبادل الثقافي بين الجهتين لزيادة التنوع الثقافي الذي يرتبط بتقدّم الدول، مؤكدة أن الصين تستضيف الدورة الثانية من هذا المنتدى لفتح فصل جديد من التبادل الثقافي.

من جانبه، قال السفير الصيني بالقاهرة سونج أيقوه إن المنتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية الصينية العربية، ففي عام 2004 اُفتتح منتدى التعاون الصيني العربي، كذلك أطلقت مبادرة «الحزام والطريق» التي تعد نقطة انطلاق في التبادل الثقافي وترسيخ القاعدة الفكرية بين العرب والصين.

عصر جديد

ذكر رئيس اتحاد الكتاب العرب حبيب الصايغ أن إقامة منتدى الأدب العربي الصيني تهدف إلى تعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وتوطيد الصداقة العريقة بين الصين والدول العربية، ما يسهم في وضع رؤية مشتركة جديدة والمشاركة في تأسيس عصر جديد مبهر للتبادلات الأدبية العربية الصينية.

كذلك أشار إلى أن المنتدى سيعقد اجتماعاته دورياً كل عام بالتبادل، مرة في إحدى الدول العربية ومرة في الصين، وأن الهدف منه تبادل الأعمال الأدبية بين الكتاب العرب والصينيين، ودفع التعاون الإيجابي بين هيئات البحث الأدبي والترجمة والنشر، ما يسهم في تعريف القراء في الصين والدول العربية بالأعمال الأدبية المميزة، خصوصاً أن حركة الترجمة الراهنة من العربية إلى الصينية والعكس، لا تعكس حجم الاهتمام، ولا آفاق التعاون في المستقبل.

بدوره، قال د. سعيد المصري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن المنتدى يأتي في وقت نتطلع فيه إلى الانفتاح الثقافي العربي على الثقافات الأخرى من خلال المشاركة الفاعلة في الفعاليات الثقافية والأدبية الدولية، سواء على أرض مصر أو خارجها، ومن خلال مد جسور التعاون الثقافي مع الثقافات الأخرى كافة في العالم.

وقال مراد السوداني، رئيس اتحاد كتاب فلسطين، إن الثقافة تؤكد أن الحياة تستحق الكتابة عنها بما يليق بالعاملين بشأنها.

وأضاف السوداني أن الثقاقة هي القنطرة الأعلى في مواجهة مساحات الظلم والظالمين، لافتاً إلى أن مجتمعاتنا تحتاج إلى كتاب الصين ومبدعيها ومثقفيها كي تضيء كتاباتهم سماء الثقافة العربية، وتعود الدول العربية إلى عافيتها.

في السياق نفسه، أكّد د. علاء عبد الهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، أن الصين تعد الحليف الدائم للقضايا العربية، خصوصاً القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هذا التحالف يشكل دافعاً قوياً من أجل تأسيس قاعدة ثقافية وتوطيد العلاقات الثقافية بين الصين والبلدان العربية.

وتحدّث الكاتب العماني حمود الغيلاني عن الأدب والترجمة وعلاقته بالحياة اليومية للإنسان، فيما تحدث الكاتب الصيني «ماي جين»، عن الأدب بين الأصالة والتجديد، وتناول الكاتب اليمني مبارك سالمين موضوع التراث والإبداع الأدبي، وتناول الكاتب المصري سمير درويش موضوع التراث الأدبي عن طريق قراءة محايدة لواقع اللغة العربية وتراثها وأثرهما في الإبداع الأدبي والثقافي. وشهدت النقاشات مداخلات لبعض الكتاب من الصين، من بينهم ليو دين يون، ولي يونلي، ويانغ هونع يينغ.

الكاتب ليو جين يون: من خلال الأدب نصل إلى نقاط مشتركة يكون هذا المنتدى ثمرتها
back to top