أدوية فاعلة جديدة لتخفيض مستوى الكولسترول

نشر في 10-06-2018
آخر تحديث 10-06-2018 | 00:00
No Image Caption
بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، قد تمنع مثبطات PCSK9 إصابتهم بنوبات قلبية وتنقذ حياتهم. لكن لا يزال الحصول على هذه الأدوية المكلفة صعباً.
منذ ثلاث سنوات، صادقت «إدارة الغذاء والدواء» على دوائين لتخفيض مستويات الكولسترول السيئ بنسبة تفوق الخمسين في المئة. ينتمي الدواءان، أليروكوماب (برالونت) وإيفولوكوماب (ريباثا)، إلى فئة جديدة من الأدوية المعروفة بمثبطات PCSK9. يُعطى النوعان على شكل حقنة ذاتية مرة أو مرتين في الشهر.

يستهدف هذا الشكل من الأدوية الأشخاص الذين يسجلون مستويات مرتفعة من الكولسترول رغم تعديل أسلوب حياتهم (عن طريق الحمية الغذائية وممارسة الرياضة) وأخذ أعلى جرعة من أدوية الستاتين الفاعلة أو أدوية أخرى لتخفيض الكولسترول. في آخر سنتين، كشفت نتائج دراستين واسعتين أن مثبطات PCSK9 نجحت في تخفيض خطر الإصابة بمشاكل مرتبطة بالقلب، مثل النوبات القلبية والجلطات الدماغية، بنسبة 15%.

يقول طبيب القلب كريستوفر كانون، أستاذ طب في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد: «نعرف الآن أن هذه الفئة من الأدوية تمنع الحوادث القلبية، حتى أنها تُخفّض خطر الوفاة في بعض الظروف». اعتبر كانون أيضاً نتائج دراسة حديثة عن دواء أليروكوماب («تجربة نتائج أوديسي») واعدة جداً.

تراجع حالات الوفاة

راقب الباحثون نحو 19 ألف شخص كانوا أُصيبوا حديثاً بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية غير مستقرة (تفاقم ألم الصدر في أوقات الراحة لدرجة أن يحتاج المريض إلى دخول المستشفى) وكانوا يأخذون أصلاً أعلى جرعات من أدوية الستاتين. أخذ المشاركون دواء أليروكوماب أو دواءً وهمياً طوال ثلاث سنوات تقريباً. بالنسبة إلى الأشخاص الذين بلغ مستوى الكولسترول السيئ لديهم في البداية 100 ملغ/ديسليتراً وما فوق، أسهم دواء أليروكوماب في تخفيض خطر الوفاة بنسبة 29% مقارنةً بمفعول الدواء الوهمي. يُشجّع الأطباء الناجين من النوبات القلبية على تخفيض مستوى الكولسترول السيئ لديهم إلى معدل 70 ملغ/ديسليتر أو أقل. في هذه الدراسة، تراوح متوسط الكولسترول السيئ لدى الأفراد الذين أخذوا دواء أليروكوماب بين 40 و50 ملغ/ديسليتراً.

دواء باهظ الثمن

لا يزال ارتفاع كلفة هذه الأدوية الفاعلة يحدّ من استعمالها حتى الآن. يبلغ سعر الجملة الخاص بإمدادات واحد من الدوائين نحو 14500 دولار في السنة، مع أن مديري الصيدليات (أي الشركات الوسيطة التي تتفاوض بشأن الأسعار مع شركات تصنيع الأدوية نيابةً عن أرباب العمل وشركات التأمين) يدفعون كلفة أقل بنسبة 30%. لاحتواء التكاليف، تطلب هذه الشركات من الأطباء أن يُحددوا المريض الذي يكون مرشحاً مناسباً لأخذ مثبطات PCSK9. تشمل هذه الفئة الأشخاص الذين يحملون شكلاً موروثاً من ارتفاع الكولسترول (أي فرط كولسترول الدم العائلي) وجميع المصابين بمرض قلبي مرتبط بتصلب الشرايين تزامناً مع تسجيل مستوى كولسترول سيئ بمعدل 70 ملغ/ديسليتراً رغم أخذ جرعات كبيرة من أدوية ستاتين مختلفة.

يوضح كانون: «إذا واجه الشخص مشكلة بسبب أخذ أدوية الستاتين في الماضي، يجب أن نذكر الجرعة التي كان يتلقاها وتواريخ أخذها ورد فعل المريض على دوائين من نوع ستاتين على الأقل أو حتى ثلاثة أدوية مختلفة أحياناً». يجب أن يكون جرّب إضافة دواء إيزيتيميب (زيتيا) لتخفيض الكولسترول أيضاً.

أعادت نتائج تجربة «أوديسي» تأكيد أهمية تخفيض مستوى الكولسترول السيئ للاحتماء من النوبات القلبية المتكررة. إنها معلومات مهمة لتذكير الأشخاص الذين يسجلون مستويات مقلقة من الكولسترول السيئ من دون أن يصابوا بنوبات قلبية بضرورة التنبه إلى معدل الكولسترول في جسمهم.

إذا كنت تنتمي إلى هذه الفئة الصغيرة من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر ويُعتَبرون مرشحين مناسبين لأخذ مثبطات PCSK9، يمكنك أن تُحدِث فرقاً حقيقياً عبر استباق المشكلة. يقول كانون: «اكتشفنا أن المريض الذي يتفاوض مباشرةً مع مديري الصيدليات لتلقي العلاج ينجح أكثر مما يفعل حين يتكل على تقييم الطبيب وحده».

back to top