الأكراد... رقم رئيسي في المعادلة العراقية!

نشر في 25-05-2018
آخر تحديث 25-05-2018 | 00:20
 صالح القلاب أثبتت الانتخابات العراقية الأخيرة، خاصة في إقليم كردستان، أنّ "كاك" مسعود برزاني رقم رئيسيٌّ، سواء في معادلة القوى في بلاد الرافدين أو في المعادلة الكردية، فقد ثبت أن اللعبة الإقليمية لم تستطع لا شطبه ولا إضعاف مكانته القيادية الطليعية، والدليل هو أن الذين تآمروا عليه، سواء من بني قومه أو من "الإخوة الأعداء"، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، إذْ إنّ هذه الانتخابات قد أثبتت أنه لا يصح إلا الصحيح، والصحيح هو أنه لا يمكن شطب الكرد ولا زعيمهم التاريخي من أيٍّ من معادلات هذه المنطقة، التي يبدو أنها مقبلة على العديد من المتغيرات الجوهرية.

كنت قلت وكتبت أكثر من مرة، ومن موقع الحرص والقناعة، أن للأكراد، مثلهم مثل كل شعوب هذه المنطقة، الحق في أن تكون لهم دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، إنْ في تركيا أو في إيران أو في العراق... وأيضاً في سورية، والحقيقة أنني لا أزال على هذه القناعة، إذ إنّ شطب هذا الشعب العظيم من المعادلة أو المعادلات الإقليمية كلها يعني أن هذه المنطقة لن تعرف الهدوء ولا الاستقرار، مادام هذا الشعب الشقيق فعلاً لم يأخذ حقه المشروع، أسوة بكل شعوب هذه المنطقة، وفي مقدمتهم "الشعوب" العربية!

وكنت أيضاً قلت وكتبت أكثر من مرة، وهذا من موقع التقدير والحرص، أنّ الأشقاء الأكراد ممثلون بقيادتهم؛ أولاً "كاك" مسعود برزاني وثانياً "مام" جلال الطالباني، رحمه الله، قد ارتكبوا "غلطة" أو خطأً فادحاً، عندما تحالفوا -بعد إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003- مع "أتباع" إيران من الطائفيين والمتمذهبين، وأداروا ظهورهم لإخوتهم الفعليين (سنة وشيعة)، الذين تمسكوا بعروبتهم، والذين يمثلهم جميعاً الآن السيد مقتدى الصدر، الذي غلب انحيازه العروبي على أي انحياز آخر، والذي يمثل -إذا أردنا قول الحقيقة- كل وطني عراقي صادق وكل عربي يرفض أي تدخل خارجي، إقليمياً أو دولياً، في الشؤون العراقية والشؤون العربية الداخلية.

لابد، حتى تستقر هذه المنطقة، من أن يتمتع الكرد، كرد العراق وإيران وتركيا وأيضاً سورية، بحق تقرير المصير، مثلهم مثل غيرهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مشكلة هؤلاء الإخوة الأعزاء، الذين هم منّا ونحن منهم، ليست مع العرب، لا كأمة ولا كشعوب ودول، بل مع تركيا الدولة والنظام، وبعض الأحزاب القومية المتشددة، ومع إيران؛ هذا النظام وقواه الرئيسية وأصحاب القرار الفعليين فيه، والمعروف أن أول دولة كردية (1946) قد قامت في "مهاباد" (الإيرانية)، وكان أحد أعمدتها الرئيسيين الملا مصطفى برزاني والد "كاك" مسعود برزاني، تلك الدولة التي تم إسقاطها بمؤامرة بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة الأميركية.

والآن، وبعد تجربة "استفتاء كركوك"، المُرة فعلاً، والتي من المؤكد أنها قد جاءت قبل أوانها بكثير، لا بد من إعادة ترتيب الأوراق الكردية.

والواضح أن هذا الترتيب قد بدأ بالفعل، وخاصة بعد أن برز في العراق هذا الوطني والقومي المعمم مقتدى الصدر، الذي هو سليل محْتدٍ بالفعل وابن عائلة شهداء "حسينية".

المفترض أن يكون دور الأكراد رئيسياً. وهنا، لابد من إدراك أن هناك من بين العراقيين من يحاول قطع الطريق على مثل هذا الدور، بهدف دفع الكرد إلى الدائرة الإيرانية، على غرار ما كانت عليه الأوضاع في فترات ضبابية وظلامية سابقة.

back to top