لا يجوز الكذب لأجل أداء فريضة الحج

نشر في 22-05-2018
آخر تحديث 22-05-2018 | 00:00
No Image Caption
السؤال: يقوم بعض الناس بالكذب بشأن البيانات التي تطلب منهم من الجهات الرسمية، فيخبرون بغير الحقيقة من أجل السفر إلى الحج؟

المفتي: مفتي الديار المصرية شوقي علام.

الفتوى: يحرم التحايل والادلاء ببيانات كاذبة غير مطابقة للواقع وللحقيقة إلى الجهات الرسمية؛ سواء أكان للسفر للحج أم لقضاء أي مصلحة أخرى، وسواء أكان في بلده أم البلد الذي سيسافر إليه، والواجب التقيد بما رآه أولياء الأمر؛ لما في الكذب من تفويت المصلحة التي تَغَيَّاها الحاكم من سَنِّهِ القوانين، وهذا التحايل حرام؛ سواء كانت الحيلة جائزة في نفسها، أم كانت الحيلة نفسها حرامًا؛ بأن اشتملت على الكذب مثلا، فإن الحرمة تتأكد، ومن ذلك إحضار السائق مثلا لعقود وهمية مخالفة للحقيقة بأنه سبق له السفر والعمل كسائق بالبلد الذي سيذهب إليه، أو إخبار الحاج عن نفسه أنه لم يحج مِن قبل، أو أنه لم يحج في فترة محددة على خلاف الحقيقة، فكل ذلك لا يجوز؛ لاشتماله على الكذب أو الغش أو الخداع.

وكذلك لا يجوز التخلف بعد أداء الشعائر إذا مَنَعَ الحاكمُ ذلك.

ومن المقرر شرعا وجوب طاعة أولي الأمر والالتزام بما يصدر عنهم من قوانين ما لم تكن حرامًا مُجْمَعًا على حرمته؛ فقد أوجب الله عز وجل طاعة أولي الأمر بقوله: «يا أيُّها الذين آمَنوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمرِ مِنكم»، وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «السَّمعُ والطاعة على المَرء المسلم فيما أَحَب وكَرِهَ، ما لم يُؤمر بمَعصِية، فإذا أُمر بمَعصِيةٍ فلا سَمعَ ولا طاعةَ»، والأدلة على هذا كثيرة، والإجماعُ منعقد على وجوب طاعة أولي الأمر من الأمراء والحكام فيما لا يخالف الشرع الشريف.

ومِن جهة أخرى، فإن الكذب متفق على حرمته، ولا يرتاب أحد في قُبحه، والأدلة الشرعية على ذلك كثيرة؛ منها ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال «مِن علاماتِ المُنافِق ثلاثة: إذا حَدثَ كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمن خان»، فالكذب كله حرام إلا ما ورد الشرع باستثنائه، وهذه الصور المستثناة في بعض الأحاديث لا تُعَد مِن الكذب إلا على سبيل المجاز؛ منها ما أخرجه ابن أبي شَيبةَ والترمذي وغيرهما، واللفظ لابن أبي شيبه، عن أسماءَ بنت يزيد رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يَصلُحُ الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ: كَذِبِ الرجلِ امرأتَه ليُرضِيَها، أو إصلاحٍ بين الناس، أو كَذِبٍ في الحرب».

back to top