امرأة فرعون... شهيدة العشق الإلهي

نشر في 21-05-2018
آخر تحديث 21-05-2018 | 00:00
No Image Caption
آسية بنت مزاحم هي شهيدة العشق الإلهي، تركت حياة الرغد والنعيم، كونها زوجة الفرعون، وتحملت أقصى أنواع العذاب، ﻷنها آمنت بالله، فكرّمها بذكرها في القرآن الكريم، (سورة التحريم:11)، قال تعالى: «وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين».

يذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره، أيد الله بها موسى، فكانت عوناً له ضد بطش فرعون، وقال صلى الله عليه وآله وسلم، لعائشة وحفصة: «كونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم في الطاعة».

وقال الدكتور أبوبكر الجزائري في «أيسر التفاسير»، امرأة فرعون أي آسيا بنت مزاحم، آمنت بموسى، وقد جعلها الله مثلا للمؤمن الذي لا يضره قرابة الكافر، ولو كانت القرابة الزوجية وما أقواها.

ويذكر ابن كثير في «قصص الأنبياء»، أن امرأة فرعون حين رأت موسى الرضيع في التابوت، ألقى الله عليه منها محبة لم يلق منها على أحد قط، وأنقذته من الذبح، فأتت فرعون فقالت: «قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ»، فقال فرعون: يكون لك، فأما لي فلا حاجة لي فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: «والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون قرة عين له، كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها، ولكن حرمه ذلك».

وقال الطبري في «جامع البيان في تأويل القرآن»: كانت امرأة فرعون تسأل من غلب؟ فيقال: غلب موسى وهارون، فتقول: آمنت بربّ موسى وهارون. وكانت تعذّب بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة.

ويذكر فخر الدين الرازي في «مفاتيح الغيب»: بين الله تعالى حال المسلمين في أن وصلة الكافرين لا تضرهم، كحال امرأة فرعون ومنزلتها عند الله تعالى، مع أنها زوجة ظالم من أعداء الله تعالى، واسمها آسية بنت مزاحم، وقيل هي عمة موسى عليه السلام، آمنت به، فعذبها فرعون عذاباً شديداً بسبب الإيمان.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه وتدها بأربعة أوتاد، واستقبل بها الشمس، وألقى عليها صخرة عظيمة، فقالت «رب نجني من فرعون»، فرقى بروحها إلى الجنة، فألقيت الصخرة على جسد لا روح فيه.

قال الحسن: رفعها إلى الجنة، تأكل فيها وتشرب.

وقيل: لما قالت «رَبّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ» رأت بيتها في الجنة يبنى لأجلها.

وذكر القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن»: «قيل: هذا حث للمؤمنين على الصبر في الشدة، أي لا تكونوا في الصبر عند الشدة، أضعف من امرأة فرعون، حين صبرت على أذى فرعون».

back to top