لبنان: عون وبري يطوقان «أزمة القناصل» وجنبلاط يطوي التباين مع الرياض

• قاسم سليماني: «عملاء إيران» فازوا... والشيعة غنموا بيروت للمرة الأولى
• الراعي يطالب بسحب مرسوم التجنيس: أسماء مشبوهة لا تشرِّفنا

نشر في 12-06-2018
آخر تحديث 12-06-2018 | 00:02
رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس
رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس
كاد لبنان يدخل في جدل قانوني وسياسي عميق بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" حول توقيع وزير المال علي حسن خليل على المراسيم، لولا حرص رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على نزع فتيل الاشتباك، الذي كان يمكن أن تطول شظاياه عملية تشكيل الحكومة. فبعد اعتراض خليل على إصدار مرسوم تعيين 32 قنصلاً فخرياً، استثني منه توقيعه، وتلويحه بمراسلة السفارات الأجنبية المعنية في بيروت احتجاجاً، أثمرت مشاورات الساعات الماضية اتفاقاً يقضي بتوقيع خليل.

ولفت عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أنور الخليل، أمس، إلى أن "استثناء الحصة الشيعية من المرسوم، دليل على أن قناعات الرئاستين الأولى والثالثة، قد لا تكون بالضرورة متطابقة مع قناعات الثنائي الشيعي، لكن السؤال الاكبر لماذا لم تتم استشارة هذا الثنائي؟ هل هو حرف ناقص في البلد؟".

وأضاف: "الرئيس بري كان حريصاً على عدم تكبير الخلاف، ورئيس الجمهورية وافقه الرأي، لكن وزير الخارجية جبران باسيل خرج عن التوافق الحاصل، فهو يتخذ قراراته وفقاً لمصالحه الشخصية، وهناك العديد من الملفات، التي تؤكد أن مواقف باسيل لا تمثل رئيس الجمهورية، ولديه غاية واحدة هي الوصول إلى موقع الرئاسة، ويستخدم الوسائل كافة لتحقيقها".

جنبلاط

إلى ذلك، التقى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في المملكة العربية السعودية يرافقه رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب وائل أبو فاعور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء أمس الأول. ووصفت مصادر متابعة "زيارة جنبلاط إلى الرياض بأنها "إيجابية جداً، معتبرة أنها "تأتي كتأكيد وترسيخ لعلاقة جنبلاط مع المملكة".

وأضافت: "نجحت الزيارة في طي صفحة التباين السابقة على خلفية الاختلاف في بعض وجهات النظر والمواقف تجاه قضايا المنطقة". وتابعت: "لمس جنبلاط من المسؤولين السعوديين الذين التقاهم اهتماماً كبيراً من المملكة بلبنان سياسياً وإقتصادياً".

وقالت: "اللقاءات التي تحصل في السعودية مع بعض القادة اللبنانيين، مثل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وجنبلاط تهدف إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي ومنع الفريق المتحالف مع حزب الله من السيطرة الكاملة على مفاصل المؤسسات في لبنان".

كما أشارت قناة "إل.بي.سي" أمس، إلى أن "لقاء جنبلاط وبن سلمان تخلله وعد بأن الصيف سيكون حافلاً بالسياح السعوديين"، لافتة إلى أن "السعودية كشفت عن مشاريع سياحية وغيرها للبنان لكن الأهم قبل كل شيء تشكيل الحكومة". وغرد جنبلاط عبر "تويتر"، قائلاً: "لقاء ودي وحميم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جو من الصراحة التامة والتأكيد على أهمية العلاقات التاريخية السعودية اللبنانية".

الراعي

في سياق منفصل، لم يوقف نشر وزارة الداخلية مرسوم التجنيس، ولا إعلانُ الجهات الرسمية المعنية به أن المديرية العامة للأمن العام تعمل حالياً على التدقيق في الأسماء التي تضمّنها للتثبت من نظافة سجلاتها، الغبارَ الذي يثيره فوق الساحة المحلية، وقد خرج الموقفُ الاعلى سقفاً على هذا الخط، من بكركي، أمس الأول، واستكمل أمس مع مطالبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي "المسؤولين عندنا بسحب مرسوم التجنيس لأنه زعزع الثقة بهم، ولأنه مرسوم يصدر على حين غفلة وبأسماء مشبوهة لا تشرف الجنسية اللبنانية".

سليماني

لأوّل مرة بعد إجراء الإنتخابات النيابية في السادس من مايو الماضي علّق قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على النتائج، خلال كلمة القاها في إحدى المناسبات قبل أيام.

وقال سليماني: "لقد أجريت هذه الانتخابات في حين يتّهم الجميع حزب الله بالتدخّل في شؤون سورية ولبنان والعراق واليمن والمنطقة". وأضاف: "قامت بلدان بإدراج أطهر حركة إسلامية على لائحة الإرهاب، وجعلوا أسماءً تبعث بالنشاط مثل اسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عداد الإرهابيين، ذلك الشخص الذي هزم أهم عدو للعالم العربي، دفاعاً عن العالم العربي، وقامت هذه الدول بحملات دعائية واطلقت اسم عملاء إيران على كل من أيّد حزب الله".

وتابع "أجريت هذه الانتخابات تحت ثقل هذا الركام، وصرف أكثر من 200 مليون دولار من بعض البلدان العربية والنتيجة كانت أن في بيروت، وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، فازت شخصية شيعية تابعة لحزب الله بأكثرية الأصوات (في إشارة إلى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري الذي فاز بالمرتبة الاولى في دائرة بيروت الثانية)، كما اكتسب بعض من يسمّونهم عملاء إيران أصواتاً تفوق نسبة أصوات مرشّحين آخرين". وختم: "لقد فاز حزب الله للمرّة الأولى بـ74 صوتاً في البرلمان من أصل 128 مقعداً".

back to top