امضوا في الإصلاح ولا تخضعوا للتهديد

نشر في 20-06-2018
آخر تحديث 20-06-2018 | 00:15
No Image Caption
ما سطرته "الجريدة" في افتتاحيتها الأحد الماضي عن مطالبتها وزير التعليم العالي د. حامد العازمي بعدم إلغاء شرط "الآيلتس" للطلبة المبتعثين إلى الخارج لم يكن إلا كلمة حق صدعت بها، وإن كانت تعلم أنها لن ترضي البعض، لكن الحق كالدواء، نافع وإن كان مُراً، ومستقبل أبناء الكويت أثمن ما يمكن أن يدافع عنه صاحب قلم، أو من له انتماء إلى هذا البلد.

قضية "الآيلتس"... لم تكن إلا أحد الشواهد التي تقف فيها مصلحة آنية لبعض المواطنين وبعض النواب، ضد مصلحة التعليم والوطن وأبنائه، وضد رغبة وزير أراد أن يصلح، ما استطاع، لإنهاض التعليم من كبوته التي نرزح تحت وطأتها منذ سنوات، دون أن نستطيع معالجة هذا الوضع، وقد أثبتت الأيام أن كل من يحاول تغيير وضع قائم، ولو قاتماً، لابد أن يلام ولو كان على حق.

لماذا لا يحظى أي جهد إصلاحي من هذا الوزير أو ذاك بدعم النواب مادام الجميع ينشد خدمة الوطن؟ لماذا يكيلون لهم أكوام النقد ويسددون إليهم سهام التشكيك في النوايا، واضعين رقابهم تحت سيف الاستجوابات والمساءلات الذي كثيراً ما رُفِع في وجه مشروعات كبرى مهمة وأدى إلى خسارة بلادنا المليارات، والشواهد كثيرة لا تحتاج إلى أمثلة؟

نقدر أيها النواب الأفاضل أهمية أن تقفوا بالمرصاد لكل انحراف، لكن الذي لا نقدره ألا تدعموا إصلاحاً يولد في الأفق، لا نقدر أن تهاجموا محاولة للنهوض من كبوة هنا وأخرى هناك، وألا تأخذوا بيد الكويت لزحزحتها عن المراتب المتدنية التي تقبع فيها في نواحٍ شتى، بما لا يناسب اسمها ولا مكانتها ولا تاريخها، فلتغيروا ما ينساب في عقولكم من تفكير تقليدي نابع من اصطفافات منبوذة على حساب مصلحة الوطن.

أما أنتم أيها الوزراء، فعليكم أن تروا أين مصلحة الكويت وأبنائها، وتسيروا إليها غير عابئين بأصوات الابتزاز، وغير خائفين من الاستجوابات، سيروا إلى الإصلاح، حركوا المياه الراكدة، ارفضوا التدخلات، أياً كان مصدرها، في قراراتكم الإصلاحية، حتى لو كلفكم ذلك الغالي والنفيس، فأن يغادر بعضكم الوزارة وهو راضٍ عن نفسه، خير من أن يبقى على كرسيه دون جدوى، وفي نهاية المطاف يترك وزارته على الحال التي وجدها عليها، بل أسوأ.

على السلطتين أن تتذكرا أين كانت الكويت قبل سنوات في سلم النهضة الخليجية حينما كانت لؤلؤة يشار إليها ببنان الإنجاز والتفتح والوعي والوثوب؟ وأين هي اليوم مما تشهده بعض الدول الشقيقة، من مشروعات واعدة ومستقبل تنموي يتحدث به العالم، دون أن نسمع أن لديها برلماناً يعرقل أو يثبط، ودون أن نسمع كذلك أن لديها مسؤولين يخافون مقصلة الاستجواب وشبح المنصة؟.

back to top