هابيل.. أول ولي لله يراق دمه

نشر في 17-05-2018
آخر تحديث 17-05-2018 | 00:00
No Image Caption
يعد هابيل أول ولي لله عزوجل على وجه الأرض، حيث قضى حياته عابداً لله عله يفوز بالقبول والقرب من جديد، بعد أن عاين جزاء مخالفة أبيه آدم لأمر الله تعالى وطرده وذريته من الجنة.

جاءت قصة ابني آدم والتي ذكرت مرة واحدة في القرآن الكريم (سورة المائدة:27- 31) مثلاً لحب الله تعالى والحرص على طاعته، ولو تمت التضحية بالروح، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلاً، فخذوا بخيرهما، ودعوا شرهما".

والقصة كما ذكرها أصحاب التفاسير، تحكي عن قتل قابيل لأخيه هابيل بعد إصرار الأول على رفض الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى بأن يتزوج كل منهما توأمة الآخر، لأن قابيل أراد أن يستأثر بتوأمته، لأنها كانت الأجمل، فنصحهما آدم بأن يقدم كل منهما قربانا، ومن يتقبل منه تزوجها، وكان القبول من نصيب هابيل، فغضب قابيل وازداد حسدا وسخطا، وقال: لأقتلنك، فقال هابيل: إنما يتقبل الله من المتقين، ولن أقاتلك، وإن كنت أشد منك وأقوى. وهذا يدل على خلق حسن، وخوف من الله تعالى، وتورع أن يقابل أخاه بالسوء.

واختلف في طريقة القتل، فقيل: ضربه بحديدة، وقيل: قتله بصخرة رماها على رأسه وهو نائم، وقيل: خنقه خنقاً شديداً.

واختلف في مكان القتل، فقيل بمكة، وقيل بدمشق، وقيل في الهند، وقيل بالبصرة في موضع المسجد الأعظم.

وقال عبدالله بن عمرو: "وايم الله، إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إليه يده!".

وذكر ابن كثير أن بجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، مشهورة بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها.

قال ابن عباس: "قابيل رأس الخطيئة من الإنس، وهو أول من يساق من الآدميين إلى النار".

وقد ذكر الحافظ بن عساكر في ترجمة أحمد بن كثير -وقال إنه كان من الصالحين- أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر وهابيل، وأنه استحلف هابيل أن هذا دمه فحلف له، وذكر أنه سأل الله تعالى أن يجعل هذا المكان يستجاب عنده الدعاء، فأجابه إلى ذلك، وصدقه في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إنه وأبا بكر وعمر يزورون هذا المكان في كل يوم خميس، والله أعلم.

back to top