عبد الله البري يتجوَّل 40 يوماً تحت البحر (5 - 30)

نشر في 21-05-2018
آخر تحديث 21-05-2018 | 00:04
 توقفنا في الحلقة السابقة من هذه الليالي العربية المدهشة، عند الليلة الخامسة والثلاثين بعد الأربعمئة، التي تروي جزءاً من قصة «عبد الله البري وعبد الله البحري»، بعدما عيَّن الملك الأول وزير ميمنة له، وزوَّجه من ابنته، وجعله خليفة له من بعده، وصارت أموره على أفضل نحو مدة عام، إلى أن التقى صديقه عبد الله البحري عند الشاطئ، كما هو معتاد بينهما، إذ يعطيه البري الفاكهة التي يحبها ويأخذ منه الجواهر التي يأتي بها عبدالله البحري من تحت البحر... وفي هذه الحلقة نستكمل القصة.
لما كانت الليلة السادسة والثلاثون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن عبد الله البري ظل على هذه الحال سنة كاملة، عمّ فيها العدل والخير أنحاء المملكة، واشتهر أمره في جميع الممالك، فصار ملوكها يتقربون إليه بمختلف الهدايا، فيهدي إليهم ما يبهرهم من أنواع الجواهر التي يجلبها من البحر كل يوم.

ثم اتفق في ذات يوم أنه ذهب إلى البحر حيث قابل صديقه عبد الله البحري، وفي خلال حديثهما جاء ذكر الحج وزيارة الروضة النبوية الشريفة، فقال له عبد الله البحري: هنيئاً لكم يا أهل البر المسلمين، أنكم تستطيعون الحصول على هذا الشرف العظيم، فتسافرون إلى هذه الأراضي الطاهرة المقدسة، وتنعمون بجوار قبر الرسول الكريم. أما نحن أولاد البحر من المسلمين فلا نقدر على ذلك، لأننا لا يمكننا أن نعيش خارج البحر أكثر من ساعة.

ثم سأل صديقه عبد الله البري: ألم تعتزم أداء فريضة الحج وزيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام؟ فقال له: عزمت على الحج والزيارة في هذا العام إن شاء الله تعالى، وثق يا أخي بأنني لن أنساك، وسأذكرك هناك، وأدعو لك بكل خير، اعترافاً بما لك عندي من الجميل.

اقرأ أيضا

فقال له عبد الله البحري: ما دام الأمر كذلك، فأنا أدعوك إلى زيارتي في البحر، حيث تمضي معي أياماً تتفرج فيها على عجائبه الكثيرة التي لا تحصى، وأعطيك مقداراً كبيراً من الجواهر التي لها قيمة كبيرة عند أولاد البر، وليس لها أية قيمة عند أولاد البحر. كذلك أحملك أمانة تؤديها عني حينما تصل بسلامة الله إلى الروضة النبوية الشريفة.

قال له عبد الله البري: أنت تعلم يا أخي أنني من أولاد البر، ولا قدرة لي على العيش تحت الماء مثلكم. عندئذ، ضحك عبد الله البحري وقال له: نعم أنا أعلم ذلك يا أخي، ولكني سأتيك قبل ذلك بدهان تدهن به جسمك فتستطيع أن تبقى تحت الماء كما تشاء، وهذا الدهان لا يعرفه أحد غيرنا، ونحن نستخرجه من كبد نوع من السمك اسمه الدندان، حجم السمكة منه مثل حجم الفيل عشر مرات، وهو أقوى مخلوقات البحر وأخطرها علينا، وفي استطاعته أن يبتلع عشرة منا مرة واحدة.

زيت كبد «الدندان»

لما سمع عبد الله البري ذلك الوصف، ارتجف بدنه من الخوف، وقال لصديقه عبد الله البحري: أخشى أن يصادفني وأنا عندكم في البحر ذلك الدندان الذي حدثتني عنه، فيبتلعني والعياذ بالله. فقال له عبد الله البحري: لا تخف يا أخي فلن يكون عليك أي خطر من الدندان إذا صادفك في البحر، لأنه هو نفسه لا يخاف شيئاً مثلما يخاف من بني آدم، بل نحن أولاد البحر لا يمكننا التخلص منه إلا بواسطة بني آدم، وذلك أن كل واحد منا يحرص خلال تنقلاته تحت الماء على أن يكون معه أثر لآدمي، فإذا صادفنا الدندان في الطريق، فإنه ما يكاد يشم رائحة هذا الأثر حتى يركن إلى الفرار، وإلا قضت عليه هذه الرائحة فوراً، ولذلك عندما نريد صيده لاستخراج ذلك الدهان من كبده، نضع له طعماً نأخذه من جثة غريق آدمي، فإذا دخل الطعم في جوفه قتله لساعته واستولينا عليه.

وقبل أن يفترق الصديقان، اتفقا على التعجيل بهذه الزيارة، وحددا اليوم التالي موعداً لها. فلما رجع عبد الله البري إلى قصره، بعث بالجواهر التي جاء بها من البحر إلى الخزائن، ثم أخبر الملك وأهل بيته بأنه يعتزم القيام برحلة لا يصحبه فيها أحد، وقد يغيب فيها عنهم مدة أسبوع أو أسبوعين، وطلب إليهم ألا يقلقوا لغيابه. وفي صباح اليوم التالي ودّعهم وخرج وحده إلى البحر كعادته، فوجد صديقه عبد الله البحري في انتظاره، ومعه دهان كبد الدندان، فدهن به جسمه، ثم نزل معه إلى البحر ومشى تحت الماء، وهو يتعجب غاية العجب لاستطاعته المشي والرؤية بسهولة تامة، وكأنه يمشي على البر لا تحت الماء!

وفيما هو يتفرج على ما تكشَّف له من عجائب البحر، سمع ضجة عظيمة، ورأى عدداً كبيراً من مخلوقات البحر المختلفة بين صغيرة وكبيرة وهي تتزاحم هاربة إلى جحورها بأقصى سرعتها، والتفت إلى صديقه عبد الله البحري ليسأله عن السبب، فقال له وهو يرتجف: الحمد لله الذي ساقك إلينا في هذا الوقت، فلولا ذلك لهلك كثير منا، لأن هذه الضجة التي تسمعها سببها أن جماعة كبيرة من الدندان قامت بغارة مفاجئة على منطقتنا هذه، ولكنها ستشم رائحتك متى اقتربت من هنا، فتهرب مسرعة، أو تقتلها الرائحة، وقد شهدت آخر غارة لها علينا منذ 20 سنة، وكنت يومئذ ما زلت صبياً ناشئاً، ولكني لم أنس ما ألحقته بنا من الأخطار والأضرار، إذ قلَّ من استطاع النجاة من خطرها في ذلك الحين.

وما أتم عبد الله البحري كلامه، حتى اشتد الموج من حولهما، ثم ظهر بالقرب منهما حيوان عجيب الشكل كأنه جبل عظيم يسبح في البحر، ثم ما لبث أن اضطرب وأخذ يدور حول نفسه، ثم سقط إلى قاع البحر بلا حراك، وبعد قليل ظهر حيوان آخر مثله ولقي مثل مصرعه، ثم ظهر حيوان ثالث لكنه سرعان ما رجع من حيث أتى وهو يطلق صرخة عظيمة، تلتها صرخات كثيرة من حيوانات مثله، واستمر البحر في هياج شديد مدة من الزمان، ثم سكن الموج وساد الهدوء أنحاء البحر، وعادت مخلوقاته المختلفة الأخرى إلى الظهور خارجة من مخابئها، وأخذت ترقص ويقبل بعضها بعضاً، متبادلة التهنئة بالنجاة من ذلك الخطر الداهم العظيم!

وما لبث النبأ أن شاع في مملكة البحر بأن سبب النجاة من ذلك الخطر هو وجود ضيف آدمي عند عبد الله البحري، ووصل النبأ إلى مسامع ملك أولاد البحر المسلمين، فأرسل إلى عبد الله البحري يدعوه وضيفه الآدمي إلى زيارته في مقر ملكه، فلم يسعهما إلا تلبية الدعوة.

هناك لقي عبد الله البري من الملك البحري المسلم كل ترحيب وإكرام، وأمر بأن ينزل في ضيافته 40 يوماً، يتفرج خلالها على جميع ما تضمنته مملكته الشاسعة من عجائب لا تُحصى ولا تُعد، ولا مثيل لها في روعتها وجمالها وغرابتها.

فرح للميت وعزاء للمولود

لما كانت الليلة السابعة والثلاثون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد، أن عبد الله البري أمضى 40 يوماً في ضيافة ملك أولاد البحر المسلمين، شاهد خلالها كل أنواع مخلوقات البحر، ووقف على طباعها وعاداتها في أفراحها وأحزانها، وطعامها وشرابها، وحربها وسلمها، وعند انتهاء الضيافة سأله الملك، هل أعجبك ما رأيت عندنا؟ فقال له عبد الله البري: رأيت أكثر من ألف مدينة، أهل كل منها لا يشبهون أهل غيرها. فضحك الملك وقال له: عجائب البحر ومخلوقاته شيء عظيم جداً، وأنت ما رأيت إلا شيئاً بسيطاً منها، لأن رؤيتها كلها تستغرق ألف سنة أو أكثر.

ثم أمر له بجزيرة كبيرة من الزمرد، وأمر أعوانه بأن يقتلعوها من جذورها في أعماق البحر، وينقلوها إلى الشاطئ في مملكة عبد الله البري، وودعه أحسن وداع، طالباً منه أن يذكره بخير عندما يحج إلى بيت الله الحرام، ويزور قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.

بعد ذلك، أبى عبد الله البحري أن يترك عبد الله البري إلا بعد أن ينزل في ضيافته الخاصة 40 يوماً أخرى.

وهناك في بيته عرفه إلى زوجته وأولاده، وكانوا في أول الأمر يعجبون من شكله، لا سيما أنه لا ذيل له مثل أولاد البحر، ويضحكون من ذلك قائلين له: هل أنت وحدك أزعر أم الآدميون كلهم كذلك؟ فيضحك لضحكهم، ويتبسط معهم في الحديث، حتى إذا انتهت مدة الضيافة التي حددها عبد الله البحري، وهي 40 يوماً، وحان وقت رجوع عبد الله البري إلى بلاده وأهله، بكى أهل صديقه كلهم بكاء شديداً، وتعلقوا به لا يريدون أن يفارقهم أبداً، فقال لهم: لا تحزنوا فإني لن أنساكم ولا بد من زيارتكم من حين إلى حين.

لما كانت الليلة الثامنة والثلاثون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد أن عبد الله البري بينما كان في طريقه إلى البر مع صديقه عبد الله البحري، صادفا في طريقهما احتفالاً عظيماً فيه غناء ورقص وسماط كبير ممدود، فيه من كل أنواع السمك التي هي وحدها طعام أهل البحر، فلما رآهما المحتفلون، دعوهما إلى مشاركتهم في فرحهم. وأراد عبد الله البري أن يعتذر من عدم استطاعته قبوله هذه الدعوة، خصوصاً أنه كان ملّ أكل السمك الطري، بعدما ظل 80 يوماً وهو لا يتناول طعاماً غيره، ولكن عبد الله البحري قال له: لا يليق بنا أن نتخلف عن المشاركة في هذا الاحتفال العظيم، لأنه أقيم لمناسبة وفاة كبير من أهل المحتفلين، ولا بد من أنك تعلم أن التقاليد تقضي بتوديع الميّت بالفرح والسرور، كما تقضي باستقبال المولود بالبكاء والعويل!

لما سمع عبد الله البري ذلك، تعجَّب غاية العجب، وقال له: تقاليدنا على عكس ذلك، فنحن نستقبل المولود بالفرح والابتهاج، ونودع الميت بالبكاء والنحيب، فبدا الغضب والأسف في وجه عبد الله البحري، وقال له: هل أنتم كذلك حقاً؟ إنكم لا تعرفون الله حق معرفته، ولو كنتم تعرفونه ما جزعتم من لقائه!

وبعدما أمضيا بعض الوقت مع المحتفلين بموت عميدهم، استأذنا في الانصراف، ولم يزل عبد الله البحري يسير مع صديقه عبد الله البري، إلى أن أوصله إلى الشاطئ الذي جاء منه، وهناك دله على الموضع الذي نقلت إليه جزيرة الزمرد التي أهداها إليه ملك المسلمين البحريين، وقال له: الآن يا صديقي أودعك إلى غير لقاء، لأن نفسي لا تطمئن إلى مباشرة من يفرحون بالحياة الدنيا الفانية، ويبكون جزعاً من لقاء الله والخلود عنده في الحياة الآخرة الباقية. ثم سلم إلى عبد الله البري صرة فيها ملابسه البرية، وتركه يرتديها على الشاطئ، ورجع هو إلى البحر حيث اختفى تحت الماء، وكان ذلك آخر ما بينهما من لقاء.

أما عبد الله البري، فرجع إلى عمله وزيراً عند الملك، وروى له ولأهل بيته كل ما وقع له في رحلته تحت الماء من أولها إلى آخرها، وبعد أن قام بالحج والزيارة، ورجع إلى المملكة، نقل جزيرة الزمرد شيئاً فشيئاً إلى مخازن خاصة أعدها لذلك، ولم يزل يبيع منها ومن الجواهر التي جلبها من البحر، وينفق عن سعة على مملكته إلى أن حضرته الوفاة بعد أن عمّر طويلاً، فأوصى بأن يدفن عند الشاطئ الذي كان يلتقي فيه صديقه عبد الله البحري، وما زال قبره معروفاً هناك حتى الآن.

«الحجاج» والجارية «نعم»

لما كانت الليلة التاسعة والثلاثون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، إنه كان في مدينة الكوفة رجل من وجوه أهلها، يقال له الربيع بن حاتم، وكان كثير المال، ومرفه الحال، وقد رزق ولداً سماه «نعمة الله». بينما هو ذات يوم في سوق النخاسين إذ رأى جارية تُعرض للبيع، ومعها وليدة لها بديعة الحسن، فأشار إلى النخاس الذي يبيعهما وقال له: بكم هذه الجارية وابنتها؟ فقال النخاس: هما بخمسين ديناراً. فقال له الربيع: اكتب العقد وهذا هو الثمن كي تسلمه لمولاها، ثم دفع له المال وفوقه أجر دلالته، وتسلم الجارية وابنتها، ومضى بهما إلى بيته حيث سلمها إلى زوجته وهي ابنة عمه، فقالت له: يا ابن العم ما هذه الجارية؟ فقال لها: اشتريتها رغبة في هذه الصغيرة التي على يديها، وأرى أنها إذا كبرت فلن يكون في بلاد العرب والعجم مثلها في الجمال. فالتفتت زوجته إلى الجارية وسألتها: ما اسمك واسم ابنتك؟ فقالت: اسمي توفيق يا سيدتي، واسم ابنتي سعد. فقالت لها: سعدت وسعد من اشتراك، ثم قالت لزوجها: ولدنا اسمه نعمة فما رأيك في أن نسمى هذه الجارية الصغيرة باسم «نعم» ؟ فقال الربيع: لا بأس بذلك.

ثم إن الصغيرة «نعم»، تربت مع «نعمة الله بن الربيع» في مهدٍ واحد، إلى أن بلغا من العمر 10 سنين، وكان كل شخص يراهما يعجب بجمالهما وأدبهما وظرفهما، وكان يدعوها بقوله لها: يا أختي، وهي تدعوه بقولها له: يا أخي. ثم أقبل الربيع على ولده نعمة يوماً وقال له: يا ولدي ليست نعم أختك، بل هي جاريتك، وقد اشتريتها لك وأنت في المهد فلا تدعها بأختك من اليوم. فقال نعمة لأبيه: ما دام الأمر كذلك فأنا أجعلها محظيتي، فوافق والده كما وافقت والدته على ذلك!

وأحب نعمة بن الربيع محظيته حباً جماً، وبادلته هي مثل هذا الحب، ثم مضت تسعُ سنين وهما على هذه الحالة، ولم يكن في الكوفة من هي مثل «نعم» في كمال حسنها وظرفها، وقد حفظت القرآن والعلوم، وأتقنت الغناء والعزف على آلات الموسيقى، وفاقت جميع أهل عصرها في ذلك كله.

وفيما هي جالسة في يوم من الأيام مع سيدها نعمة بن الربيع وقد شربا حتى اكتفيا، أخذت العود وشدت أوتاره، وأنشدت هذين البيتين وهي تعزف عليه:

إذا كُنتَ لي مولى أعيش بفضله

وسيفاً به أفني رقاب النوائب

فما لي إلى زيد وعمرو شفاعة

سواك إذا ضاقت عليّ مذاهبي

فطرب نعمة طرباً عظيماً، ثم قال لها: زيديني من ألحانك الجميلة، فعزفت وغنت هذه الأبيات:

وحياة من ملكت يداه قيادي

لأخالفن على الهوى حسَّادي

ولأعصين عواذلي وأطيعكم

ولأهجرن تلذذي ورقادي

ولأجعلن لكم بأكناف الحشا

قبرا ولم يشعر بذاك فؤادي!

فقال لها نعمة: لله درك يا نعم!

بينما هما في أطيب عيش، سمع الحجاج الثقفي والي المدينة بأمرهما، فقال لنفسه: لا بد من أن أحتال لآخذ هذه الجارية «نعم»، وأرسلها إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، فليس في قصره مثلها في طيب غنائها وظرفها، ثم دعا إليه بعجوز قهرمانة وقال لها: امضي إلى دار الربيع بن حاتم، واحتالي لإحضار الجارية «نعم»، التي لا يوجد على وجه الأرض مثلها، فقالت له العجوز: سمعاً وطاعة. ثم لبست ثوباً من الصوف ولفت حول رقبتها سبحة حباتها ألوف، وأخذت في يدها عكازاً وركوة يمانية، وسارت في طريقها وهي تقول: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولم تزل في تسبيح وابتهال، وقلبها ملآن بالمكر والاحتيال، حتى وصلت إلى دار نعمة بن الربيع عند صلاة الظهر، وقرعت الباب، ففتح لها البواب، وقال لها: ما تريدين؟ فقالت: أنا فقيرة من العابدات، أدركتني صلاة الظهر، وأريد أن أصلي في هذا المكان المبارك، فقال لها البواب: هذه دار نعمة بن الربيع وليست بجامع. فقالت له: إن دار نعمة بن الربيع هي أصلح مكان لقهرمانة من قصر أمير المؤمنين خرجت طالبة العبادة والسياحة. فقال لها البواب: لا أمكنك من أن تدخلي، وكثر بينهما الجدال، فتعلقت به العجوز وقالت له: هل يمنع مثلي من دخول دار نعمة بن الربيع، وأنا أدخل دور الأمراء والأكابر؟

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى اللقاء في حلقة الغد

ظهور الآدمي يمثل خطراً قاتلاً على سمك «الدندان» الذي يعادل حجم الواحدة منه حجم الفيل عشر مرات

دُهن بزيت كبد الدندان ليبقى تحت الماء كما يشاء ويحضر الاحتفالات والعزاء
back to top