غير مقبول

نشر في 22-06-2018
آخر تحديث 22-06-2018 | 00:07
أستغرب تطاول وسخرية البعض على طريقة نطق بعض الكلمات والمفردات المرتبطة بالموروث الثقافي والاجتماعي لهذه الفئة أو تلك بقصد إخراجهم من الهوية الوطنية، والتي لا دخل للهجة فيها بالولاء والانتماء، وكأن التقسيمات التي ابتلي بها المجتمع لا تكفي أو أنها
لا تشفي ما في صدور البعض من مرض.
 أ. د. فيصل الشريفي اللهجة موروث ثقافي عادة ما يرتبط باللغة الأم تتشكل من موروث اجتماعي تتحكم فيه عوامل بيئية ومعيشية يختص بها مجموعة من الأفراد دون غيرهم؛ لذلك أهل الكويت وإن كانت لديهم لهجة عامة تجمعهم ويمكن لغير الكويتي معرفته بها إلا أن هناك لهجات تميزهم فيما بينهم.

قبل فترة قرأت عن اللهجات في مملكة البحرين، وكنت أظن أن أهل البحرين يتحدثون بلهجة واحدة، ولكن الباحث ذكر أن لكل مدينة وقرية أسلوبا في نطق بعض المفردات والكلمات، يختلف أهلها به عن البقية، وفي المجمل يمكن معرفة لهجة جامعة لبلد ما، وفِي النهاية تسطيع أن تقول: هذا مصري على الرغم من الفوارق بين لهجة الصعيدي والإسكندراني، وكذلك أيضاً الحال للسعودي، فتقول عن هذا من جدة والآخر من الرياض أو الإحساء.

لذلك أستغرب تطاول وسخرية البعض على طريقة نطق بعض الكلمات والمفردات المرتبطة بالموروث الثقافي والاجتماعي لهذه الفئة أو تلك بقصد إخراجهم من الهوية الوطنية، والتي لا دخل للهجة فيها بالولاء والانتماء، وكأن التقسيمات التي ابتلي بها المجتمع لا تكفي أو أنها لا تشفي ما في صدور البعض من مرض.

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو استهجان البعض لهجة الفنان أحمد العونان، الذي تكلم بلهجة أهله وعلى سجيته، ولم يتكلف أو يتصنع، وأعتقد أنه لو أراد غير ذلك لكان له ما أراد، كيف لا وهو ممثل ويستطيع أن يقلد اللهجة التي يريد.

العنصرية بغيضة لذلك ترفضها الأخلاق الإنسانية والشرائع السماوية، فالله سبحانه وتعالى حذّر ونهانا منها، فلا فرق بين العربي والأعجمي ولا بين الأبيض والأسود إلا بالتقوى.

الحذر من ضرب اللحمة الوطنية والانحدار بها لهذا الوضع، فيكفينا تحزباً لغير الوطن، فالأوضاع لا تستحمل المزيد من التمزق، والكويت بحاجة إلى كل أبنائها بدوا وحضرا، سنّة وشيعة، عربا وعجما، وعلينا أن نقتدي بسمو الأمير، أطال الله في عمره، ذلك الأب الذي قال كلمته المشهورة "هذولا عيالي" ودموع الحزن على محياه الكريم.

تداعيات اختبار الآيلتس

وزارة التعليم العالي أصدرت قرار وقف الابتعاث الخارجي لمن لا يتحصل على نتيجة محددة لاختبار الآيلتس، وأعطت فترة سنة سماح للطلبة بالحصول على الدرجة المطلوبة مع ضمان حقه، وذلك بعد زيادة أعداد المتعثرين دراسياً بالرغم من عدم ذكرها لنسب المتعثرين بسبب اللغة أو لأسباب أخرى.

إجادة اللغة الأجنبية تحتاج إلى تواصل وتعايش اجتماعي يسهل على الطالب تنمية قدراته اللغوية، ومن أجل ذلك وأياً كان قرار وزارة التعليم العالي سواء بتأجيل القرار أو العمل فيه فلا بد من إبعاد السياسة عن التعليم بالكف عن التهديد المزدوج لوزير التربية، وعدم وضعه بين المطرقة والسندان، فطريق إصلاح التعليم مازال ينتظره خطوات طويلة ومعالجات جادة.

ودمتم سالمين.

back to top