لبنان: خرق كبير على «مسار التأليف» وميركل لم «تساير» في أزمة النزوح

صندوق النقد يحث على زيادة الضرائب ووقف دعم الكهرباء

نشر في 23-06-2018
آخر تحديث 23-06-2018 | 00:03
عون مستقبلاً ميركل في بعبدا امس (أ ف ب)
عون مستقبلاً ميركل في بعبدا امس (أ ف ب)
لم يكتف رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، فور عودته إلى بيروت قبل يومين بإعلان فتح "التوربو" على خط تأليف الحكومة، بل سارع الى إقران أقواله بأفعال تُظهر عزمه على اتمام مهمّته سريعاً.

فكان أن عقد الحريري سلسلة لقاءات متتالية في بيت الوسط، حملت كلها العنوان نفسه "التركيبة الحكومية"، وجمعته تباعاً إلى رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية فعضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور، فوزير الإعلام ملحم الرياشي موفداً من رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وأخيراً وزير المالية علي حسن خليل.

وقالت مصادر متابعة، إن "الاتصالات ساهمت في تحقيق خرق في مشهد التأليف الجامد منذ أسابيع، حتى بات يمكن الحديث عن مولود حكومي قد يبصر النور خلال أيام"، مضيفة أن "العقد التي كانت تعترض طريق التشكيل، ذُللت بنسبة تسعين في المئة".

إلى ذلك، أنهت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل التي تواجه أزمة هجرة تهز حكومتها زيارة إلى لبنان تركزت حول ملف النزوح.

وزارت ميركل أمس، السراي الحكومي حيث عقدت مع الحريري مؤتمراً صحافياً مشتركاً تلاه لقاء بين رجال الأعمال اللبنانيين والألمان.

واستحوذ ملف النازحين السوريين في لبنان على حصة الأسد من المحادثات وعبر الطرفان عن موقفيهما المتباينين من الأزمة.

ففي وقت أكد الرئيس الحريري خلال المؤتمر الصحافي أن "الحل الدائم والوحيد للنازحين هو في عودتهم الكريمة والآمنة إلى سورية" (بغض النظر عن أي تطور سياسي هناك) كانت ميركل تربط العودة بالحل السياسي الشامل في سورية إذ شددت على "عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا بد أن تحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم"، مضيفة: "نريد أن نساعد في الوصول إلى حل سياسي في سورية لتأمين عودة النازحين".

من ناحية أخرى، شدد الحريري على أن "هناك إجماعاً داخلياً على النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون العربية وهو التزام ستتابعه الحكومة المقبلة، كما أننا ملتزمون القرار 1701".

وشددت ميركل على أن "عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة"، وهو الأمر الذي يرفضه لبنان، الذي سبق أن أعاد لاجئين من دون تنسيق.

بدوره، طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد استقباله ميركل أمس "مساعدة ألمانيا في دعم موقف لبنان الداعي إلى عودة النازحين السوريين تدريجياً الى المناطق الآمنة في سورية"، مؤكدا "ضرورة الفصل بين هذه العودة والحل السياسي للأزمة السورية، الذي قد يتأخر التوصل إليه".

وزارت ميركل عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وشكر الرئيس بري ألمانيا على مشاركتها في القوة البحرية لقوات "اليونيفيل"، مشدداً على "أهمية دور هذه القوات في حفظ السلام في لبنان من خلال تطبيق القرار 1701"، مؤكداً "تمسك لبنان بحقوقه وحدوده البرية والبحرية".

وسط كل ذلك، برز موقف جديد لـ"المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان" إذ أعلنت في رسالة إلى وزارة الخارجية والمغتربين، أمس، أنها وافقت على اقتراح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل القاضي بتقسيم النازحين إلة فئات تمهيداً لتنظيم عودتهم.

وبحسب بيان الخارجية فقد أكدت "المفوضية" على "عملها الدائم داخل سورية لإزالة العوائق أمام العودة الكريمة والآمنة، وشدّدت على أنها ليست بوارد تشجيع العودة الآن، لكن لن تقف بوجه من يريد العودة الطوعية أفراداً أو جماعات".

في سياق آخر، قال المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، إن لبنان يحتاج إلى ضبط مالي "فوري وكبير" لتحسين القدرة على خدمة الدين العام الذي تجاوز 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2017.

ونسبة ديون لبنان إلى ناتجه الإجمالي هي ثالث أكبر نسبة من نوعها في العالم.

وجدد تقديراته لنمو اقتصادي منخفض بين 1 و1.5 في المئة في 2017 و2018. وقال "المحركات التقليدية للنمو في لبنان تقبع تحت ضغط في ظل الأداء الضعيف لقطاعي العقارات والإنشاءات، ومن المستبعد أن يكون أي انتعاش قوي قريباً".

وأوصى بزيادة معدلات ضريبة القيمة المضافة، وكبح أجور الوظائف العامة وخفض دعم الكهرباء تدريجياً. وفي العام الماضي أنفقت الحكومة 1.3 مليار دولار لدعم أسعار الكهرباء بما يعادل 13 في المئة من النفقات الأولية.

back to top