«عبرة شارع» بداية كلاسيكية... و«مع حصة قلم» شخصية مضطربة

«بلوك غشمرة» خارج التصنيف بمجموعة مشاهد كوميدية هدفها الإضحاك

نشر في 21-05-2018
آخر تحديث 21-05-2018 | 00:05
تباينت الانطلاقة الأولى للأعمال المشاركة في السباق الدرامي لهذا العام، ما بين مسلسلات استطاعت أن تلفت الانتباه، وأخرى اتبعت النهج الكلاسيكي.
تمر الأيام، وتتضح معالم الأعمال الدرامية المحلية، التي تتنافس هذا العام على تصدر المشهد. ومن خلال الحلقات الأولى، نتوقف عند بعض الملاحظات في "عبرة شارع"، و"مع حصة قلم"، و"بلوك غشمرة"، على اختلاف قوالبها الدرامية.

تكشف بدايات الأعمال الدرامية عن ملامح الفكرة، وأبرز الخطوط والتكوين النفسي للشخصيات، ورغم تطور أساليب الكتابة الدرامية على مستوى الوطن العربي، واتجاه أغلب الكتاب إلى الولوج مباشرة إلى قلب الحدث، واعتماد تقنية الفلاش باك، فإن بعض الكتاب في الكويت ينتهجون الأسلوب الكلاسيكي، من خلال استعراض ابطال العمل وعلاقاتهم الاجتماعية، قبل الدخول في صلب الأحداث.

مسلسل "عبرة شارع"، للفنانة سعاد عبدالله، ومن تأليف د. حمد الرومي، وللمخرج منير الزعبي، لا أجد سبباً لإهدار 45 دقيقة تقريبا هي مدة الحلقة الأولى في استعراض ابطال العمل وعلاقاتهم الاجتماعية، من خلال "ملجة" فاطمة!

غير ذلك يتميز المسلسل بحضور حشد من النجوم، استطاع المخرج الزعبي أن يضفي لمسته على أداء كل منهم بصورة جيدة، ولا أبلغ من الاشتغال على الشكل الخارجي والتكوين النفسي لكل شخصية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الفنانة سعاد عبدالله، التي تمثل بجميع ملامحها، وحتى في سكون جسدها تحمل نظراتها معاني عدة، كذلك الفنان جمال الردهان بدور طلال، والمتوقع ان يكون الحصان الأسود لشهر رمضان، خلال هذا العام.

حياة الفهد

على الجانب الآخر، جاءت إطلالة الفنانة حياة الفهد في "مع حصة قلم" مغايرة، ورغم البداية المختلفة للعمل، والتي انتهج فيها الكاتب الدوحان أسلوب الفلاش باك، لتصحبنا حصة التي تعاني من مرض النسيان المؤقت، على ما يبدو، إلى رحلة، لنتعرف كيف وصل بها الحال الى السجن. ورغم الإيقاع السريع للأحداث، بدءاً من الحلقة الأولى، فإن العمل شابه التأكيد، سواء على لسان حصة أو من حولها على أنها تعاني مرض النسيان، ولا اجد مبرر لذلك، فالمشاهد ذكي تكفيه الإشارة عن الإسهاب في العبارة.

من جهة أخرى، أزعم أن هناك خللاً في التكوين النفسي لشخصية حصة، فهل تعاني النسيان المؤقت أم أنها مريضة نفسيا، وتفاقم الامر معها بسبب تعنيف زوجها لها، وكيف لامرأة كانت تعاني هذه المعضلة، منذ شبابها كما جاء في الحلقة الأولى من خلال مشهد فلاش باك تتذكر من خلاله حصة، التي تعاني في الأساس النسيان، كيف كانت تتعامل مع أطفالها!

أزعم أن هناك خللاً في توصيل حالة حصة، وإن كان هذا الأمر وبعض أخطاء الراكور خصوصا في الحلقة الثالثة، عندما كانت حصة تسجل ملاحظاتها في دفتر كبير، لتأتي في مشهد آخر الخادمة وتمزق الورقة من دفتر آخر صغير في الحجم، لا تقلل من حجم المجهود المبذول في العمل من ناحية الفكرة التي تحمل بعدا إنسانيا استطاع الكاتب الدوحان أن يعالجه من خلال شخصية حصة، إلى جانب خطوط درامية أخرى تحمل حسا ساخرا، منها شخصية البخيل التي جسدها بإتقان مشاري البلام، والزوجة الشرسة عبير أحمد، بينما كانت بصمة عبدال كمخرج واضحة؛ إذ اعتمد على تنويع الكادرات واللوكيشنات.

خارج السرب

مسلسل "بلوك غشمرة" يغرد خارج سرب الأعمال الدرامية، على اختلاف قوالبها، بثيمة مختلفة تماما، فهو مجموعة مشاهد تقع في 12 دقيقة تقريبا لكل حلقة، الهدف منها الضحك فقط، ولا شيء آخر، وهو أمر لا ينتقص من جهود القائمين عليه، فأحد أهداف الفن الترفيه، ولا يشترط في كل عمل أن يناقش قضية أو يطرح فكرة واضحة، أسلوب قديم ومدرسة تميز فيها المخرج أحمد الدوغجي، بمعية الثنائي حسن البلام وعبدالناصر درويش؛ قرروا ثلاثتهم إحياء هذا اللون، بالاعتماد على مجموعة من الشباب المبدعين، وتضمنت الحلقات بعض مشاهد التقليد لشخصيات مؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي، قد نختلف أو نتفق حول قيمة العمل وقدرتهم على رسم الابتسامة على محيا الجمهور، ولكنها تبقى تجربة خارج التصنيف لم تضف ولن تنتقص من رصيد المشاركين فيها.

جمال الردهان الحصان الأسود في دراما رمضان وكل مخرج ترك بصمته التي تميز عمله
back to top