اليهودي يخطف زين المواصف ويمزِّق قلب مسرور (10 - 30)

نشر في 26-05-2018
آخر تحديث 26-05-2018 | 00:04
توقفنا في الحلقة السابقة عندما راقت الحال بين التاجر مسرور وحبيبته الجارية «زين المواصف»، التي التقاها مصادفة بينما كان يبحث عمن يفسر له حلمه الذي رأى فيه نفسه محباً لإحدى الحمامات البيضاء، إلا أن طائراً ضخم الجثة جاء وخطف الحمامة الضعيفة الجميلة من بين يديه.
زين المواصف أبلغت مسروراً أنها كانت خلال الأيام السابقة تنتظر سيدها التاجر اليهودي، الذي كان مسافراً وأرسل يقول إنه سيعود، الأمر الذي اقترحت فيه على مسرور أن يدخل في تجارة مع زوجها وأن يجزل له الأرباح والعطايا حتى يمكنه أن يسمح له بدخول قصره ليلتقيا أمامه من دون أن يعرف قصة حبهما.
في هذه الحلقة نستكمل رواية الحكاية، التي ترويها شهرزاد، ضمن أحداث الليلة الخمسين بعد الأربعمئة.
لما كانت الليلة الخمسون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن مسروراً التاجر قام بعد ذلك وأوصل زين المواصف إلى قصرها، ثم رجع إلى داره وأمضى طول نهاره وليله مفكراً في محاسنها، فلما أقبل الصباح، وأضاء بنوره ولاح، هيأ لها هدية فاخرة، ومضى بها إليها، فرحبت به وبقي عندها طول النهار.

ولم يزالا على ذلك أياماً، وهما في أرغد عيش، ثم توجه إليها بعد ذلك فوجدها جالسة تبكي، وقالت له: سيدي اليهودي كان مسافراً، وقد جاءني منه كتاب اليوم بأنه في الطريق إلى هنا، وأخشى بعد وصوله أن يكدر علينا عيشنا، ولا أدري كيف يكون العمل وما لأحدنا عن صاحبه صبر؟ فقال لها: أنت أخبر وأدرى بأخلاقه وطباعه، كما أنك صاحبة عقل وحيلة لا مثيل لهما.

فقالت: إنه رجل صعب شديد الغيرة، والرأي عندي إذا قدم من سفره أن تأتي فتقابله، وتزعم له أنك رجل عطار، تريد أن تشتري منه صفقة كبيرة، وأي ثمن طلبه لا تتردد في قبوله، وسيصير بذلك مطمئناً إليك، وكلما أجزلت له الربح، ازداد تعلقاً بك طمعاً في مالك، ولا بد من أنه يدعوك إلى الطعام والشراب هنا، ويدعوني لأغني لكما، وبذلك يتم سرورنا باللقاء وهو لا يدري، فقال لها: لا حرمني الله منك أبداً.

اقرأ أيضا

لما وصل سيدها اليهودي رحبت به وسلمت عليه، وكانت غسلت وجهها بالزعفران فبدا أصفر، وتظاهرت بالضعف، وقالت له جواريها: إنها مريضة من وقت ما سافرت، لانشغال قلبها عليك، وقد أضناها طول الفراق، وطالما شكت الوجد والاشتياق، وكانت تبكي وتقول: لو كان معي رفيق ما حمل قلبي هذا الهم كله، فبالله عليك ما بقيت تسافر إلا برفيق، ولا تقطع عنها أخبارك لأجل أن تكون مطمئنة القلب عليك. فقال لهن: حباً وكرامة... ولا يكون إلا ما تريده. ثم خرج بشيء من بضاعته إلى دكانه، وجلس للبيع في السوق.

بينما هو في دكانه، إذ أقبل مسرور وسلم عليه، وجلس إلى جانبه وصار يحييه ويتحدث إليه ساعة.

ثم أخرج كيساً ممتلئاً بالدنانير ودفعه إليه، وقال له: أعطني بهذه الدنانير شيئاً من أنواع العطارة لأبيعه في دكاني. فقال: سمعاً وطاعة. ثم أعطاه الذي طلبه، وصار مسرور يتردد عليه أياماً، وفي كل مرة يدفع له كيساً من الذهب ويأخذ منه قليلاً من أنواع العطارة إلى أن اطمأن الرجل إليه، وصار ينتظره بلهفة واشتياق طمعاً في الربح.

ثم قال له يوماً: إن لي مدة طويلة أبحث عن رجل طيب أشركه في تجارتي، فما رأيك في أن تكون شريكي؟ فقال له مسرور: هذا غاية ما أتمناه، وقد كان أبي تاجراً في بلاد اليمن وخلف لي مالاً عظيماً لا أعرف كيف أستغله. فقال له سيد زين المواصف: سأتخذك شريكاً، ترافقني في أسفاري، وتكون صديقي وملازمي في خلال إقامتي، وسأعلمك البيع والشراء، والأخذ والعطاء. فقال له مسرور: حباً وكرامة.

وبعد أن انتهى العمل في الدكان، أراد مسرور الانصراف، فقال له الرجل: ابق معي اليوم لتكون في ضيافتي. فقبل ذلك شاكراً، ولما توجه معه إلى قصره الذي تقيم به زين المواصف، أجلسه اليهودي في الدهليز، ودخل هو عليها وقال لها: إني أحضرت معي شاباً غنياً من التجار، اخترته شريكاً ورفيقاً لي، فاعملي لنا ضيافة حسنة.

طائر الهزار

لما سمعت كلامه، وكانت عرفت أن الضيف هو مسرور، فرحت فرحاً شديداً، وهيأت له وليمة فاخرة، فيها كل ألوان الطعام والشراب، ثم قال لها سيدها: تعالي اجلسي معنا لترحبي بالضيف. فتظاهرت بالغضب وقالت له: كيف أجلس مع رجل غريب؟ فقال لها: لا داعي لأن تخجلي منه، فهو شريكي، وعنده أموال كثيرة سنستغلها في تجارتنا. فقالت له: والله يا سيدي إني لأستحي من الجلوس مع هذا الأجنبي، ولكن ما دمت أنت واثقاً من حسن أخلاقه وكرم طباعه، فلا بأس من جلوسي معه. ثم قامت مع سيدها إلى مسرور، فرحبت به وجلست تشاركهما الطعام والشراب.

وكان مسرور يتظاهر بالحياء الشديد، ما جعل الرجل يزداد اطمئناناً إليه ووثوقاً به، وبقي الثلاثة في أكل وشرب وطرب بقية النهار، ثم انصرف مسرور، وقد امتلأ قلبه بالسرور، لاجتماعه بزين المواصف مالكة قلبه.

وكان عند اليهودي طائر من نوع الهزار، تعود أن يرفرف على رأسه كلما جلس لتناول الطعام، ثم يستقر فوق حجره ويأكل معه. لكنه منذ رجوعه من سفره لاحظ أن ذلك الطائر لم يعد يفعل ذلك معه، فأهمَّه الأمر كثيراً ثم لاحظ حين حضر مسرور عنده وجلسوا على المائدة أن الطائر أخذ يرفرف على رأس مسرور، ثم حط على حجره وصار يأكل من يده وكأنه يعرفه ويألفه من قديم، فداخله الشك في هذا الأمر. ثم اتفق أن كان جالساً بعد ذلك بالقرب من زين المواصف وهي نائمة، فسمعها تتكلم وهي تحلم، مرددة اسم مسرور... فقال لنفسه: لا بد أن في الأمر شيئاً.

وأخذ كلما حضر مسرور معه وجلسوا للأكل والشرب والطرب كعادتهم، يراقبهما خلسة، فلم يلحظ عليهما أي أمر غير عادي، وكاد يعتقد أنه كان يبالغ في ما توهَّمه.

وفي ذات يوم، جلس الثلاثة على المائدة، فأكلوا وشربوا وطربوا، وكان طائر الهزار طوال ذلك الوقت يرفرف على رأس مسرور، ويحط على ركبته آمناً مطمئناً، ويتناول الأكل من يده. حاول اليهودي أن يأخذه ويضعه على ركبته هو، كما كان يفعل قبل سفره، ولكنه أبدى نفوره منه، وأبى إلا أن يستقر في حجر مسرور، ولا يأكل إلا من يده، ولما ضايقه اليهودي بمحاولاته، طار عن المائدة كلها هارباً منه.

لما كانت الليلة الحادية والخمسون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن اليهودي لما رأى ذلك، سكت على مضض، ثم أخذ يراقب زين المواصف خلسة، فوجدها تتبادل النظرات الوالهة مع مسرور، وتذكر ما سمعه من ترديدها اسمه وهي نائمة تحلم، فقال: وحق موسى وهارون، إنهما عاشقان، ثم التفت إلى مسرور وقال له: أنستنا كثيراً يا سيدي، ولي أولاد عم منزلهم قريب من هنا، وسأتوجه إليهم لإحضارهم كي يشاركونا ما نحن فيه من الحظ والأنس.

فقال له مسرور: افعل ما بدا لك. فقام اليهودي وخرج من الباب الكبير للقصر، ثم تسلل راجعاً ودخل من باب صغير في الحديقة، ووقف من خلف طاقة تشرف على المجلس، وصار ينظر منها إلى مسرور وزين المواصف ويراقبهما من حيث لا يشعران!

طير الهزار

ما كادت زين المواصف تراه عند خروجه من الباب الكبير، حتى قالت لجاريتها سكوب: لقد ذهب في داهية، فهيا أغلقي الباب بالحديد، ولا تفتحي له حتى يدق الباب بعد أن تخبريني. فقالت لها الجارية: سمعاً وطاعة. ثم قامت زين المواصف فأخذت الكأس وطيبتها بماء الورد والمسك وملأتها وقدمتها إلى مسرور، وصارت تسقيه وهو يسقيها، وكل منهما يرش الآخر بماء الورد، حتى فاحت رائحته في المجلس، كل ذلك وزوجها ينظر إليهما، ويتعجَّب من شدة الحب الذي بينهما، وقد امتلأ قلبه غيظاً مما رآه، وتملكته الغيرة الشديدة، فترك مكانه وتوجه إلى الباب الكبير فلما وجده مغلقاً أخذ يطرقه بشدة، إلى أن فتحته الجارية بعدما أخبرت سيدتها زين المواصف، ثم دخل على مسرور وهو يضحك كاتماً غيظه وقال له: لا تؤاخذني يا أخي، لقد وجدت أولاد عمى مشغولين بقسمة تجارة لهم، ولا بد لي من حضور هذه القسمة الآن عندهم، وأرجو أن نعود نحن إلى مثل مجلسنا هذا في غد إن شاء الله. فنهض مسرور مستأذناً في الانصراف، ورجع إلى منزله والنار مشتعلة في فؤاده أسفاً على فراق زين المواصف.

وأمضى اليهودي ليلته مهموماً مفكراً في أمره مع زين المواصف ومسرور، وصار يقول لنفسه: ماذا أصنع؟ ولما طال أرقه وعذابه، أنشد هذه الأبيات، وعيناه تفيضان بالعبرات:

تعاندني الأيام فيمن أحبه

وقلبي بما فيه يزيد تضرما

صفا الدهر حيناً ثم كدَّر صفوه

تقلب قلب خان عهدي وأجرما

فما لك يا طير الهزار تركتني

لغيري وصار الود منك محرماً؟

وقد أبصرت عيني أموراً عجيبة

تفتت قلبي عندها وتخرما

رأيت التي أهوى أضاعت مودتي

وأصبح مسرور لديها مكرما

ولا بد من يوم انتقام يريهمــا

نجوم السما ظهرا ويرمي الذي رمى

وسمعته زين المواصف وهو يردد شعره، فارتعدت فرائصها وأصفر وجهها، وقالت لجاريتها: ماذا يعني بإنشاد هذا الشعر؟ فقالت لها الجارية: ما سمعته في عمري قال مثل هذا، ولكن اطمئني يا سيدتي فلن يكون إلا ما تحبين.

وبعد أيام، صار اليهودي يبيع كل ما عنده من البضاعة، فلما انتهى من ذلك قال لنفسه: الآن أرحل بزين المواصف من هذه البلاد وأنا مطمئن ومتى فارقت ذلك الشاب فإنها تسلوه وترجع إلى عهدها معي. ثم كتب خطاباً مزوراً وقرأه عليها مدعياً أنه من عند أولاد عمه المقيمين ببلدة بعيدة، وأنهم يلحون في سفرهما إليهم للإقامة عندهم شهراً، فقالت له: سافر أنت إليهم وأنا أبقى هنا حتى ترجع بالسلامة، لأني ضعيفة لا أقدر على السفر. لكنه لم يقبل ذلك وأصر على سفرها معه قائلاً لها: خذي معك الجاريتين هبوب وسكوب لتكونا في خدمتك حتى نعود، ثم أعد هودجا ًمليحاً وعزم على الرحيل بهن.

لما رأت زين المواصف أنه لا بد من سفرها معه، أرسلت إلى مسرور خطاباً قالت فيه: اعلم أن صاحبنا دبَّر لنا مكيدة للتفريق بيننا، وأنا واثقة من أن العهود والمواثيق التي بيننا لن تنسى مهما طال الفراق، ولكني أخشى غدره ومكره. فلما قرأ خطابها تملكه الحزن، وحاول مقابلتها أو مقابلة إحدى الجاريتين فلم يتمكن من ذلك، وصارت هي تبكي وتنتحب ولا يقر لها قرار في ليل ولا نهار، إلى أن حان موعد السفر، وأحضر اليهودي الجمال ووضع عليها الأحمال، فانتهزت فرصة اشتغاله بذلك وتوجهت إلى الباب الأول للدار، وكتبت عليه هذه الأبيات:

ألا يا حمام الدار بلغ تحيتي

إلى من له دون الجميع محبتي

وبلغه أني لا أزال مقيمة

على عهدنا حتى أذوق منيتي

وأني ذرفت الدمع من بعده دما

صبيباً على ما قد مضى من سعادتي

قضينا زمانا والسرور حليفنا

وكنا كأنا عائشان بجنـة

ولم نستفق من نشوة الأنس ساعة

إلى أن قضى الدهر الخؤون بغربتي

رحيل زين المواصف

لما كانت الليلة الثانية والخمسون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن زين المواصف توجَّهت بعد ذلك إلى الباب الثاني وكتبت عليه هذه الأبيات:

ألا أيها الباب الذي راق منظراً

إذا جاء محبوبي فأبلغه ما جرى

وأني ذرفت الدمع من بعده دماً

على الخد يجري من عيوني أحمرا

وأبلغه أن الصبر لا شيء غيره

يداوي قلوباً باعها الدهر واشتــــــــرى

ومن طاف في شرق البلاد وغربها

يجد نفسه رغم الأسى قد تصبرا

ثم أتت إلى الباب الثالث، وبكت بكاء شديداً، وكتبت عليه هذه الأبيات:

رويدك يا مسرور إن زرت دارها

فمر على الأبواب وأقرأ سطورها

ولا تنس يا مسرور أيام قربها

وإن عدمت بعد الفراق سرورها

وكانت إذا ما جئت يفتح بابها

فصارت إذا ما جئت أرخت ستورها

لقد ذهبت عنها ليالي وصالنا

وفرط ظلام الهجر أطفأ نورها

رعى الله أياماً مضت ما أسرها

بروض الأماني إذا قطفنا زهورها

فهل يا ترى الأيام تجمع شملنا

وترجع أيام بكينا مرورها؟

تبارك من كل الأمور بكفه

يخط على لوح الجبين سطورها

ثم جاء اليهودي فأخذها وحملها على الهودج الذي صنعه لها، فلما صارت على ظهر البعير، أنشدت هذه الأبيات:

عليك سلام الله يا منزلا خلا

وقد طالما شاهدت فيك تجملا

جزعت على بعد وشوقي لموطن

عزيز، لحبي كان من قبل موئلا

فيا ليت شعري هل أرى فيه ليلة

تروق كما راقت لياليه أولاً؟

لما سمع اليهودي شعر زين المواصف، قال لها: لا تحزني على فراق منزلك، فإنك تعودين إليه عما قريب، وصار يطيب خاطرها ويلاطفها. ثم سارا مع الجاريتين حتى خرجوا إلى ظاهر البلد واستقبلوا الطريق، فعظم عليها الأمر، ولم تتمالك نفسها فأخذت في البكاء.

ولما توجه مسرور إلى منزلها لمحاولة رؤيتها كعادته، رأى الأبيات التي كتبتها زين المواصف على الباب الأول، وما قرأها حتى وقع على الأرض مغشياً عليه، ولما أفاق من غشيته، فتح الباب ودخل إلى الباب الثاني، فرأى ما كتبته عليه وقرأه، كذلك قرأ الأبيات التي كتبتها على الباب الثالث، فعلم أن اليهودي رحل بها، وزاد به الغرام والشوق والهيام، فخرج في أثرها يسرع في خطاه حتى لحق بالركب، وكان هودجها في آخره بينما زوجها في أوله، فتعلق مسرور بأستار الهودج، وأخذ يسكب العبرات، ثم أنشد هذه الأبيات:

ليت شعري بأي ذنب رمينا

بسهام الصدود حتى دمينا

يا منى القلب جئت للدار أبغي

نظرة والفؤاد كان حزينا

فإذا الدار قد خلت بعد أنس

فشكوت النوى وزدت أنينا

وسألت الأبواب: أين تولت

زين قلبي وخلفته رهينا؟

فأجابت أشعارها بسطور

أظهرت في الفؤاد حباً كمينا

لما سمعت زين المواصف صوته وهو يترنم بهذا الشعر، عرفته على الفور، وأمعنت في البكاء هي وجاريتاها، وخشيت أن يراه اليهودي وهو متعلق بأستار هودجها فيعمد إلى إيذائه، فأطلت عليه وقالت له: سألتك بالله يا مسرور أن ترجع، لئلا يراك ويراني. فلما سمع مسرور كلامها وقع على الأرض مغشياً عليه، ولما أفاق بعد حين، وجد الركب قد سار، واختفى عن الأنظار، فرجع إلى قصرها وهو يبكي بالدمع المدرار، وأخذ يقبل هناك كل جدار، ثم أنشد يقول:

يا ربع رق لذلتي وخضوعي

ونحول جسمي وانسكاب دموعي

وانشر على قلبي عبير نسيمهم

فعساه يشفي ما أذاب ضلوعي

ورجع بعد ذلك إلى منزله، حيث لزم الفراش، وبقي عشرة أيام لا يهنأ بنوم ولا طعام ولا شراب.

أما زين المواصف، فما زال اليهودي سائراً بها حتى وصل بعد عشرة أيام إلى مدينة كبيرة، فأنزلها فيها بدار اشتراها، واعتقد أن غربتها قد أنستها هواها، ولكنها في الحقيقة زادت وجداً وهياماً، ولم تكد تخلو إلى جاريتيها هبوب وسكوب حتى كتبت رسالة إلى مسرور، وطلبت منهما إرسالها إليه بأية طريقة. فقالتا لها: سمعاً وطاعة.

ولما وصلت الرسالة إلى مسرور، عظم عليه أمر الفراق، وبكى من شدة الوجد والاشتياق.

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى اللقاء في حلقة الغد

الجارية تواعد حبيبها وتضع خطة للقائهما في بيت اليهودي وطائر الهزار يفضحهما

طائر الهزار كشف قصة الحب بين الجارية والتاجر مسرور أمام سيد البيت
back to top