عمار يا كويت (3)

نشر في 26-06-2018
آخر تحديث 26-06-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي كم آلمتنا تلك الأصوات والشعارات والنداءات التي لم نألفها في الكويت الغالية، هذا الوطن الذي منّ الله عليه بالأمن والأمان والنعم الكثيرة التي لا تعدّ ولا تحصى، وحفظه الرحمن من شر الأعداء وغدر الحاقدين، وعلى مر الأعوام والسنين وعلى مدى أكثر من أربعمئة عام، وهذا ليس كلاما مرسلا، فالتاريخ مليء بالأحداث التي تثبت هذا، فلا مكان لمن لا يحمل الولاء لهذا الوطن ولا فزعة إلا للكويت.

نعم إن الشعب الكويتي يتكون من أصول مختلفة، ولسنا بدعا من الدول، فأغلب دول العالم، إن لم تكن بأسرها، تتكون من أعراق مختلفة، وقد يكون هذا في أحيان كثيرة مصدر قوة وتقدم لتلك الدول، ولعل أوضح مثال على ذلك الولايات المتحدة الأميركية، فهناك الأميركي الصيني والأميركي الإفريقي والأميركي الإيطالي، وغير ذلك، فغدت الولايات المتحدة الأميركية من أقوى بلاد الدنيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وفي كل المجالات بلا استثناء، ولعل أروعها تلك المراكز العلمية وبشكل خاص وكالة الفضاء "ناسا" التي تضم نخبة من العلماء من مختلف الأصول والأعراق والثقافات، والتي تمتلك كما هائلا من المعلومات التي يجهلها العالم، ولم يتأتَّ ذلك إلا نتيجة للولاء والإخلاص لأميركا، فلا مجال لازدواجية الولاءلات.

وإذا ما عدنا إلى الوطن الغالي الكويت فقد تصدى بكل أطيافه ومكوناته لكل من حاول أن يمسه بشر، وليس هذا كلاما مرسلا لكنه واقع سطره التاريخ، ولنا في الثاني من أغسطس عام 1990 عبرة وعظة عندما اجتاحت جحافل الجيوش هذه الأرض الطيبة، ولكن الكويت كانت عصية على تلك الجحافل، فتصدت لها، فعادت من حيث أتت وحولت ذلك الكم الهائل من الأسلحة إلى أكوام من السكراب.

وهناك حقيقة واضحة لكل فرد من هذا الوطن الغالي، فالعالم الذي هب لتحرير الكويت وأعاد شمس الحرية لوطن النهار لم يأتِ لنصرة طائفة أو فئة أو قبيلة أو طبقة، بل جاء لنصرة الكويت الأرض والوطن، ويخطر على البال هنا لقاء تم مع وزير شؤون الإعلام في جمهورية فنزويلا الصديقة أثناء عملي هناك، علما أن الوزير من الشخصيات الإعلامية العالمية.

تحدث الوزير بأريحية عن الكويت ونظامها وشعبها، مؤكدا أنه وعلى مدى عمله الإعلامي العالمي، حيث واجهه العديد من القضايا في العالم بأسره، لم يواجهه مثل هذا الإجماع الدولي، ومنذ اللحظات الأولى للوقوف مع الكويت، وصدور قرارات دولية لتحريرها بالقوة، وهذا ما كان، فلم تمض أشهر معدودة حتى عاد النهار إلى وطن النهار.

ودعوة من القلب لكل أبناء هذا الوطن الغالي، لنبتعد عن التهويل والخذلان وتكسير المجاديف والإحباط والتخويف فالكويت، إن شاء الله، بلد الأمن والأمان بقوة أبنائها ووحدتهم واتحادهم، فهي لكل أهل الكويت المخلصين لها، فاللهم حنانيك بالكويت، احفظها من أبنائها أما أعداؤها فنحن بإذن الله كفلاء بهم.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top