حوافز أوروبية ـ روسية ـ صينية لدفع إيران إلى تنازل سياسي

• ظريف للنواب: اتفاقية مكافحة الإرهاب لا تؤثر على دعم «محور المقاومة»
• كازرون... سجن كبير

نشر في 21-05-2018
آخر تحديث 21-05-2018 | 00:04
نواب إيرانيون خلال جلسة مجلس الشورى أمس     (ارنا)
نواب إيرانيون خلال جلسة مجلس الشورى أمس (ارنا)
عرض دبلوماسيون من أوروبا والصين وروسيا اتفاقا جديداً على إيران للحد من برنامجها للتسلح الصاروخي ونفوذها في المنطقة مقابل الحصول على حوافز مالية واقتصادية، بينما حولت سلطات الأمن الإيرانية مدينة كازرون إلى سجن كبير وقيدت الدخول والخروج منها لمواجهة الاحتجاجات الشعبية والمواجهات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
في وقت يترقب العالم إعلان الولايات المتحدة خريطة طريق جديدة لمواجهة سياسات النظام الإيراني، كشفت تقارير أمس أن دبلوماسيين من أوروبا والصين وروسيا سيناقشون اتفاقا جديدا يعرض على إيران الحصول على حوافز اقتصادية ومساعدة مالية لتقليص برنامجها الصاروخي والحد من تدخلاتها في دول المنطقة.

ونقلت صحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية عن مصادر رفيعة بالاتحاد الأوروبي، أن المسؤولين سيجتمعون في فيينا خلال الأيام المقبلة تحت قيادة الدبلوماسية الكبيرة بالاتحاد الأوروبي، هيلغا شميد، لمناقشة الخطوات التالية بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الثامن من مايو الحالي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات اقتصادية عليها.

وذكرت الصحيفة أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ستشارك في الاجتماع لكن الولايات المتحدة ستغيب عنه، ولم يتضح ما إذا كانت إيران ستشارك، خصوصاً أنها رفضت في السابق دعوات للحد من برنامجها الصاروخي.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي كبير قوله: "علينا الابتعاد عن اسم اتفاق فيينا النووي، وإضافة بعض العناصر، هذا فحسب سيقنع الرئيس ترامب بالموافقة على رفع العقوبات مرة أخرى".

وجاء الكشف عن التوجه الجديد بالتزامن مع زيارة يقوم بها المفوض الأوروبي للطاقة ميغيل ارياس كانيتي إلى طهران لطمأنة قادتها إلى أن الاتحاد متمسك بتطبيق الاتفاق النووي رغم الانسحاب الأميركي.

موت وطمأنة

وقدم أمس كل من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير الاقتصاد مسعود كرباسيان وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني ومساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي تقريرا عن مباحثات انقاذ الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية والانضمام لمعاهدة مكافحة تمويل الإرهاب المعروفة بـ"TFC" إلى مجلس الشورى (البرلمان).

ونقل نائب إيراني عن وزير الخارجية، إشارته إلى أن "انضمام إيران إلى اتفاقية مواجهة تمويل الإرهاب لن يشكّل عقبة في دعم محور المقاومة".

خريطة جديدة

وعشية أول خطاب رسمي لوزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو، أعلن مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، براين هوك، أن بومبيو، سيطرح في خطابه، خريطة طريق جديدة للتعامل مع إيران.

وقال هوك خلال مؤتمر أن الوزير سيقدم بشكل أساسي خريطة طريق دبلوماسية لتحقيق بنية أمنية جديدة وإطار أمني أفضل، وذلك في أعقاب الانسحاب من الاتفاق النووي.

كما أوضح باقتضاب أن الاستراتيجية الجديدة تهدف إلى إجراء تنقيحات للاتفاق النووي تعالج المخاوف بشأن الصواريخ البالستية الإيرانية، وإذكاء إيران الحروب الأهلية في المنطقة وخصوصاً سورية واليمن، وتحسين نظام التفتيش على المنشآت النووية.

إصرار وردع

وفي وقت غادرت شركات عالمية كبيرة في مقدمتها توتال الفرنسية السوق الإيرانية لتفادي العقوبات الأميركية أعلنت وزارة الطاقة الإندونيسية أنها تواصل مباحثاتها حول تطوير حقل المنصوري النفطي في إيران أمس.

وجاء الإصرار الإندونيسي رغم أن القوانين الأميركية المطبقة خارج الحدود تسمح بردع الشركات الأجنبية المتعددة الجنسية عن القيام بأعمال تجارية مع بلد أو كيانات تستهدفها العقوبات الأميركية، كما تكشف مسألة إيران.

احتجاجات كازرون

في سياق منفصل، قامت الأجهزة الأمنية في إيران بطلب من مدعي عام محافظة فارس بمحاصرة مدينة كازرون ومنع الخروج منها والدخول لها دون تصريح مسبق وعملت على قطع اتصالات الهواتف الجوالة والانترنت بالمدينة.

وايد مدعي عام محافظة فارس تقرير "الجريدة" التي انفردت بنشر العدد الدقيق للقتلى والجرحى في اشتباكات مساء الأربعاء بين المحتجين وقوات الأمن في المدينة.

وأفاد بعض أهالي المدينة الذين استطاعوا الخروج من المدينة أن السلطات اعتقلت المئات من الناشطين الذين تظاهروا أمام مديرية المحافظة وقاموا بحرق مخفر الشرطة.

وادعت السلطات أن المتظاهرين قاموا بالاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد بمخازن المخفر ومخازن التعبئة العامة "الباسيج" المجاورة وبررت محاصرتها لمنع تهريب الأسلحة التي يمكن أن تستخدم في أعمال معادية لقوى الأمن داخل المدينة أو خارجها.

وإثر ادعاء الشرطة قام المدعي العام بالأمر بمحاصرة المدينة واعتقال جميع الذين شاركوا في الاحتجاجات عبر التدقيق في الكاميرات العامة بالمدينة وأمر شرطة المرور بتسليم تسجيل كاميراتها إلى لجنة تحقيق بأحداث الشغب للتحري.

وأمر المدعي العام قوات "الحرس الثوري" و"الباسيج" بمساندة قوات الشرطة في استكمال حلقة المحاصرة للمدينة وتمشيط المزارع والأراضي المحيطة بالمدينة.

إضافة إلى ذلك أفاد أهالي المدينة بأن الشرطة تقوم بتمشيط المدينة واقتحام المنازل وتفتيشها للعثور على الأسلحة المفقودة وتم تسليم عدد كبير من المعتقلين إلى أجهزة استخبارات "الحرس الثوري".

رسمياً، قال قائم مقام كازرون إبراهيم استوار ميمندي أن الهدوء والاستقرار عاد إلى المدينة، مضيفاً أن السلطات عقدت عدة اجتماعات مع ممثلي الأهالي للحفاظ على الاستقرار حيث عادت الحياة اليومية إلى طبيعتها.

وجاءت الاحتجاجات التي أسفرت عن سقوط 3 قتلى في المدينة إثر اعتراض الأهالي على قرار يقضي بفصل منطقتي تشنار شاهيجان وكوهمره نودان من مناطق كازرون وتأسيس مدينة جديدة تُدعي تشنار شاهيجان.

ونشر ناشطون، أمس الأول، لقطات مصورة تؤكد حجم المواجهات الضارية المستمرة بين مئات المحتجين وقوات الأمن في جنوب إيران منذ أيام عدة، والتي دعمها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الأول.

على صعيد منفصل، أعلنت السلطات في مدينة كرمنشاه وفاة سبعة أشخاص وإصابة 316 آخرين اثر تسممهم بسبب تناولهم نبات الفطر السام الذي ينمو في البرية.

back to top