سورية: غارات «نظامية» على درعا وقذائف «معارضة» على السويداء

واشنطن تؤكد مسؤولية إسرائيل عن غارة دير الزور

نشر في 20-06-2018
آخر تحديث 20-06-2018 | 00:04
قاعدة جديدة أنشأتها القوات الأميركية بمنبج في 8 مايو الماضي (رويترز)
قاعدة جديدة أنشأتها القوات الأميركية بمنبج في 8 مايو الماضي (رويترز)
يبدو أن بعض أجنحة النظام السوري، قررت المجازفة بإغضاب روسيا، التي طالبت بوقف معركة الجنوب، حتى انتهاء مباريات كأس العالم التي تستضيفها.

في هذا السياق، قام سلاح الجو السوري الموالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بقصف محافظة درعا، مما أوحى بإمكانية انطلاق عملية عسكرية، خصوصاً أن القوات الحكومية استكملت استقدام تعزيزات ضخمة إلى المحافظة الجنوبية.

في المقابل، استهدفت فصائل معارضة متمركزة في الجنوب أمس بالقذائف الصاروخية مدينة السويداء للمرة الأولى منذ صيف عام 2015 مما أسفر عن انفجارات عنيفة من دون وقوع ضحايا.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن قوات النظام، التي تحتفظ بسيطرتها على معظم محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، تلّوح بهجوم وشيك على معاقل المعارضة، التي تسيطر على 70 في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدوديتين مع إسرائيل.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، أن «عدداً من القذائف الصاروخية سقطت على حيي الجلاء والاستقلال في مدينة السويداء، أطلقتها التنظيمات الإرهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا مما تسبب بأضرار مادية».

وأشار المرصد إلى اشتباكات تدور منذ أيام بين الطرفين في تلك المنطقة، موضحاً أن طائرات النظام وجهت ضربات لمنطقة قرية مسيكة في شمال شرق درعا.

مناشير متبادلة

وتزامن الهجوم الجوي على درعا واستهداف مدينة السويداء مع مناشدة فصائل معارضة الأهالي أمس، بالوقوف على الحياد. وقالت في بيان «نهيب بأهلنا في السويداء ألا يكونوا طعماً لتحقيق أهداف النظام والميليشيات الطائفية من إيران وحزب الله التي تحاول احتلال الأرض وتفريق الأهل»، داعية إياهم إلى «عدم زج» أبنائهم في «معركة خاسرة».

وتستقدم قوات النظام منذ أسابيع وفق المرصد، تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها في جنوب سورية تمهيداً لبدء عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في درعا والقنيطرة.

وفي درعا، جددت قوات النظام أمس، إلقاء مناشير تدعو سكان المدينة إلى طرد «الإرهابيين من مناطقكم كما فعل إخوتكم في الغوطة الشرقية والقلمون».

درعا والبادية

وأفاد موقع «النشرة» بأن ​الجيش السوري​ بدأ التحرك على الجبهة الجنوبية من عدة اتجاهات بعد تعزيز وجوده في شمال غرب ​السويداء​ وقاعدة خلخلة والصنمين، مشيراً إلى معارك من منطقة اللجاة إلى منطقة مسيكة في محاولة للنظام لفصل وتطويق عشرات البلدات شرق درعا.

وعلى جبهة أخرى في السويداء، استمرت أمس المعارك العنيفة بين قوات النظام وتنظيم «داعش»، الذي شن منذ نحو أسبوعين هجمات مفاجئة في بادية المحافظة، وأحصى المرصد مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع عدة بعد استقدامها تعزيزات من المحافظة.

غارة دير الزور

وفي تأكيد لخبر «الجريدة» المنشور في عدد أمس تحت عنوان (إسرائيل تضرب إيران في

دير الزور بموافقة روسية)، قال مسؤول أميركي لوكالة «فرانس برس»، «لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأنها ضربة إسرائيلية».

وأثارت الغارة، التي استهدفت ميليشيات عراقية موالية لإيران في دير الزور، ردود أفعال عراقية. وأصدرت وزارة الخارجية، بياناً عبرت فيه عن «رفضها واستنكارها لاستهداف القوات الموجودة في مناطق محاربة داعش سواء كانت في العراق أو سورية أو أي مكان آخر بساحة مواجهة هذا العدو الذي يهدد الإنسانية».

وشدد البيان على «ضرورة التنسيق الدائم والدقيق بين التحالف الدولي والقوات التي تواجه هذه التنظيمات»، معتبراً أن «أي استهداف لهؤلاء المقاتلين بشتى مسمياتهم ومواقع قتالهم هو دعم لداعش ومساعدة له على التمدد ومحاولة تنظيم صفوفه مِن جديد».

ووصفت حركة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتشددة، التي تقاتل في سورية ويتزعمها رجل الدين قيس الخزعلي، غارة دير الزور، بأنها «سيناريو يحمل الكثير من الشبهات والتساولات» مؤكدة أن الطائرات التي نقذتها تنحصر هويتها بين الأميركية والإسرائيلية».

back to top