واشنطن تهدد الأسد بإجراءات حازمة إذا هاجم درعا

• «خريطة منبج» أمام مومبيو
• دمشق تسرّح أول دفعة مجندين منذ 8 سنوات

نشر في 27-05-2018
آخر تحديث 27-05-2018 | 00:05
كرديات يتظاهرن ضد التغيير الديموغرافي في القامشلي أمس (أ ف ب)
كرديات يتظاهرن ضد التغيير الديموغرافي في القامشلي أمس (أ ف ب)
بعد مرور ساعات على إلقاء قوات الرئيس السوري بشار الأسد منشورات على محافظة درعا تحذر من عملية عسكرية وشيكة، وتدعو المعارضة إلى إلقاء السلاح، وجهت واشنطن تحذيراً شديداً هددت فيه بأنها ستتخذ إجراءات حازمة، رداً على انتهاك وقف إطلاق النار في الجنوب.
حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت ليل الجمعة - السبت الرئيس السوري بشار الأسد من توسيع نطاق الصراع، مؤكدة أنها بوصفها "ضامناً لمنطقة عدم التصعيد في الجنوب مع روسيا والأردن ستتخذ إجراءات حازمة ومناسبة"، رداً على انتهاك قواته نظام وقف إطلاق النار.

ويأتي تحذير واشنطن بعد أسابيع من هجوم مماثل استمر أكثر من أربع ساعات في منطقة عدم تصعيد تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) في دير الزور، تصدت له القوت البرية والجوية الأميركية وقتلت نحو 300 من أفراد فصائل مؤيدة للأسد معظمها من المرتزقة الروس.

وتسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأميركي والأردني، على 70 في المئة من محافظة درعا، وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة، وتتواجد عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي، في حين تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الاكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.

وقالت نويرت: "نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف إطلاق النار"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب أعاد التأكيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عقد في نوفمبر.

وشددت ناورت على أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار المنطقة الجنوبية، مشيرة إلى أنه رغم إعلان روسيا للعالم ولأعضاء مجلس الأمن أنها ستضمن وقف إطلاق النار في مناطق وقف التصعيد، التي أعلنتها بنفسها، انتهك الأسد مراراً الاتفاق وعمل وحلفاؤه على إطالة أمد الصراع بتجاهل اتفاقياتهم الخاصة بما في ذلك عملية "جنيف".

وأكدت أن "روسيا مسؤولة عن استخدام سلطاتها الدبلوماسية والعسكرية على نظام الأسد لوقف الهجمات واجباره على وقف المزيد من الهجمات العسكرية"، لافتة إلى أنها "منعت اجراءات مجلس الأمن لمحاسبة الأسد وانقاذ حياة الأبرياء 11 مرة حتى الآن" في هذا الصراع.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية بدأت في التحرك لمحافظة درعا، بالتزامن مع إرسالها تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، بعد انتهاء المعارك مع تنظيم "داعش" في دمشق وطرده منها الأسبوع الماضي.

وألقت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أمس الأول، منشورات فوق محافظة درعا تدعو الأهالي لمشاركة الجيش في "طرد الإرهابيين".

وطبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق: "لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح، اترك سلاحك قبل فوات الأوان".

وكتب على منشور آخر، نقله المرصد، "أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان".

واعتبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "تلك المنشورات تضع الفصائل أمام خيارين، التسوية أو الحسم العسكري"، ولذلك تدعو إلى الاستفادة من تجربة الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق قبل خروجهم منها الشهر الماضي، إثر عملية عسكرية تلاها اتفاق إجلاء.

مستقبل منبج

في هذه الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة وتركيا، أمس الأول، اتفاقهما على "خريطة طريق" للتعاون من أجل ضمان الأمن والاستقرار في منبج، الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، التي أصبحت مصدر خلاف بين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وفي بيان مشترك، قالت وزارة الخارجية التركية والسفارة الأميركية في أنقرة إن "الطرفين حددا الخطوط العريضة لخريطة طريق لتعاونهما من أجل ضمان الامن والاستقرار في منبج"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو ونظيره الأميركي مايك بومبيو "سيأخذان في الاعتبار التوصيات" التي انتهى اليها المجتمعون في تركيا.

خسائر إيران

إلى ذلك، قالت مصادر طبية في مشفى حمص المركزي إن 21 عسكرياً من بينهم 9 إيرانيين قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف، مساء الخميس، مستودعات أسلحة وكتيبة الدفاع الجوي بمطار الضبعة العسكري، الذي يعتبر إحدى أكبر قواعد ميليشيات إيران و"حزب الله" اللبناني.

وفي وقت يشهد الشمال السوري مؤخراً تصاعداً في عمليات القتل والاغتيال، أعلنت منظمة الخوذ البيضاء مقتل خمسة من عناصرها في هجوم نفذه مسلحون مجهولون، أمس، على أحد مراكزها في محافظة حلب.

حرس الحدود

وفي تطور لافت، كشف مصدر في "قسد" إلى أن "وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الصناديد بقيادة الشيخ حميدي الجربا، بدأت بتأسيس قوات حرس حدود لضبط مثلث الحدود الممتد مع العراق وتركياً، وصولاً الى نهر الفرات في دير الزور، بتمويل سعودي".

وأوضح المصدر أن "دخول السعودية على خط تمويل وانشاء حرس الحدود هو لضبط الحدود السورية، بعد تمدد ايران في الجانب العراقي وسيطرتها على اجزاء واسعة منه".

إلى ذلك، أكد مدير شبكة "فرات بوست" أحمد الرمضان "وجود ممثلين عن قوات عسكرية إماراتية وسعودية وأردنية حالياً داخل قاعدة خراب عشق العسكرية، غرب مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وقد قاموا بزيارة مدينة الرقة منذ أيام".

تسريح وتجنيد

وترجمة لوضعها القوي مقارنة بالأشهر الأولى من الحرب في 2011، أصدرت قيادة الجيش السوري أول قرار تسريح من الخدمة العسكرية يشمل الدورة 102 بعد 8 سنوات من التجنيد.

وألصقت دائرة الإعلام الحربي صورة عن القرار الصادر وأسماء الذين شملهم القرار، مؤكدة أنه يعتبر نافذا ابتداء من مطلع يونيو المقبل.

في المقابل، أغلقت الوحدات الكردية في الحسكة حي النشوى، الذي شهد احتجاجات، مساء أمس الأول، على التجنيد الإجباري، خوفاً من انتقال التظاهرات إلى أحياء أخرى في المدينة.

إسرائيل قتلت 9 إيرانيين في الضبعة
back to top