غارة أميركية ضد «موالين»... والأسد مشغول بأزمة حليفيه

• إسرائيل تسعى الى اعتراف أميركي بسيادتها على الجولان
• موسكو: لجنة الدستور جاهزة

نشر في 25-05-2018
آخر تحديث 25-05-2018 | 00:02
الأسد مستقبلاً لافرينتيف في دمشق أمس الأول    (أ ف ب)
الأسد مستقبلاً لافرينتيف في دمشق أمس الأول (أ ف ب)
وسط مساعيه لاحتواء تداعيات الأزمة المكتومة بين حليفيه الروسي والإيراني، خسر الرئيس السوري بشار الأسد عدداً من عناصر الميليشيات الموالية له في ضربة أميركية جديدة استهدفت مناطق انتشارها في محافظة دير الزور، في حين زادت إسرائيل ضغوطها لانتزاع اعتراف واشنطن بسيادتها على الجولان.
رغم استمرار عمل خطة فض الاشتباك بين واشنطن وموسكو، هاجم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ليل الأربعاء- الخميس مرة جديدة مواقع عسكرية تابعة للرئيس السوري بشار الأسد يتمركز فيها خصوصاً مرتزقة روس ومسلحون موالون لإيران في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

وفي آخر الحوادث بين الجيش الأميركي، الذي يدعم قوات سورية الديمقراطية (قسد) ويدير خارج نطاق التحالف قاعدة التنف، وقوات النظام المدعومة من روسيا، أعلن مصدر عسكري سوري، أن "بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمية تعرضت الساعة الواحدة إلا ثلثاً فجر اليوم (الخميس) لعدوان شنه طيران التحالف الأميركي بالتزامن مع تحشدات لتنظيم داعش".

ووثق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مقتل 12 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام غير السوريين، إضافة إلى تدمير ثلاثة آليات، مشيراً إلى أن "الغارات استهدفت تحركات للميليشيات قرب المحطة الثانية تي 2 الواقعة على بعد أكثر من 65 كلم عن مدينة البوكمال في بادية دير الزور".

كما أفاد مصدر من القوات الحليفة لدمشق، بأن الغارات "استهدفت موقعين عسكريين على خط التماس مع تنظيم داعش"، مؤكداً عدم وجود مقاتلين إيرانيين ولبنانيين بين عداد القتلى.

هجوم «داعش»

وشنّ التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية ضربات عدة ضد قوات النظام في المنطقة، التي ينشط فيها أيضاً المرتزقة الروس ومقاتلون عراقيون، وفي فبراير الماضي، قتل نحو 300 عنصر أغلبهم من المرتزقة الروس في ضربات مماثلة، اتهمتهم القيادة المركزية الأميركية بمحاولة التقدم باتجاه منطقة تسيطر عليها "قسد" شرق نهر الفرات، الذي يقسم المحافظة إلى قسمين.

في الأثناء، كثف "داعش"، وفق المرصد السوري، خلال الفترة الأخيرة هجماته ضد قوات الأسد في البادية انطلاقاً من جيب يوجد فيه بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال، مشيراً إلى إرسال قوات النظام أمس، تعزيزات إلى المنطقة للتصدي لهجماته المتتالية، التي أسفرت أمس الأول عن مقتل 26 عنصراً وأسر عدد آخر.

موفد بوتين

وغداة رفضه لدعوة موسكو بضرورة خروج القوات الأجنبية من سورية ومن ضمنها حليفته إيران، حاول الأسد امتصاص ردة الفعل المرتقبة بتأكيده، أمس الأول، أن "روسيا قيادة وشعباً شريكة في انتصارات التي لن تتوقف حتى القضاء على آخر ارهابي وتحرير ما تبقى من بؤر إرهابية".

ودعا الأسد، خلال استقباله مبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق في دمشق، "بعض الأطراف الدولية إلى التحلي بالحد الأدنى من الواقعية ووقف دعم الإرهاب والانتقال إلى العمل السياسي".

وخلال اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، الذي اعتبر في وقت سابق تصريحات بوتين عن انسحاب الميلشيات الإيرانية و"حزب الله" أمراً "غير مطروح للنقاش"، "التشديد على أهمية وضع آليات لتطبيق نتائج قمة سوتشي الاخيرة، إن كان لجهة مواصلة مكافحة الارهاب أو زيادة المشاركة الروسية في إعادة الإعمار أو كيفية العمل لتفعيل ودفع العملية السياسية".

اللجنة الدستورية

بدوره، صرح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بأن دمشق ستسلم اليوم أو غداً إلى مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا قوائم ممثليها في اللجنة الدستورية، مشيراً إلى ضرورة إطلاق عمل هذه اللجنة بأسرع وقت ممكن.

وأكد بوغدانوف، في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، أن روسيا سبق أن قدمت قبل عدة سنوات تصوراتها حول مشروعات محتملة للدستور السوري، مشدداً على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة يجب أن تجري على أساس الإصلاح المنشود.

وإذ أشار بوغدانوف إلى أن اللقاء الجديد بين روسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانة سيعقد بعد شهر تقريباً، أعلن رئيس إدارة العمليات في الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي انتهاء الدول الثلاث الضامنة لاتفاق خفض التوتر من إقامة 29 نقطة لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.

السيادة على الجولان

على صعيد ذي صلة، كشف وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس عن ضغوط كبيرة من حكومة بنيامين نتنياهو على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة.

وفي مقابلة مع "رويترز"، وصف كاتس عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر الإقرار بسيطرة إسرائيل على الجولان والقائمة منذ 51 عاماً باعتباره الاقتراح، الذي "يتصدر جدول الأعمال" حالياً في المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، معتبراً موافقة إدارة ترامب المنتظرة "خلال شهور جزءاً محتملاً من نهجها في مواجهة التوسع الإقليمي لإيران والرد الأشد إيلاماً لعدوانها على المنطقة".

لحظة الحقيقة

وقال الرسالة إلى طهران ستكون: "أنتم تريدون تدمير إسرائيل وإثارة هجمات (ضدها)؟ فانظروا، لقد حدث العكس تماماً"، معتبراً أن الفرصة سانحة للأسد وروسيا لإنهاء الوجود الإيراني، الذي اعتبره "الشاغل الرئيسي لحكومة نتنياهو"، بعد هزيمة المعارضة.

وقال كاتس: "هذه لحظة الحقيقة بالنسبة للأسد. هل يريد أن يكون وكيلاً لإيران أم لا؟ إذا أصبح وكيلاً، فهو يدين نفسه عاجلاً أو آجلاً لأن إسرائيل تتحرك ضد إيران في سورية. وإذا لم يفعل ذلك، فقد قلنا دوماً إنه لا مصلحة لنا في التدخل هناك".

وقال إن روسيا سترد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان بإعلان "أنهم لن يفعلوا نفس الشيء وأنهم ليسوا مضطرين لدعمه".

ومضى يقول: "لكن في حقيقة الأمر، من وجهة نظرهم، إذا أعطت إسرائيل شيئاً في السياق السوري الأوسع، فماذا يضيرهم؟ بقاء الأسد أهم بالنسبة لهم، لأن سورية ضعيفة جداً... إنهم يريدون عملية إعادة ترتيب جديدة وشاملة".

«داعش» يكثف هجماته وسط سورية والنظام يستقدم تعزيزات
back to top