الظاهر بيبرس... مؤسس دولة المماليك

نشر في 11-06-2018
آخر تحديث 11-06-2018 | 00:00
No Image Caption
وُلِد السلطان المملوكي ركن الدين بيبرس البندقداري على أرجح الأقوال سنة 625هــ1221 م في منطقة "قيرغيزستان"بوسط آسيا، وبيبرس كلمة تركية تعني "أمير فهد"، وبدأ مملوكًا يُباع في أسواق بغداد والشام، وانتهى به الأمر كأحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط.

حكم مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز؛ حيث خُطب له بالمساجد يوم الجمعة 6 ذي الحجة 658هــ11 نوفمبر1260م، وأحيا خلال حُكمه الخلافة العباسية في القاهرة، بعدما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظمًا إداريةً جديدة في الدولة، واشتُهر بذكائه العسكري وأسلوبه الدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط؛ حكم17سنة وشهرين.

لم يكد يستقر في الحكم حتى اتخذ عدة إجراءات تهدف إلى تثبيت حكمه فتقرب من الخاصة والعامة؛ وقام بتخفيف الضرائب عن السكان، كما عفا عن السجناء السياسيين، وأفرج عنهم، وعمل على الانفتاح على العالم الإسلامي لكسب ود زعمائه، وقام كذلك بالقضاء على الحركات المناهضة لحكمه، وأعاد الأمن والسكينة إلى البلاد.

عمل بيبرس على تصفية الوجود الصليبي في الشام، وكان له الفضل في تطهير مدن قيسارية وأرسوف وطبرية ويافا وأنطاكية من الصليبيين، وكان من حماس بيبرس في جهادهم، أنه لم تنقضِ سنة من السنوات العشر الواقعة بين عامي (659-669هـ/1261-1271م) دون أن يوجه إليهم حملة صغيرة أو كبيرة، وكان ينتصر عليهم في كل مرة، ويسترد أرضا من أرض إحدى الإمارات الباقية بأيديهم، بعد ذلك اتجه السلطان الظاهر بيبرس نحو العدو الآخر والحليف الدائم لكل من الصليبيين والمغول، في مملكة أرمينيا الصغرى (جنوب الأناضول) فقد وجه إليها في عام (665هـ 1266م) القائد قلاوون؛ بقصد تأديب ملكها على تحالفه مع التتار، وتشجيعه لهما على مهاجمة الشام ومصر، والمساهمة في دعمهما بفرض حصار اقتصادي على دولة المماليك، وكانت الخطوة الأخيرة والأهم في مواجهة "أنطاكية" أقوى الإمارات الصليبية المتبقية والمتحالفة مع التتار، وكان سقوطها أكبر الخطوات على طريق نهاية الصليبين بالشام.

شهد عهد بيبرس نهضة معمارية وتعليمية كبيرة؛ حيث اهتمَّ بتجديد الجامع الأزهر، وعمل على إنشاء العديد من المؤسَّسَات التعليمية فأنشأ المدارس بمصر ودمشق، وفي خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وقام بتجديد مسجد إبراهيم عليه السلام في الخليل، كما قام بتجديد قبة الصخرة وبيت المقدس، وعمل على إقامة دار للعدل مهمتها الفصل في القضايا والنظر في المظالم.

وبعد حياة مليئة بالأحداث وبعد حكم دام سبعة عشر عاماً توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس (27من المحرم 676هــ 2من مايو1277م) عن54عامًا ؛ودُفِنَ في المكتبة الظاهرية في دمشق.

back to top