هبة القواس أحيت ليلة الأوبرا في السعودية

غنّت أغنيتين من التراث العربي وقصائد لكبار الشعراء بصيغة أوركسترالية

نشر في 22-06-2018
آخر تحديث 22-06-2018 | 00:00
في حدث هو الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية، نظّمت الهيئة العامة للثقافة حفلة أوبرالية أحيتها رائدة الأوبرا العربية الدكتورة هبة القواس، تنفيذ إنتاج مؤسسة «هبة القواس الدولية»، فأبدعت في أول إطلالة لها على الجمهور السعودي وأطربت الآذان بموسيقاها التي مزجت فيها تجربتها الإنسانية والأكاديمية على السواء...
تميزت الحفلة برقي في الأداء وفي الإصغاء، وامتلأت مقاعد أدراج مسرح جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض (نحو 2800 مقعد)، برواد سماع الأوبرا ومتذوقي الفنون الثقافية الجميلة والباحثين عن الأصالة في الأداء والموسيقى والصوت الجميل.

أعضاء «أوركسترا كييف فيرتنوزي السيمفونية»، بقيادة النمساوي «كارل سولاك»، أخذوا أمكنتهم ممسكين بإحكامٍ بآلات موسيقية وترية ونحاسية ونفخ خشبية، بالإضافة إلى الآلات الشرقية، في مزجٍ جميل بين الشرق والغرب.

حضر الحفلة أمراء وأميرات من العائلة المالكة، ورئيس الهيئة العامة للثقافة الدكتور أحمد المزيد، فضلاً عن أعضاء من مجلس الشورى ومثقفين ومثقفات وأكاديميين وأكاديميات وكتّاب وكاتبات رأي وأطباء وطبيبات وسفراء.

في مستهلّ الحفلة قدمت الأوركسترا مقطوعة من تأليف هبة القواس بعنوان: Moments in Krakow، صفق لها الحاضرون بكثافة فردّ قائد الأوركسترا باللغة العربية بلكنة نمساوية: شكراً، وأضاف بالإنكليزية: «هبة القواس ليست مؤلفة فقط ولا مغنية فقط بل هي امرأة قادرة على ترجمة الخيال على الورق. هي امرأة رائعة حقاً».

بعد ذلك اعتلت هبة القواس خشبة المسرح بثوبٍ أسود مزدان بشريط أخضر في الوسط من تصميم إيلي صعب، وبوقارِها المميّز وبشخصيتها التي تعرف أصول الموسيقى والحياة.

14 معزوفة وأغنية تتالت، 12 منها من تأليف رائدة الأوبرا العربية هبة القواس واثنتان من التراث العربي أعادت توزيعهما بصيغة أوركسترالية جديدة. غنت القواس قصائد عرفت بتقديمها على المسارح العربية والعالمية، فغنت للشاعر والسياسي السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة، كذلك قدّمت من شعر هدى النعماني وندى الحاج بالإضافة الى أغنية من شعر كمال جنبلاط.

ومن المقطوعات التي غنتها القواس: «لأني أحيا، وتحبني، حبيبي، أشممت عطري، يدك، نجوم الدني، أسرى بقلبي، أنت أنا»، والموشح الأندلسي «لما بدا يتثنى»، أيضاً قدمت «إمتى حتعرف».

محطات من سيرة

ولدت هبة القواس في صيدا جنوبي لبنان سنة 1972، حازت: إجازة علم النفس العيادي من الجامعة اللبنانية، وماجستر بامتياز عالٍ في الغناء الأوبرالي من المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، وماجستر بامتياز عالٍ في التأليف الموسيقي من المعهد نفسه (بإشراف د. وليد غلمية)، ودراسات عليا في علم الموسيقى (بإشراف د. وليد غلمية)، و دراسات كاملة لـدبلوم في البيانو.

تابعت دراسات عليا في الغناء الأوبرالي مع التينور كارلو برغونزي، وفي التأليف الموسيقي مع المؤلف الموسيقي فرانكو دوناتوني، بمنحة من أكاديمية كيدجيانا (سيينا-إيطاليا)، نالت دكتوراه في التأليف في أكاديمية كراكوف الموسيقية.

تشغل هبة القواس مناصب عدة من بينها: أستاذة التأليف الموسيقي والغناء الأوبرالي في المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى منذ 1995، وأستاذة في الجامعة اللبنانية،و عضو مجلس إدارة المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، وعضو لجنة الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، وعضو لجنة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربي، وعضو لجنة الثقافة ومنسّقة لجنة الاتصال في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو وعضو اللجنة الوطنية العليا للموسيقى (التابعة للأونيسكو)...

رائدة الأوبرا العربية

تعتبر هبة القواس أول من عَمِلَ على إيجاد الأوبرا العربية، وقادتها تجربتها إلى الأغنية الأوبرالية العربية. سجَّلت 21 مقطوعة موسيقية من تأليفها مع أوركسترا دنيبروبتروفسك السيمفونية، وأربعة أعمال سمفونية من تأليفها الموسيقي مع أوركسترا أكاديمية كراكوف السمفونية، و13 عملاً سمفونياً من تأليفها الموسيقي مع الأوركسترا السمفونية الوطنية الأوكرانية بقيادة فلاديمير سيرينك، وعملاً غنائياً سمفونياً من شعر محمد بن راشد المكتوم مع أوركسترا لندن السمفونية بقيادة براد كوهن في استوديوهات «بي بي سي» في لندن.

نالت جوائز عالمية من بينها: وسام السلطان قابوس الذهبي (2007)، وأفضل مؤلف موسيقي معاصر (مهرجان كراكوف للتأليف الموسيقي المعاصر- عام 2000)، وإصدار طابع لبناني باسمها وصورتها (2003)، وجائزة الإبداع اللبناني (2003)، ودرع نادي جمعية متخرجي الجامعة الأميركية (1998)، ودرع نادي خريجي كلية بيروت الجامعية (أبو ظبي 1993).

قدمت هبة القواس في الحفلة 14 معزوفة وأغنية فأجادت وأطربت
back to top