خامنئي يسعى لتغييرات داخلية لمنع سقوط النظام

● التقى خاتمي سراً لأول مرة منذ 10 سنوات وتعهد بإرضاء الإصلاحيين لتوحيد الصف
● التلفزيون الإيراني يبث مقطعاً يظهره متفاعلاً مع طلاب ينتقدونه بعنف

نشر في 03-06-2018
آخر تحديث 03-06-2018 | 00:15
علي خامنئي
علي خامنئي
مع تصاعد الضغوط الأميركية على إيران التي تتخوف من محاولةٍ لإسقاط نظامها، يبدو أن المرشد الأعلى علي خامنئي اتخذ قراراً بالانحناء أمام العاصفة، والمبادرة إلى تغييرات جذرية في سياسته الداخلية، في محاولة لتوحيد الصف في وجه ما هو آتٍ.

وفي هذا السياق، أكد مصدر في مكتب خامنئي لـ"الجريدة"، أن المرشد التقى زعيم الإصلاحيين محمد خاتمي سراً الجمعة الماضي بمبنى قريب من منزله وذلك للمرة الأولى منذ 10 سنوات.

وأوضح المصدر، أن مجتبى خامنئي نجل المرشد، ومساعده الخاص وحيد حقانيان حضرا الاجتماع، الذي ناقش كيفية ردم الهوة بين الإصلاحيين والأصوليين، على خلفية التحديات التي تعيشها إيران بعد خروج إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وأكد أن خاتمي قدم إلى المرشد لائحة مطالب، تضمنت رفع الإقامة الجبرية عن زعماء "الحركة الخضراء"، والإفراج عن "المعتقلين السياسيين من الإصلاحيين"، وفتح المجال أمام الإصلاحيين لدخول الساحة السياسية في انتخابات مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) المقبلة المقررة بداية 2019.

وذكر أن خاتمي قال، خلال اللقاء، إن سقوط النظام يعني انهيار السقف الذي يؤوي الجميع، وإن الإصلاحيين لا يسعون إلى إسقاط النظام، وخلافهم مع الأصوليين يقتصر على كيفية إدارة البلاد فقط.

وقال المصدر إن خاتمي أكد للمرشد أنه إذا لمس الإصلاحيون محاولة أميركية لإسقاط النظام فسيصطفون إلى جانب سلطة المرشد، لكن على الأخير السعي إلى الوحدة الوطنية، ومنع اتخاذ سياسات تثير التفرقة بين التيارات المختلفة داخل البلاد.

وحسب المصدر، فإن خامنئي أكد لخاتمي، أنه مستعد لرفع الإقامة الجبرية عن زعماء الحركة الخضراء، بشرط أن يضمن خاتمي عدم قيامهم بأي تحرك سياسي يزعزع استقرار البلاد، مع اعتذارهم إلى المرشد عن الاتهامات التي وجهوها إليه من قبل.

من جهة أخرى، واجه خامنئي انتقادات عنيفة من طلاب الجامعات الذين كانوا مدعوين لحفل إفطار في بيته ليل الثلاثاء - الأربعاء، تمركزت في كبت الحريات العامة، وسوء إدارة البلاد، إضافة إلى سوء تصرف السلطة القضائية، واحتكار مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني غير المهنية لوسائل الإعلام في الداخل.

وتهرب خامنئي من تحمل المسؤولية، واعتبر أن سوء إدارة البلاد يعود إلى الحكومة المنتخبة من الشعب، موضحاً أنه يعين رئيس السلطة القضائية، ورئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، لكنه لا يقوم بإدارة هاتين المؤسستين.

ودعا خامنئي الطلاب الذين انتقدوه إلى الاقتراب منه وعانقهم على شجاعتهم في انتقاده، وتم عرض المشهد عبر التلفزيون الإيراني بشكل مباشر، الأمر الذي اعتبره البعض تمثيلية أراد من خلالها المرشد أن يعكس شخصيته المنفتحة والقابلة للانتقاد، وأن مرحلة جديدة لإيجاد تغييرات جذرية في سياسات النظام الإيراني قد بدأت.

back to top