«سوبارو» قررت ترك مهمة تطوير السيارة الكهربائية للآخرين

سعر البطارية هبط 79% وفي 2024 تصبح منافسة لمحرك الاحتراق الداخلي

نشر في 09-06-2018
آخر تحديث 09-06-2018 | 00:00
كرايسلر باسيفيكا أحد موديلين لشركة فيات يعملان بالبطارية
كرايسلر باسيفيكا أحد موديلين لشركة فيات يعملان بالبطارية
يحرص ملاك سيارات سوبارو على المحافظة على البيئة، وهم يميلون الى ركوب الدراجات واستخدام القوارب بقدر يفوق السائقين الآخرين، ويعيشون في أنحاء من الولايات المتحدة تطبق فيها أشد قوانين الحد من الانبعاثات.

وتتميز الشركة المصنعة بما يشبه هذه الصورة الصديقة للبيئة من خلال انتاجها لأكثر من مليون سيارة سنوياً من دون ارسال أي مخلفات الى المكبات. وعلى الرغم من ذلك فإن مجموعة سوبارو لا تستطيع اطلاق نسخة كهربائية من سيارتها المفضلة.

وتعمل سيارة سوبارو اليوم بالوقود الأحفوري حصرياً، وتخطط الشركة في وقت لاحق من هذه السنة لطرح نسخة هجينة من سيارتها الرياضية كروسترك تعمل بمحرك يستخدم البنزين والكهرباء، أما انتاجها لسيارة كهربائية كاملة فمازال أمرا يبعد عدة سنوات.

وقال المدير التنفيذي لشركة سوبارو في الولايات المتحدة توم دول «اذا طرحنا واحدة الآن فسنخوض منافسة حادة مع الآخرين في السوق، أما بهذه الطريقة فنحن ندعهم يجتهدون ثم ندخل المعترك».

وشركة سوبارو من بين مجموعة صغيرة من صانعي السيارات لم تسارع الى دخول السباق العالمي لإنتاج السيارات الكهربائية. كما أن شركة مازدا تعمل على جدول زمني مريح مماثل – وهي تبعد سنتين على الأقل عن طرح محرك يعمل بالبطارية. وتعرض فيات كرايسلر الأكبر كثيراً في الوقت الراهن سيارتين تعملان بتقنية البطاريات.

سيارات كهربائية

ويبدو أن هذا التقاعس يرمي الى ترك مهمة البحث والتطوير للآخرين حتى الوصول الى مرحلة الكمال في التقنية، فيما يتفاعل طلب المستهلك ببطء مع أوامر الحد من الانبعاثات. ويعد الطلب على السيارات الكهربائية ضعيفا فيما عدا الصين، وتشكل الموديلات العاملة بالبطارية واحدة فقط من حوالي خمسين تباع في أنحاء العالم. ولاتزال تقنية البطاريات مكلفة ونقاط الشحن نادرة في الكثير من بلدان العالم، وفوق ذلك كله يصعب العثور على مصنعين يحققون ربحاً مجزياً من بيع السيارة الكهربائية في الوقت الراهن.

ولم يردع بطء المبيعات الآخرين عن التقدم نحو ما قد يثبت أنه أكبر نمو في صناعة السيارات طوال عقود من الزمن، فشركة فولكسفاغن تتصدر هذه المجموعة مع توفيرها لعدد 17 موديلاً تعمل بالبطارية وتعقبها شركة بيريش موتورن بعدد 13 موديلاً، وحتى شركات السيارات الأكثر حذراً في الولايات المتحدة مثل جنرال موتورز تتوقع انتاج 20 نموذجاً من السيارات الكهربائية الكاملة بحلول سنة 2023.

التقدم المنطقي

يمكن لهذا التقدم البطيء باتجاه انتاج السيارات الكهربائية أن يكون منطقيا، إذ توفر الشركات المترددة في الزمن الحالي من خلال ترك الآخرين يتحملون تكلفة البحث والتطوير لإنتاج سيارات كهربائية. وخلال عدة سنوات وعندما تهبط تكلفة البطاريات بصورة جذرية تستطيع الشركات المتأخرة ابرام اتفاقات مع أفضل الموردين، وأن تدخل السباق ولو متأخرة. وفيما توجد ميزة للعمل في انتاج السيارات الكهربائية في مراحلها الأولية، هناك مخاطر في التخلف عن الركب. وسوبارو، على سبيل المثال، قد يخفت بريقها لدى السائقين المؤيدين لحماية البيئة من الذين حجزوا مئات الآلاف من سيارة تسلا الخالية من الانبعاثات. وينطوي التخلف أيضاً على خطر فقدان توظيف كبار المهندسين الكهربائيين وتحقيق اتفاقات مناسبة لتوريد بطاريات حيوية.

وقد هبطت أسعار البطاريات بنسبة 79 في المئة خلال الأعوام السبعة الماضية، وهي وتيرة ستجعل السيارات الكهربائية منافسة مع سيارات الاحتراق الداخلي بحلول سنة 2024، بحسب بي ان اي اف. ووفقاً لماك كيراشر «بمجرد حدوث ذلك ستتحول الأشياء بسرعة تامة. وحتى الآن، بدأنا نرى المزيد من شركات السيارات تقول نعم نستطيع في الواقع تحقيق أموال من هذه الأشياء».

ويتوقع مارشيون تسارع الطلب على السيارات الكهربائية ويرى أنه بحلول سنة 2025، فإن أكثر من نصف كل السيارات المباعة ستعمل –بشكل جزئي على الأقل– ببطاريات أو خلايا وقود، وقد أعطى في الآونة الأخيرة الضوء الأخضر لصنع منتجات هجينة من كل موديلات فيراري وهي شركة أخرى برئاسته. وتعمل فيات على توجيه ماركتها مازاراتي نحو ميدان تسلا مع خطط لصنع سيارات رياضية كهربائية كاملة تنطلق بسرعة تصل الى 196 ميلاً في الساعة. الفرضية القائلة إن التأخر في صنع سيارات كهربائية يحقق صفقة مربحة مع امكانية العودة بسرعة الى حلبة السباق تواجه نقطة ضعف صارخة: ففي عام 2003 كانت تسلا الشركة الناشئة الوحيدة للسيارات الكهربائية – واليوم يحاول الكثير من الشركات منافستها لبيع سيارات كهربائية، كما أن التقدم في تقنية البطاريات والمحركات الكهربائية الموثوقة قد خفض من تكلفة الدخول الى هذه الصناعة.

وتتلقى مجموعة ووركهورس وهي مصنعة تتخذ من سنسيناتي مقراً لها طلبات الآن لما تقول إنها أول «طائفة من الشاحنات الصغيرة تعمل بالقابس الكهربائي، ويأتي فيها محرك البنزين من شركة بي ام دبليو والبطارية من باناسونيك كورب والهيكل المعدني من كواليتي ميتال - كرافت من ديترويت والترس التفاضلي من دانا وهي مورد من أوهايو يبيع قطعاً مماثلة الى جنرال موتورز. وقال الرئيس التنفيذي لشركة ووركهورس ستيفن بيرنز، إن سعر التجزئة للشاحنة الصغيرة الهجينة هو 52500 دولار، ويمكنها أن تسير حتى 80 ميلاً بالكهرباء وحدها. والشاحنة الأكثر شعبية في أميركا وهي اف- 150 من فورد لن تحصل على قوة بطارية حتى سنة 2020، وقال بيرنز «نحن نشعر بقلق أكبر من طرح تسلا لشاحنة صغيرة».

في غضون ذلك، ستبرز سوبارو على شكل مصنعة لسيارة تعمل بالبطارية عبر خيار التقنية الهجينة من تويوتا التي تملك حوالي 17 في المئة أسهمها. وتمكن تلك الشراكة والحجم الصغير نسبياً لسوبارو لقادتها الاعتقاد بأن في وسعهم الانتظار.

● كايل ستوك - بلومبيرغ

back to top