«الوطني»: عدم يقين يحيط بعرض النفط المستقبلي

«مستقبل الإنتاج الإيراني بات موضع شك بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي»

نشر في 21-05-2018
آخر تحديث 21-05-2018 | 00:04
No Image Caption
قال «الوطني» إن مستقبل الإنتاج النفطي الإيراني بات موضع شك، بعد أن أعلن ترامب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الدولي، مضيفاً أن أميركا ستعيد فرض عقوبات مالية على طهران. ويعتبر هذا التصريح مهماً، خاصة أن إيران هي رابع أكبر منتج للنفط في العالم حالياً.
طغت أسعار النفط على العناوين الأسبوع الماضي مع بلوغ خام برنت عتبة 80 دولارا للمرة الأولى منذ 2014. وقد شهدت أسعار النفط ارتفاعا بطيئا، لكن ثابتا، في السنتين الأخيرتين بفضل الخفض المنظم لإنتاج النفط الذي قامت به «أوبك» وروسيا. ولكن بعض العوامل الأخرى ساعدت في الفترة الأخيرة على ارتفاع أسعار النفط بحدة، ويرجع ذلك بشكل رئيس إلى إيران وفنزويلا.

فحسب تقرير أسواق النقد الأسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني، بات مستقبل الإنتاج النفطي الإيراني موضع شك، بعد أن أعلن ترامب انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الدولي، مضيفا أن أميركا ستعيد فرض عقوبات مالية على إيران.

ويعتبر هذا التصريح مهما، خاصة أن إيران هي رابع أكبر منتج للنفط في العالم حاليا. وباعتبار أن الطلب سيبقى عند المستوى ذاته، فإن أسعار النفط قد تستمر في الارتفاع، كتأثير مباشر لتراجع العرض. وإضافة إلى ذلك، فإن صادرات خام فنزويلا على وشك الانخفاض إلى ما دون 1 مليون برميل يوميا، ليزيد ذلك من القلق حيال محدودية العرض القادم. ففي خلال السنة الماضية فقط، تراجعت مبيعات النفط إلى الخارج في فنزويلا بنسبة 40 في المئة.

بيانات اقتصادية صينية متباينة

أظهرت البيانات الصادرة من الصين أن الاستثمار ومبيعات التجزئة كانا أضعف من المتوقع في أبريل، وإلى تراجع في مبيعات المساكن. وأثّر ذلك سلبا على توقع اقتصاد الصين، حتى مع محاولة واضعي السياسات تفادي مخاطر الدين ونزع فتيل نزاع تجاري حام مع أميركا. وذكرت البيانات أيضا أن استثمار الأصول الثابتة نما بأبطأ وتيرة له منذ 1999، وأن وتيرة مبيعات التجزئة تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر، مما يشير إلى أن تباطؤا طال انتظاره في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يكون حصل أخيرا حتى مع ارتفاع الحمائية التجارية.

وعلى صعيد الصرف الأجنبي، ارتفع الدولار الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له في 6 أشهر مقابل سلة من العملات. واستفاد الدولار من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، وكذلك من ارتفاع عائدات الخزينة التي ارتفعت بعد أن عكس ترامب رأيه تماما تجاه العلاقات التجارية مع الصين، وتعهد بمساعدة مؤسسة ZTE الصينية للتكنولوجيا «للعودة إلى العمل بسرعة»، بعد أن أوقفها الحظر الأميركي عن العمل.

وغرّد ترامب على موقع «تويتر» بأن «الصين خسرت عددا كبيرا جدا من الوظائف. وتم الإيعاز لوزارة التجارة لإنجاز الأمر!»، مما رفع الآمال بنهاية وشيكة للحرب التجارية. وبلغ العائد على سندات الخزينة الإسنادية ذات مدة 10 سنوات 3.12 في المئة خلال الأسبوع، وهو العائد الأعلى في 7 سنوات.

المؤشرات الأميركية

بخصوص الاقتصاد الأميركي، أشارت البيانات الرسمية إلى أن إنتاج المصانع ارتفع في أبريل. وأظهرت البيانات أيضا أن التقييمات الجديدة للتصنيع ولإجمالي الإنتاج الصناعي أظهرت نموا أقل في الأشهر السابقة مما كان يعتقد. ويعقب التقرير استطلاع لمديري المصانع نشر في بداية هذا الشهر وأظهر تباطؤا في نشاط المصانع الأميركية، مع تذمر المصنعين من ارتفاع أسعار السلع.

وفي الوقت نفسه من جانب المستهلك، ارتفعت مبيعات التجزئة باعتدال في أبريل، إذ إن ارتفاع أسعار البنزين أعاق الإنفاق التقديري. وبالرغم من أن النمو كان معتدلا وبلغ 0.3 بالمئة في أبريل وأعقب ارتفاعا نسبته 0.8 بالمئة في الشهر السابق، فإنه يشير إلى أن العائلات تنفق بحرية أكبر بعد فترة التراخي في بداية السنة.

ويرجع ذلك إلى بلوغ البطالة أدنى مستوى لها منذ فترة الازدهار الاقتصادي التي جاءت نتيجة التكهنات حول شركات الإنترنت بين 1995 و2000، وكذلك نتيجة ارتفاع الأجور. ويعتقد المحللون أن هذه البيانات ستبقي مجلس الاحتياطي الفدرالي على مساره في البرنامج التدريجي لرفع أسعار الفائدة.

السياسة الإيطالية

بالرغم من أن اليورو أظهر بعض الزخم الإيجابي بداية الأسبوع، فقد تراجع بعد ذلك. وأرخت السياسة الإيطالية بظلالها على اليورو في منتصف الأسبوع، مع صدور تقارير بأن حركة «خمس نجوم» المناهضة للحكومة وتجمع أقصى اليمين (ليق) يخططان للطلب من البنك المركزي الأوروبي محو 250 مليار يورو من الدين الإيطالي، وذلك بحسب مسودة لبرنامج تحالف يعمل عليها الحزبان.

وتدعو الوثيقة أيضا إلى إعادة التفاوض على مساهمات إيطاليا في ميزانية الاتحاد الأوروبي، ووضع نهاية للعقوبات ضد روسيا، وخطط للتخلص من إصلاح برنامج التقاعد الذي تم في 2011، والذي رفع سن التقاعد.

وبالرغم من تراجعها عن رغبتها بالانسحاب من العملة الموحدة، فإن الأحزاب التي ستشكل البرلمان الإيطالي المستقبلي هزت الأسواق، إذ تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر عند 1.1747.

بيانات الأجور البريطانية

في بريطانيا، ارتفع الأجر الأساس، الذي يستثني العلاوات، بنسبة 2.9 في المئة مع تجاوزه معدل التضخم للمرة الأولى في أكثر من سنة. وبقيت البطالة عند أدنى معدل تاريخي لها في 43 سنة عند 4.2 في المئة. ولكن مجموع الدخل تراجع إلى 2.6 في المئة مع عدم احتساب علاوات ديسمبر الضخمة. وبالتالي شهدنا ارتفاع احتمالات رفع أسعار الفائدة في أغسطس بشكل هامشي لتصل إلى 49 في المئة.

الجنيه المتقلب

على صعيد الصرف الأجنبي، شهد الجنيه الإسترليني أكبر تقلّب ضمن العملات الرئيسة. فقد تراجع الجنيه يوم الثلاثاء إلى ما يقارب أدنى مستوى له في 5 أشهر، مع ارتفاع الدولار بحدة بفضل البيانات الاقتصادية القوية. وخلال الأسبوع، أفاد تقرير لصحيفة التلغراف بأن بريطانيا ستبلغ الاتحاد الأوروبي باستعدادها للبقاء في الاتحاد الجمركي إلى ما بعد 2021. ولكن بعد ذلك، رفض مصدر في مكتب رئيسة الوزراء هذا التقرير، ليبقى بذلك وزراء تيريزا ماي في مأزق بخصوص اتفاق مستقبلي مع الاتحاد. وأنهى الجنيه الأسبوع متراجعا عند مستوى 1.3471.

أستراليا: لا تغيير في السياسة النقدية

أشارت محاضر اجتماع البنك المركزي الأسترالي إلى عدم وجود سبب لرفع أسعار الفائدة هذا الشهر مع استمرار التضخم دون المعدل المستهدف. ويعتقد البنك المركزي أيضا أنه من الأرجح أن يبقى التضخم منخفضا مستقبلا بسبب النمو الضعيف للأجور.

وبالرغم من أن مجلس احتياطي أستراليا يتوقع أن يكون التحرك القادم هو رفع أسعار الفائدة، فإنه لا يشعر بأن هناك «سببا قويا» لتعديل السياسة النقدية في المدى القريب. وقدّم نائب محافظ المجلس المزيد من الإيضاح حول موقف البنك المركزي، قائلا إنه «إذا استمر الاقتصاد بالتطور كما هو متوقع، من الأرجح أن يكون رفع أسعار الفائدة ملائما في وقت ما». وأضاف أيضا أنه «مع ذلك، لا يرى المجلس حاليا سببا قويا لتعديل سعر الفائدة في المدى القريب». وإضافة إلى ذلك، دعمت البيانات الصادرة هذا الأسبوع رأي المجلس مع تسجيل نمو الأجور ارتفاعا نسبته 2.1 في المئة مقارنة بسنة مضت، وهو مستوى قريب من أدنى المستويات على الإطلاق.

مبيعات التجزئة ارتفعت باعتدال في أبريل وأعاق ارتفاع أسعار البنزين الإنفاق التقديري رغم أن النمو كان معتدلاً وبلغ 0.3٪
back to top