الجلوس يسيء إلى صحّة دماغك رغم التمرّن

نشر في 11-06-2018
آخر تحديث 11-06-2018 | 00:00
No Image Caption
الجلوس المطوّل يضرّ الدماغ، وفق دراسة أولية شملت بالغين في منتصف عمرهم أو تخطوه.
اكتشف باحثون من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس أن مَن أمضوا أطول وقت في الجلوس خلال النهار، بين 35 بالغاً غير مصابين بالخرف تتراوح أعمارهم بين 45 و75 سنة، عانوا أكبر تراجع في كثافة في الفص الصدغي الأوسط.

هذه المنطقة من الدماغ بالغة الأهمية في صنع ذكريات جديدة. حتى المعدلات العالية من النشاط الجسدي لم يكن لها أي تأثير، حسبما استخلص معدو الدراسة في تقرير نشروه أخيراً عن اكتشافاتهم في مجلة PLOS ONE.

تعزِّز الدراسة مجموعة الأدلة المتنامية التي تشير إلى أن الجلوس بإفراط يزيد خطر الإصابة بمرض القلب، والسكري، وغيرهما من أمراض، حتى بين مَن يُعتبرون ناشطين جسدياً.

يؤكد ديفيد ميلر، باحث بارز شارك في إعداد تقرير الدراسة وبروفسور سريري مساعد متخصص في علم النفس والعلوم الحيوية السلوكية في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، وزملاؤه أن من الضروري الآن إجراء مزيد من الأبحاث بغية التأكد مما إذا كان الحد من السلوك الخامل يعكس التأثير الذي توصلوا إليه.

خطر الخرف

عند عرض خلفية دراستهم، يشير الباحثون إلى تزايد عدد المنشورات التي تُظهر أن التمرن الجسدي يؤخر ظهور ألزهايمر وغيره من أنواع الخرف وأنه يعود بالفائدة على بنية الدماغ.

يعتبر أحد تفسيرات هذا التأثير أن النشاط الجسدي يزيد تدفق الدم إلى الدماغ، ما يسهم بدوره في نمو خلايا عصبية جديدة ويحدّ من التراجع في بنية الدماغ ووظائفه.

ولكن مقارنة بهذا الكم الكبير من المنشورات التي تتناول تأثير التمرن، «نلاحظ ندرة في البحوث التي تركّز على العلاقة بين السلوك الخامل وخطر الخرف»، فضلاً عن أن عدداً قليلاً من الدراسات يتفحص التأثير «الآلي» في الدماغ، حسبما يشير الباحثون.

إلا أن هذا الأمر يجب أن يشكّل مصدر قلق، وفق الباحثين، خصوصاً أن التقارير تشير إلى أن نحو 31% من عبء داء ألزهايمر العالمي يعود على الأرجح إلى تمضية وقت طويل في الجلوس.

استناداً إلى هذا التقدير، احتسب الباحثون أن الحد من السلوك الخامل بنحو 52% «قد يسهم في تفادي أكثر من مليون» حالة من داء ألزهايمر حول العالم.

قرّر الفريق التركيز على الفص الصدغي الأوسط لأن من المعروف أن هذه المنطقة من الدماغ تتراجع مع السن، ما يؤدي إلى إعاقة في الذاكرة.

كذلك ذكروا أن التمتع «بلياقة أيروبيك» أعلى رُبط بحجم الحصين الأكبر، وهو منطقة من الفص الصدغي الأوسط «دُرست بشكل مكثف» وتؤدي دوراً مهماً في الذاكرة.

التمرن

تفحص الباحثون في دراستهم الروابط بين كثافة الفص الصدغي الأوسط، والتمرن، ووقت الجلوس في حالة 25 امرأة و10 رجال غير مصابين بأعراض الخرف وتتراوح أعمارهم بين 45 و75 سنة.

حصل الفريق على بياناته عن معدل الساعات التي أمضاها المشاركون جلوساً كل يوم ومعدلات نشاطهم الجسدي من استبانات مفصلة ملأها هؤلاء الرجال والنساء. كذلك قيست كثافة الفص الصدغي الأوسط بإخضاع أدمغة المشاركين لعمليات مسح بالرنين المغناطيسي.

عندما حلّل الباحثون البيانات، لم يكتشفوا «أي روابط مهمة» بين معدلات النشاط الجسدي وكثافة الفص الصدغي الأوسط. لكنهم لاحظوا أن الأكثر خمولاً امتلكوا كثافة الفص الصدغي الأوسط الأدنى.

صحيح أنهم لم يدرسوا الآليات التي يؤثر عبرها الجلوس المطول سلباً في الدماغ، إلا أن معدي الدراسة يشيرون إلى الاقتراح أن «السلوك الخامل قد يكون له تأثيرات مضرة في عملية ضبط معدل السكر في الدم».

يعتقد الباحثون أن هذا قد يؤدي إلى تبدل متنامٍ في معدل السكر في الدم ويسبب تراجع تدفق الدم إلى الدماغ، ما ينعكس سلباً على صحة الدماغ.

يؤكّد الباحثون أيضاً أن اكتشافاتهم هذه «أولية» ولا تبرهن أن الجلوس المطوّل يسبب فعلاً تراجع كثافة الفص الصدغي الأوسط. لذلك يشددون في الختام: «يجب أن تشمل الدراسات الإضافية تحليلات طولية وتتفحص الآليات، فضلاً عن التحقق من فاعلية الحد من السلوك الخامل في عكس هذا الرابط».

* جاسمين كولير

back to top