«أزمة الهجرة» تعود إلى الواجهة وتصدّع الاتحاد الأوروبي

• إيطاليا ترفض استقبال «رحلات موت» جديدة... وماكرون ينتقد «محور وزراء الداخلية»
• حزب ميركل يدعو «البافاريين» إلى الاعتدال
• الرئيس الأميركي: كونتي شخصية عظيمة... مثلي

نشر في 17-06-2018
آخر تحديث 17-06-2018 | 00:04
مهاجرون على متن أكواريوس يحتفلون برسو السفينة في إسبانيا أمس (رويترز)
مهاجرون على متن أكواريوس يحتفلون برسو السفينة في إسبانيا أمس (رويترز)
عادت أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا لتطفو على السطح مجدداً بعد رفض روما استقبال سفن لإنقاذ المهاجرين من الرسو في موانئها، في أعقاب قمة فرنسية - إيطالية حضّ خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي على عدم الانضمام إلى «محور» مناهض للهجرة، بينما طالب كونتي بمنع «رحلات الموت».
لم تكد أزمة السفينة أكواريوس، التي كانت تقل 600 مهاجر غير شرعي، تنتهي بموافقة فرنسا على استضافة عدد منهم، بعد رسو السفينة في إسبانيا إثر رفض إيطاليا استقبالها، حتى لاحت بوادر أزمة جديدة بتعهد وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، أمس، بمنع سفن تابعة لجمعيتي "سيفوكس" و"ميشن لايف لاين" الخيريتين الألمانيتين غير الحكوميتين لإنقاذ المهاجرين قبالة السواحل الليبية من الرسو في موانئ بلاده.

وقال سالفيني، زعيم حزب "الرابطة" اليميني المتطرف المناهض للهجرة وللمسلمين: "يتعين أن يعرف هؤلاء الأشخاص أن إيطاليا لم تعد تريد التشجيع على عمليات الهجرة غير الشرعية، لذلك سيتعين عليهم إيجاد موانئ أخرى غير إيطالية للتوجه إليها".

وأضاف: "كوزير وأب، اتخذ هذا الإجراء لمصلحة الجميع".

وغردت "ميشن لايف لاين" على تصريح الوزير الإيطالي، بتعليق ساخر، قائلة :"عندما يمنحنا الفاشيون دعاية"، ليأتي الرد سريعاً من سالفيني بالقول، إن مؤسسات إنقاذ المهاجرين الخيرية الألمانية لم تعد محل ترحاب في بلاده.

ويأتي موقف سالفيني، بعد ستة أيام، من رفض بلاده منح سفينة "أكواريوس" حقوق الرسو في موانئها، وهي الأزمة التي كشفت عن انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، حول سياسات الهجرة وأحيت دعوات لإصلاح قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالهجرة واللجوء، في ضوء قمة للاتحاد الأوروبي من المقرر أن تعقد أواخر يونيو المقبل.

وأعلنت مدريد أمس، أنها قبلت عرضاً من فرنسا لاستقبال عدد من المهاجرين، الذين أنقذتهم "اكواريوس" وعلى متنها أكثر من 600 شخص، مشيرة من ناحية أخرى إلى وفاة أربعة مهاجرين وإنقاذ قرابة 700 آخرين قبالة سواحلها الجنوبية، وإنقاذ ما مجموعه 682 مهاجراً على متن 62 زورقاً.

ماكرون - كونتي

وأمس الأول، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على العمل مع فرنسا وألمانيا وإسبانيا لحل مشكلات الهجرة بدلاً من الانضمام إلى "محور" مناهض للهجرة، في إشارة الى إعلان وزراء داخلية النمسا وإيطاليا وألمانيا تشكيل محور ضد الهجرة غير الشرعية.

وقال ماكرون منتقداً وزراء الداخلية: "الدولة تصبح ملتزمة بالكلمات التي يدلي بها رؤساء حكوماتها أو رؤساؤها".

وأضاف: "لإيطاليا رئيس للحكومة ولفرنسا رئيس ولألمانيا رئيس للحكومة. وإذا أرادت الدول الاتفاق على شيء فيجب أن يكون على هذا المستوى".

وقال كونتي من ناحيته، إن هناك حاجة لإقامة مكاتب للهجرة تديرها أوروبا خارج القارة للتعامل مع طلبات اللجوء ومنع "رحلات الموت".

وسعى ماكرون وكونتي، اللذان تبادلا الابتسامات ووصف كل منهما الآخر بأنه "صديق"، إلى تجاوز الخلاف في باريس بعد نشوب أزمة دبلوماسية بسبب تصريحات فرنسية مسيئة لإيطاليا على خلفية أزمة "اكواريوس".

واتفق الجانبان على ضرورة إقامة مراكز أوروبية في دول انطلاق المهاجرين باتجاه أوروبا تتكفل بتسريع إجراءات اللجوء لوضع حد لرحلات الموت باتجاه أوروبا.

ترامب

وفي دعم واضح للسياسة الشعبوية الإيطالية الجديدة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "رئيس وزراء إيطاليا الجديد عظيم، وقابلته، وشخصية قوية جداً بشأن الهجرة، مثلي، بالمناسبة". أضاف: "يبدو أن الموقف القوي في شأن الهجرة يفوز الآن".

ميركل

في غضون ذلك، أكدت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مجدداً تمسكها بالتوصل إلى حل أوروبي مشترك في خلافها الداخلي مع تحالفها المسيحي في شأن تشديد سياسة اللجوء.

وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت، أمس، في إشارة إلى لقائها المرتقب مع الرئيس الفرنسي الثلاثاء المقبل، إن موضوع الهجرة "تحدٍّ يحتاج إلى رد أوروبي أيضاً. وأنا أعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الحاسمة في التضافر الأوروبي".

وكانت ميركل، زعيمة "الحزب المسيحي الديمقراطي"، أعلنت في وقت سابق، رفضها اتباع نهج وطني منفرد في رفض مجموعات معينة من المهاجرين أو اللاجئين على حدود بلادها، وذلك في إشارة إلى اقتراح وزير داخليتها، الذي ينتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري.

وطالب ساسة في "المسيحي الديمقراطي"، الحزب البافاري، شقيقهم الأصغر في "التحالف المسيحي" بالاعتدال في الخلاف حول سياسة اللجوء وإبداء استعداد أكبر لقبول حلول وسط.

وبالتزامن، أقال وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر، رئيسة قسم الهجرة جوتو كوردت، ونائبها رالف تيزلر من منصبيهما في الوزارة بسبب منحهما وثائق إقامة لمهاجرين متطرّفين خطيرين.

واندلعت فضيحة داخل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين منذ أسابيع، بعد انكشاف أمر تسليم هذا المكتب تصاريح إقامة للاجئين إسلاميين متطرّفين قدموا إلى البلاد حديثاً، خلافاً للشروط التشريعية الخاصة بالحصول على اللجوء في ألمانيا.

back to top