من مذكرات خالد الفرج!

نشر في 26-05-2018
آخر تحديث 26-05-2018 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم ولدت في الكويت عام 1898، وشببت عن الطوق على وهج تنظيرات القومية العربية التي بدأت في كل أنحاء الوطن العربي قبل بدايات القرن الماضي، وانطلقت منذ زهرة شبابي من الكويت أجوب أقطار وطني العربي، فعملت في إذاعة المملكة العربية السعودية، وساهمت فيها بنشاطات أدبية وفكرية وأمسيات شعرية، وفي دمشق كنت من المساهمين في تأسيس جماعة الشعر الحديث، وعن وجودي في لبنان فإن الحديث يطول، أما في القاهرة فقد كانت لي نشاطات كثيرة في مجالات الأدب والشعر، وكنت من جلساء العقاد والمازني وغيرهما من كبار الأدباء، ولكن قبل الخوض في كل هذه التفاصيل عليَّ أن أقف في سطور قليلة أمام عشقي الأول والأخير للكويت حيث بواكير سنوات طفولتي، وأستذكر بهذا الصدد حواراً دار بين والدي وأحد أصدقائه:

***

- ألا تلاحظ أخ محمد أن ولدك خالد يتمتع بنزعة قيادية؟

- ما الذي يدفعك إلى هذا القول؟

- رأيته يلقي على أقرانه الأوامر فيطيعونه!

- ربما لأنه يتفوق عليهم بالمعلومات التي يقرأها من مكتبتي، فهو ما فتئ يقرأ عن سيف ذي يزن وعنترة وغير ذلك من القصص العربية.

- وهل إقباله على قراءة القصص سيجعله يهتم بالتجارة مثلك؟

- التجارة ليست البيع والشراء فحسب، بل الإقبال على القراءة أيضاً.

***

• وبالفعل فقد كان والدي يهيئ لي كل الفرص التي تجعلني أقبل على القراءة.

وعندما فُتحت المدرسة كنت من أوائل الملتحقين بها، ولما لاحظ ناظر المدرسة مثابرتي الجادة وشغفي بالعلم نقلني إلى الصف الثاني متخطياً الصف الأول، ولما أنهيت دراستي رشحتني المدرسة للتدريس فيها... ولكن بعد فترة غادرت الكويت إلى الهند للعمل في التجارة، ثم عدت منها إلى البحرين، حيث لقيت ترحاباً من أهلها فأقمت فيها أمارس نشاطي الثقافي، لكن الميجر ديلي البريطاني لم يعجبه قولي:

هل في الجزيرة غير شعبٍ واحدٍ؟

قد مزّقت بيد العدا وحداته

من لي ببسمارك يضم صفوفه

وعليه تجمع نفسها أشتاته

فيعيد من هذي الممالك وحدةً

والعُلمُ تخفق فوقها راياته

• فامتد غضب الميجر البريطاني ليزج بالكثير من أهل البحرين في السجون، مما دفعني إلى العودة إلى الكويت عام 1927، وأنا في أشد حالات الغضب لما جرى في البحرين، فقلت:

الغرب شدد من هجمته

والشرق مقسوم على وحدته

فهذه البحرين مغلولة

يقودها الغرب إلى حفرته

قد أبعد الأحرار عن دارهم

وقرّب الأنذال من حضرته

***

• سكت قلب الشاعر خالد الفرج في لبنان عام 1954 بعد أن ترك تراثاً كثيراً يدعو فيه أمته العربية إلى وحدتها.

سمعت صوتك العروبة جمعاء

فتناهت بوادٍ وحواضر

رددت شعرك الطلي فلسطين

وهامت به جبال الجزائر

أغنيات ترق حيناً وحيناً

يتلظى بها اللهيب الهادر

• رحم الله مواطناً كويتياً عشق وطنه الكويت، وأحب عروبته، وأمضى سني حياته من أجلها.

back to top