نعمة بن الربيع يقتحم قصر الخليفة بملابس النساء (7 - 30)

نشر في 23-05-2018
آخر تحديث 23-05-2018 | 00:03
نواصل مع شهرزاد حكاية الجارية «نعم»، التي احتال الحجاج الثقفي، والي الكوفة، واستدرجها إلى قصره، قبل أن يرسلها جارية بقيمة عشرة آلاف دينار للخليفة عبد الملك بن مروان، رغم أنها كانت جارية في بيت أحد أثرياء الكوفة، وهو نعمة بن الربيع. جهّز الأخير رحلة لمطاردتها في حلب ودمشق، وحين وصل إليها في قصر الخليفة أخذ يبحث عن طريقة كي يصل إليها.
توقفنا في الحلقة السابقة عندما احتال نعمة بن الربيع وبصحبته الطبيب الأعجمي، وأسسا دكاناً للعلاج من الأمراض، انتشر أمره بين الأغنياء، إلى أن جاءته جارية من قصر الخليفة، وطلبت علاجاً لجارية شابة في القصر وعرف أنها حبيبته «نعم».
لما كانت الليلة الحادية والأربعون بعد الأربعمئة قالت شهرزاد، بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أنه لما سمع «نعمة بن الربيع» كلام العجوز عن الجارية المريضة، أدرك أنها تتحدّث عن “نعم” جاريته المفقودة، واشتد خفقان قلبه، بينما قال الطبيب للعجوز: إن دواء ابنتك كذا وكذا. فقالت له العجوز: أعطني ما وصفت على بركة الله تعالى. وأعطته 10 دنانير، فنظر الحكيم إلى نعمة وأمره أن يهيئ لها ما وصفه من دواء، وصارت العجوز تنظر إلى نعمة وتقول: أعيذك بالله يا ولدي، إن شكلها مثل شكلك. ثم قالت العجوز للعجمي: يا أخا الفرس هل هذا مملوكك أو ولدك؟ فقال لها العجمي: إنه ولدي. ثم إن نعمة وضع لها الأدوية في علبة، ودسّ في داخلها ورقة كتب فيها هذين البيتين:

إذا أنعمت «نعم» عليّ بنظـرة

فلا أسعدت سعدي ولا أجملت جمل

اقرأ أيضا

وقالوا: اسلُ عنها تعط عشرين مثلها

وليس لها مثل، ولست لها أسلـــــــــو

ثم ختم العلبة وكتب على غطائها بالخط الكوفي: أنا نعمة بن الربيع. ثم ناول العلبة للعجوز فأخذتها، وودعته وانصرفت متجهة إلى قصر الخليفة. لما وصلت العجوز إلى نعم، وضعت علبة الدواء قدامها ثم قالت لها: يا سيدتي اعلمي أنه قد أتى إلى مدينتنا طبيب عجمي ما رأيت أحداً أعرف بأمور الأمراض منه، وذكرت له أمر علتك واسمك فوصف لك هذا الدواء، وقد أعده ابنه الذي يعمل معه، وليس في دمشق أجمل ولا أظرف من ولده هذا ولا أحسن ثياباً منه، كما أنه لا يوجد في دمشق كلها دكان مثل ذلك الدكان. نظرت نعم إلى العلبة، فلما وجدت على غطائها اسم سيدها واسم أبيه، تغير لونها وقالت: لا شك في أن صاحب الدكان أتى في شأني... ثم قالت للعجوز: صفي لي ذلك الشاب الذي أعد الدواء. فقالت: هو شاب ظاهر الوسامة والكرامة على حاجبه الأيمن أثر، ويرتدي ملابس فاخرة، ويتكلم بالفارسية. فقالت لها: ناوليني الدواء على بركة الله تعالى وعونه. أخذته وشربته وهي تضحك قائلة: إنه دواء مبارك. وفيما هي تتأمل في العلبة، وجدت الورقة التي كتبها نعمة، وقرأتها، فلما فهمت معناها تحققت أنه سيدها نفسه، فطابت نفسها وفرحت...

ولما رأتها العجوز كذلك، قالت لها: إن هذا اليوم يوم مبارك. فردّت نعم: نعم إنه يوم مبارك، والآن أريد الطعام والشراب. فقالت العجوز للجواري: قدمن الموائد والأطعمة الفاخرة لسيدتكن. فقدمن إليها الأطعمة وجلست للأكل.

فيما هي كذلك، أقبل الخليفة للاستفسار عن صحتها كعادته كل يوم، فلما رآها جالسة تأكل وتشرب وتضحك تملكه الفرح، وقالت له القهرمانة: يا أمير المؤمنين يهنيك عافية جاريتك نعم، وسبب شفائها أنه وصل إلى هذه المدينة طبيب أعجمي ما رأيت أعرف منه بالأمراض ودوائها، وقد جئت لها منه بدواء، فما كادت تتناوله مرة واحدة حتى زال مرضها واستردت عافيتها.

فقال لها الخليفة: هذه ألف دينار مكافأة للطبيب. ثم خرج وهو فرحان بعافية الجارية. أما العجوز فتوجهت إلى دكان العجمي بالألف دينار وأعطته إياها وأعلمته أنها من الخليفة. وكانت نعم أعطتها ورقة كتبتها لتعطيها له، فلما فتحها نعمة وقرأها عرف خط نعم فوقع مغشياً عليه. ولما أفاق، أعاد قراءة الورقة، فوجد فيها: «من الجارية المسلوبة من نعمتها، المخدوعة في عقلها، المفارقة لحبيب قلبها، أما بعد، فإنه قد ورد كتابكم إليّ، فشرح الصدر، وسر الخاطر، وكان كقول الشاعر:

ورد الكتاب فلا عدمت أناملاً

كتبت به حتى تضمَّخ طيب

فكأن موسى قد أعيد لأمه

أو ثوب يوسف قد أتى يعقوبا

ولم يتمالك نعمة نفسه من البكاء لفرط تأثره، فقالت له القهرمانة: ما الذي يبكيك يا ولدي لا أبكى الله لك عينا؟ فقال لها العجمي: يا سيدتي كيف لا يبكي وما مريضتك إلا جاريته المحبوبة، وما كان مرضها إلا حزناً على فراقه، وتعلقاً بحبه... وعلى هذا خذي أنت يا سيدتي الألف دينار مكافأة لك... وعندنا أكثر من ذلك لأجلك إذا نظرت إلينا بعين الرحمة، وجمعت بين هذين الحبيبين.

فقالت العجوز لنعمة: هل أنت نعمة بن الربيع مولى نعم؟ فقال لها: نعم. فتابعت: إنها والله لم تفتر عن ذكرك. ثم أخبرها نعمة بما جرى كله من الأول إلى الآخر. فقالت له العجوز: اطمئن يا ولدي، وسيكون اجتماعك بها قريبا بواسطتي إن شاء الله.

رجل وسط «الحرملك»

لما كانت الليلة الثانية والأربعون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن العجوز لما دخلت على «نعم» ضحكت في وجهها، وقالت لها: يحق لك يا ابنتي أن تبكي وتمرضي من أجل فراق مولاك نعمة بن الربيع الكوفي. فقالت لها نعم: إذن انكشف لك الأمر وظهر لك الحق؟ فقالت لها العجوز: طيبي نفساً وانشرحي صدراً فوالله لأجمعن بينكما ولو كان في ذلك ذهاب روحي.

ثم رجعت إلى نعمة وقالت له: إني وجدت عند «نعم» من الشوق والإخلاص لك أكثر مما عندك لها، ذلك أن أمير المؤمنين أراد أن يجتمع بها وألح في ذلك كثيراً، ولكنها امتنعت وأصرت على الامتناع، فإن كان لك جنان لدخولك قصر الخليفة، حتى تجتمع بها فيه، فإنها ما تقدر أن تخرج منه. فقال لها نعمة: جزاك الله خيراً، ثم ودعته. ورجعت إلى نعم، وقالت لها: إن نعمة كادت روحه أن تذهب لفراقك، وهو يريد الاجتماع بك، فما تقولين في ذلك؟ فقالت نعم: أنا كذلك أريد الاجتماع به.

على أثر ذلك، أخذت العجوز صرة فيها حلي ومصوغات وبعض ثياب النساء، وتوجهت إلى نعمة وقالت له: ادخل بنا مكاناً وحدنا، فدخل معها قاعة خلف الدكان، وهناك زينت معاصمه وزوقت شعره وألبسته ما معها من ثياب النساء، فصار كأنه حورية من حور الجنان، ولما رأته كذلك قالت: تبارك الله أحسن الخالقين، والله إنك لأجمل من كل جارية رأيتها. تابعت: امش أمامي قليلاً. وصارت تعلمه حتى رأته قد أتقن مشي النساء. ثم قالت له: امكث حتى أتيك ليلة غد إن شاء الله تعالى، فآخذك وأدخل بك القصر، وإذا اعترض الحجاب طريقك فقو عزمك وطأطئ رأسك ولا تتكلم مع أحد، وأنا أكفيك كلامهم وبالله التوفيق!

وفي الموعد المحدد، رجعت القهرمانة إليه، وأخذته إلى القصر ودخلت قدامه، فدخل هو في أثرها، ولما أراد الحاجب أن يمنعه من الدخول، صاحت به قائلة: هذه جارية “نعم” محظية الخليفة، فكيف تمنعها من الدخول؟ ثم قالت: ادخلي يا جارية! فدخل نعمة ومشى خلفها، ولم يزالا سائرين حتى وصلا إلى الباب المؤدي إلى صحن القصر، فقالت له العجوز: يا نعمة قو نفسك وثبت قلبك، وادخل من هنا ثم امش إلى اليسار، وعد خمسة أبواب وادخل الباب السادس فإنه باب المكان المعد لاجتماعك بنعم، ولا تخف من شيء، وإذا كلمك أحد فلا تتكلم معه.

لما همّ بالدخول، اعترض الحاجب طريقه، فقالت له العجوز: إن سيدتنا تريد شراء هذه الجارية، فقال لها: ما يدخل أحد هنا إلا بإذن من الخليفة، فارجعي بها لأني لا أتركها تدخل. فقالت له القهرمانة: أيها الحاجب الكبير أين عقلك؟ إن محظية الخليفة ومالكة قلبه كانت مريضة كما تعلم، ولم تعد إليها العافية إلا بعد عذاب ويأس، وهي الآن تريد شراء هذه الجارية، فلا تمنعها من الدخول لئلا يبلغها أنك منعتها فتغضب عليك، ولا تكون النتيجة إلا قطع رأسك بأمر الخليفة.

ثم التفتت العجوز إلى نعمة وقالت: ادخلي يا جارية ولا تسمعي كلامه، ولكن سألتك بالله لا تخبري سيدتك بأنه حاول منعك من الدخول، فطأطأ نعمة رأسه ودخل القصر، وأراد أن يمشي إلى يساره لكنه أخطأ ومشى إلى يمينه، ثم عد خمسة أبواب ودخل السادس فرأى موضعاً مفروشاً بالديباج، وجدرانه عليها ستائر الحرير المرقومة بالذهب، وفيه مباخر العود والعنبر، ورأى سريراً في الصدر مفروشاً بالديباج، فجلس عليه وهو لا يعلم بما كتب له في الغيب.

الجارية الخرساء

وفيما هو جالس يفكر في أمره، دخلت عليه أخت الخليفة ومعها جاريتها، فلما رأته جالساً، حسبته جارية، وأشارت إليه قائلة: من تكونين يا جارية وما خبرك وما سبب دخولك هنا؟ ولما بقيّ نعمة ساكتاً لا يرد جواباً، عادت تقول له: تكلمي يا جارية، إن كنت محظية لأخي وقد غضب منك فأنا استعطفته عليك، فلم يرد نعمة أيضاً، وعندئذ قالت لجاريتها التي تتبعها: قفي بالباب ولا تدعي أحداً يدخل.

ثم اقتربت من نعمة وهو في ثياب النساء، وأخذت تتأمل في وجهه وقد بهرها جماله، ثم قالت: عرفيني من تكونين وما سبب دخولك هنا، فإني لم أنظرك في قصرنا، ولما لم يرد نعمة عليها جواباً أخذها الغضب ودفعت صدره بيدها وهي تقول: تكلمي يا جارية، هل أنت خرساء بكماء؟ ولكنها في الوقت نفسه لاحظت أن صدر الجارية الذي دفعته بيدها ليس فيه نهدان، فاشتد غضبها، وصاحت مهددة متوعدة: ما هذا؟ هل أنت مملوك في ثياب جارية؟ ولماذا جئت إلى هنا متنكراً؟ والله لا بد من عقابك بضرب عنقك!

لما سمع نعمة تهديدها له بالقتل تملكه الفزع وقال لها: بالله يا سيدتي لا تظني بي السوء، فما أنا إلا مظلوم مسكين، وأنا مستجير بالله وبك، وما أنا مملوك لأحد ولكني نعمة بن الربيع بن حاتم الكوفي، وقد جئت إلى دمشق، ودخلت هذا القصر مخاطراً بروحي، لأجل جاريتي «نعم» التي احتال الحجاج الثقفي حتى أخذها وأرسلها إلى هنا.

فقالت له أخت الخليفة: إن كان ما قلته حقاً فلا بأس عليك. ثم دعت جاريتها وقالت لها: أمضي إلى مقصورة «نعم» الآن، وارجعي بها إلى هنا، فقالت الجارية: سمعاً وطاعة، وخرجت لتنفيذ أمر مولاتها.

كانت القهرمانة قد توجَّهت إلى مقصورة نعم وسألتها: هل وصل إليك سيدك؟ فأجابتها: لا والله. فقالت القهرمانة: كيف لم يصل إليك؟ لقد أدخلته القصر في ثياب جارية، وأخشى أن يكون أخطأ ودخل مقصورة أخرى، فتنكشف حيلتي، ويكون في ذلك هلاكنا جميعاً.

لما سمعت «نعم» كلام القهرمانة العجوز، ارتجف بدنها من شدة الخوف، وانهمرت الدموع من عينيها، ثم قالت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قد فرغ أجلنا وهلكنا. وفيما هي تتحدث مع القهرمانة، أقبلت جارية أخت الخليفة وقالت لها: إن مولاتي تدعوك إلى مجلسها، فقالت: سمعاً وطاعة. أما القهرمانة فأسرعت بالخروج محاولة الفرار والنجاة بنفسها.

ولما دخلت «نعم» على أخت الخليفة، لم تجد عندها غير جارية جميلة تجلس مطرقة، وأشارت أخت الخليفة إلى هذه الجارية قائلة لنعم: افتحي عينيك وانظري جيداً، كيف بالله لم تعرفي أنك واقفة وجها لوجه أمام سيدك ومولاك نعمة بن الربيع؟ تقدمي وسلمي عليه، فليس عليك ولا عليه خوف إن شاء الله تعالى!

لما سمعت «نعم» هذا الكلام من أخت الخليفة، اطمأن قلبها، وألقت بنفسها بين أحضان نعمة بعد أن عرفته، فعانقها عناق مشتاق، أضناه الفراق، ثم وقعا على الأرض مغشياً عليهما، فلما أفاقا قالت لهما أخت الخليفة: اجلسا حتى نتدبر في الخلاص من الأمر الذي وقعنا فيه. فقالا لها: سمعاً وطاعة والأمر لك، فقالت: والله لن ينالكما سوء قط.

ثم قالت لجاريتها: أحضري الطعام والشراب، وجلسوا جميعاً يأكلون ويشربون، ثم قال نعمة: ليت شعري بعد ذلك ما يكون؟ فسألته أخت الخليفة: يا نعمة هل تحب نعم جاريتك؟ فأجابها: يا سيدتي إن هواها هو الذي حملني على ما أنا فيه من المخاطرة بروحي. فقالت لنعم: وأنت هل تحبين سيدك نعمة؟ فقالت لها: يا سيدتي إن هواه هو الذي أذاب جسمي وغير حالي، فقالت أخت الخليفة: لا كان من يفرق بينكما، فقرا عيناً، وطيبا نفساً.

حكاية للخليفة

لما كانت الليلة الثالثة والأربعون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن نعمة بن الربيع لما ملأت له نعم قدحاً وناولته أياه، أخذه وشربه، ثم ملأت قدحاً آخر وناولته لأخت الخليفة فشربته، وأخذت العود فأصلحته وشدت أوتاره، وأنشدت على نغماته هذين البيتين:

غمّ وحزن في الفؤاد مقيمُ

وجوى تردد في حشاي عظيم

ونحول جسم قد تبدّى ظاهراً

فالجسمُ منيّ بالغرامِ سقيمُ

ثم ناولت نعمة العود فأخذه وأصلح أوتاره، وأنشد هذين البيتين:

يا مَن وهبتُ له روحي فعذَّبها

ورمت تخليصَها منه فلم أطقِ

أدرك بقية روح فيك قد تلفت

قبل الممات، فهذا آخر الرمقِ

ومضت ساعات وهم ينشدون الأشعار، ويشربون على نغمات الأوتار، وقد تملكهم الطرب والسرور ثم فوجئوا بالخليفة قد دخل عليهم، فلما وقعت عيونهم عليه، قاموا وقبلوا الأرض بين يديه، فنظر إلى «نعم» والعود معها، وقال لها: الحمد لله الذي أذهب عنك المرض، ثم التفت إلى نعمة وهو ما زال في ثياب النساء وقال لأخته: من هذه الجارية التي بجانب «نعم»؟ فقالت له أخته: يا أمير المؤمنين، هذه جارية تحبها نعم، ولا يلذ لها أكل ولا شرب إلا وهي معها.

فقال الخليفة: والله إنها مليحة مثلها، وفي غد أخلي لها مجلسا بجانب مجلسها وأنقل إليه جميع ما تحتاج إليه، ثم دعت أخت الخليفة بالطعام والشراب من جديد، وجلس الخليفة طالباً أن يسمع من نعم بعض الألحان، فأخذت العود بعد أن شربت قدحين، وأنشدت هذين البيتين:

إذا ما نديمي علني ثمَّ علّني

ثَلاثَ زُجاجاتٍ لهُنَّ هَديرُ

جعلتُ أجرُّ الذيلَ مني كأنني

عَلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ أميرُ

طرب الخليفة طربا شديداً، وأمرها أن تغني لحناً آخر، فشربت قدحاً، واهتزت فرحا ومرحاً، ثم داعبت بأناملها الأوتار، وغنت هذه الأشعار:

يا أشرف الناس في هذا الزمان ومن به العلا والنهى والمجد

تفتخـر

يا واحداً في الورى عدلاً ومكرمة

يا سيداً ماجداً في الكون مُشتهر

يا مالكاً لملوك الأرض قاطبة

تعطي الجزيل، ولا مَنٌ ولا ضجر

أبقاك ربي على كيد العدا أبداً

وزان طالعك الإقبال والظفــر

لما سمع الخليفة من نعم هذه الأبيات، قال: لله درك يا نعم، ما أفصح لسانك، وأوضح بيانك. ولم يزالوا في فرح وسرور إلى نصف الليل، ثم قالت أخت الخليفة له: يا أمير المؤمنين إني قرأت حكاية في بعض الكتب، أحب أن أقصها عليك. فسألها الخليفة: وما تلك الحكاية؟ فقالت له: يحكى يا أمير المؤمنين أنه كان في مدينة الكوفة، صبي يسمى نعمة بن الربيع، وكانت له جارية يحبها وتحبه، وقد تربت معه في بيت واحد...

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى اللقاء في حلقة الغد

دخل بوصفه جارية بحثاً عن حبيبة القلب وشقيقة الخليفة تعرفت إليه وسمعت قصته

شقيقة الخليفة تروي حكاية حب «نعم» و«نعمة» وتطلب رأي الخليفة في العقاب
back to top