تعاني خللاً في جهاز المناعة؟ تفادَ الوشم

نشر في 24-06-2018
آخر تحديث 24-06-2018 | 00:00
No Image Caption
إذا لم يكن جهازك المناعي قوياً وصحياً، فقد تعاني تأثيرات جانبية غير متوقعة عندما تحصل على وشم. هذا ما أظهرته حالة امرأة بحثت عن علاج لألم غامض ومستمر في وركها، وركبتها، وفخذها في الجهة اليسرى من جسمها.
عرض العدد الجديد من مجلة BMJ Case Reports دراسة حالة عن امرأة بحثت عن مساعدة طبية بسبب معاناتها ألماً حاداً ومستمراً في وركها، وركبتها، وفخذها اليسرى بعدما حصلت على وشم على الأخيرة قبل بضعة أشهر.

في عام 2009، خضعت هذه المرأة لجراحة زراعة رئتين فرضت عليها اتباع علاج كابح لجهاز المناعة طويل الأمد، بغية تفادي رفض الجسم الرئتين المزروعتين.

من ثم، اختل جهازها المناعي بالكامل، ولم يعد يتفاعل مع العوامل الغريبة داخل الجسم بالطريقة ذاتها كما جهاز المناعة السليم. رغم ذلك، لم تتوقّع أن يؤثر ذلك بأية طريقة في حبها للوشوم.

لما كانت حصلت على وشم قبل بضع سنوات، فقررت أن تحظى بوشم آخر في يناير 2015 على فخذها اليسرى. بعد ذلك مباشرة، عانت تهيجاً طفيفاً في البشرة في تلك المنطقة. إلا أن هذه حالة طبيعية عند الخضوع لوشم وتشكّل تأثيراً عابراً فحسب.

لكن أثار القلق حقاً أنها بدأت تعاني بعد تسعة أيام من الوشم ألماً حاداً في ركبتها وفخذها في الجهة اليسرى من جسمها، ولم تستطع التحكم في الوجع إلا بتناول مسكنات قوية. تراجعت حدة الأعراض بمرور الوقت. ولكن حتى بعد عشرة أشهر، لم تختفِ بالكامل.

يكتب معدو تحليل هذه الحالة: {كان الألم ما زال يزعجها، ولا يفارقها، ويحول باستمرار دون تمتعها بليلة نوم هانئة}.

التهاب غريب

لجأت هذه المرأة في نهاية المطاف إلى عيادة للطب الرثياني حيث خضعت لسلسلة فحوص لم تكشف أي خطب. ولكن عندما قرّر الأطباء أخذ خزعة من عضلة فخذها، تبين أنها تعاني حالة تُدعى {اعتلالاً عضلياً التهابياً}. بعبارة أبسط، مصابة بالتهاب مزمن في العضلات يترافق مع الألم وضعف العضلات.

استخلص الأطباء في هذه الحالة تحديداً، استناداً إلى تاريخ المرأة الطبي والمعلومات المتوافرة عنها، أن هذا الاضطراب يعود على الأرجح إلى تأثير الوشم الأخير في الجسم، علماً بأنه تفاقم نتيجة خلل الجهاز المناعي.

يكتب الباحثون: «نعرف جيداً أن خطر الإصابة بعدوى يرتفع بين المرضى الذين يعانون كبت جهازهم المناعي. لذلك من المنطقي الاستنتاج أن هؤلاء أكثر عرضة للمضاعفات جراء الحصول على وشم».

لا يتحدث الخبراء عن علاقة سببية واضحة، إلا أنهم واثقون من أن تفاعل الاضطرابات الناجمة عن عملية الوشم وربما الحبر المستعمل فيها مع جهاز مناعي ضعيف قاد إلى التهاب عضلي مزمن لدى هذه المريضة. يضيفون: «نقر بأن لا دليل يبرهن بشكل حاسم العلاقة السببية، إلا أن توقيت الأعراض وموقعها يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالوشم، فضلاً عن أننا لم نتوصل إلى تحديد أي عامل آخر قد يسبب هذا الاعتلال».

ألوان الحبر ليست آمنة

وصف الأطباء لهذه المريضة علاجاً فيزيائياً، فتحسنت أعراضها بعد سنة. وبعد مرور ثلاث سنوات، نجحت أخيراً في التحرر من الألم.

لكن الطريقة المحددة التي يؤدي فيها الوشم إلى مضاعفات مماثلة في حالة مريض يعاني خللاً في ردود فعله المناعية لا تزال غير واضحة. إلا أن الخبراء الذين عالجوا الحالة يقترحون أن للحبر الملون المستعمل خلال هذه العملية علاقة في ذلك.

يكتبون: {من المعروف أن ردود الفعل السلبية تجاه الوشوم قد ترجع إلى نوع الحبر أو عامل التلوين المستخدمين}.

يتابعون: «نرى هذه الحالة خصوصاً مع الحبر الأحمر واستخدام معادن ثقيلة في عوامل التلوين». ويشيرون أيضاً إلى أن المرأة حصلت على وشم يضمّ ألواناً عدة، ما يعزِّز احتمال أن يكون التهاب عضلاتها رد فعل تجاه أحد هذه العوامل.

من المؤسف أن الخبراء لاحظوا أيضاً أن القوانين في المملكة المتحدة لا تنظم قطاع الوشم بدقة، ما يعرض الأشخاص لمخاطر صحية غير متوقعة.

في الولايات المتحدة، دعت إدارة الأغذية والأدوية على مر السنين إلى سحب عدد من أنواع الحبر المستخدمة في الوشم أو صباغ التبرج الدائمة من الأسواق لأن المستهلكين أفادوا بأنها تسبب عدوى أو ردود فعل سلبية.

يبدو أن دراسة الحالة هذه تنصح كل مَن يرغبون في الحصول على وشم، خصوصاً مَن يعاني جهازهم المناعي خللاً ما، بأن يفكروا ملياً في هذه الخطوة قبل اتخاذ قرار قد تكون له تداعيات غير مرغوب فيها على صحتهم.

لكن معدي الدراسة يحضون أيضاً العاملين في مجال الصحة على ألا يتغاضوا عن مضاعفات الوشوم المحتملة عندما يُطلب إليهم تشخيص حالات شبيهة بالحالة المذكورة هنا.

يختمون: {تذكّرنا هذه الحالة بضرورة أخذ المضاعفات المرتبطة بالوشوم في الاعتبار كجزء من عملية تشخيص تباينية عندما يعاني المريض، خصوصاً إذا كان مصاباً بخلل في جهازه المناعي، أعراضاً عضلية-عظمية غير اعتيادية}.

الخبراء أوضحوا أن ردود الفعل السلبية تجاه الوشوم ترجع إلى نوع الحبر أو عامل التلوين المستخدمين
back to top