المستديرة الساحرة متعة وتبادل ثقافات

نشر في 16-06-2018
آخر تحديث 16-06-2018 | 00:06
 غازي لطيف مفهوم الثقافة شامل للعلوم والتراث الفكري والحضاري للأمم، واختلاف الثقافات وتعددها من مصلحة البشرية للتوسع في مداركها العقلية والفكرية والاجتماعية، فما أجمل أن تقطف من كل بستان زهرة، والأجمل أن تتبادل تلك الأزهار أو تغرسها في عقول الآخرين.

والكرة المستديرة ساهمت في انتشار الثقافات بين دول العالم، فأصبح الرياضي ملما بثقافات بعض الدول ومعالمها، ووصلت الحال أن يتعلم المرء أكثر من لغة، ومع التطور والعولمة أصبح العالم قرية صغيرة منفتحة ومتداخلة، وصارت كرة القدم سببا جميلا ووجيها ليدخلنا عوالم وبيئات غير بيئتنا، وأن نتقبلها على أنها تنوع في الثقافات.

كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لأنها تجمع الفقراء والأغنياء والكبار والصغار والرجال والنساء، وتساهم في إنعاش الاقتصاد العالمي من خلال استثمار الأندية أو المنتخبات، تحت المنظمة الدولية التي ترعى شؤون كرة القدم في العالم (الفيفا).

ودخلت كرة القدم في مجالات كثيرة ومتعددة كالدعاية والإعلان للشركات، كما دخلت في مجال الإعلام وضخ الأموال، كالنقل التلفزيوني ليستفيد كل أطراف المجتمع، ناهيك عن الاستثمار العقاري للملاعب وحضور الجمهور والإعلانات في الملاعب، وكل تلك الاستثمارات الاقتصادية تجلب الإيرادات، فضلا عما يرفقها من مشاعر شغف وسعادة وغضب وحزن للأشخاص والمدن والدول، وهذا سر كرة القدم.

ناهيك عن الجانب الثقافي والاقتصادي والتنموي هناك جانب المتعة في الممارسة والمشاهدة، فممارسة الرياضة مفيدة للجسم وللعقل وتجمع الأصحاب والأحباب، وتملأ وقت الفراغ بشيء مفيد للشباب، أما المشاهدة فهناك المتعة المفعمة بالمفاجأت والأحداث والصدمات والمشاعر المصاحبة للانتصار والهزيمة لمنتخب البلاد، والتي تتسم بالسعادة والحزن والغضب، والشعور بالانتماء الذي يعزز الوطنية.

وفوق كل هذا فإن الكرة المستديرة تدخلت في أمور السياسة، فأصلحت ما أفسدته السياسة، فضلا عن دورها الاجتماعي، وأكثر ما تصدت له العنصرية والفقر، وسعت إلى أن يعم السلام العالم، وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي بدأت قبل يومين في روسيا تمثل الحدث الرياضي الأكبر للعبة في العالم، ولغة الأرقام لا تكذب فيد أبداً، فالبرازيل 2014 وصل المتابعون والمشاهدون إلى أكثر من 3.2 مليار شخص متابع ومشاهد من أنحاء العالم، والأكيد أن الرقم في روسيا 2018 سيزيد، ومما لا شك سيؤدي إلى ازدهار الدولة سياحيا واقتصاديا، والمؤكد أننا سنعرف المزيد عن روسيا بسبب الكرة المستديرة.

نقطة آخر السطر:

لعل كرة القدم لعبة لا قيمة لها في نظر المستهزئ بها، لكنها في الحقيقة لعبة في مضمونها صناعة وتجارة ورسالة وإدارة وفن وعمل، ودخلت لتصلح ما أفسدته السياسة والأعراف الاجتماعية السيئة كنبذ العنصرية والفقر والحروب، كل هذا في صوب والمشاهدة والممارسة في صوب ثان، خصوصا بعد العمل اليومي المنهك والمتعب.

في النهاية ندعوكم لمتابعة كأس العالم والتجمع مع الأحبة والأصحاب، لما في ذلك من متعة في قضاء ممتع يزيل ضغوط الحياة ويزيد الإنتاجية في العمل.

back to top