الصدر يلوّح باستبعاد حلفاء إيران... وسليماني في بغداد

طهران تحاول تشكيل «الكتلة الأكبر» من العامري والعبادي والمالكي وحزب الطالباني

نشر في 16-05-2018
آخر تحديث 16-05-2018 | 00:03
عراقي يرفع صورة الصدر في ساحة التحرير ببغداد مساء أمس الأول (رويترز)
عراقي يرفع صورة الصدر في ساحة التحرير ببغداد مساء أمس الأول (رويترز)
رسم رجل العراق القوي، بعد الانتخابات الأخيرة، مقتدى الصدر، صورة للمفاوضات التي سيجريها لتشكيل حكومة جديدة، ملوحاً بوضوح إلى نيته استبعاد حلفاء إيران، من الحكومة الجديدة. جاء ذلك، بينما وصل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني إلى بغداد، والتقى بعض القوى السياسية، لبحث مرحلة ما بعد الانتخابات.
بعدما طالب العراقيون بـ"التغيير" وبـ"وجوه جديدة" في السلطة، من خلال الانتخابات التي جرت السبت الماضي، وبعد فرز الأصوات وحلول تحالف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أولا، تلاه ائتلاف فصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري المقرب من إيران؛ يبدو أن الأمور تتجه لأن يقرر الصدر شكل الحكومة المقبلة.

ولكن عراق ما بعد صدام شكّل نظامه السياسي بشكل معقد يفرض قيام تحالفات برلمانية، لمنع عودة الديكتاتورية والتفرد بالحكم.

وعقب كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة أغلبية، وليس بعيدا أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين المجموعات البرلمانية.

لكن يبدو أن المفاوضات الجديدة ستكون معقدة، وسط توتر قائم بين واشنطن وطهران، بفعل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني.

والإيرانيون يتذكرون دائما المواقف العدائية لسليل آل الصدر، المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع، وآخر تلك المواقف زيارته إلى السعودية، عدو إيران اللدود. وبحسب مصادر سياسية، بدأ الإيرانيون بالفعل اجتماعات مع مختلف الأطراف، متجنبين مقتدى الصدر.

تغريدة الصدر

من جهته، نشر الصدر بيانا، مساء أمس الأول، عبر "تويتر"، لمح فيه من خلال اللعب على الكلام إلى نية التعاون، ذاكرا أسماء الكتل التي لا مانع لديه من التحالف معها، مستبعداً في ذلك أي تحالف مع قوائم "الفتح" التابعة لميليشيا الحشد الشعبي برئاسة العامري، و"دولة القانون" التي يترأسها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والاتحاد الوطني الكردستاني التابع للرئيس الراحل جلال الطالباني.

وقال الصدر، في تغريدته، (إننا "سائرون" بـ "حكمة" و"وطنية" لتكون "إرادة" شعبنا مطلبنا، ونبني "جيلا جديدا"، ولنشهد "التغيير" نحو الإصلاح، وليكون "القرار" عراقياً، فنرفع "بيارق النصر"، ولتكون "بغداد" العاصمة "هويتنا"، وليكون "حراكنا الديمقراطي" نحو تأسيس حكومة أبوية من "كوادر" تكنوقراط لا تحزب فيها).

وأشارت التغريدة إلى نية الصدر التحالف مع تيار الحكمة، الذي يرأسه عمار الحكيم، وائتلاف الوطنية برئاسة أياد علاوي، وكتلة إرادة التي ترأسها حنان الفتلاوي.

كما عبر في التغريدة عن نيته التحالف مع حراك الجيل الجديد الذي يترأسه رجل الأعمال الكردي الشاب شاسوار عبدالواحد، بالإضافة إلى كتلة التغيير الكردية، ومع تحالف القرار العراقي الذي يرأسه رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي.

كما ينوي التحالف مع قائمة بيارق الخير التي يتزعمها وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، وتحالف النصر الذي يرأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتحالف بغداد برئاسة محمود المشهداني، وحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني.

وختمت التغريدة نية الصدر بأن تكون كتلة الكفاءات التي يرأسها هيثم الجبوري ضمن تشكيلة التحالف التي ينشدها الصدر.

سليماني

وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وصل إلى بغداد، وبدأ اجتماعات مع قيادات فصائل مقربة من ايران، لبحث كيفية مشاركة هذه الفصائل في مفاوضات تشكيل حكومة جديدة واحتمالات نسج تحالفات.

وأشار المصدر إلى أن الهدف الأساسي لسليماني إقناع زعماء تحالف الفتح هادي العامري وائتلاف دولة القانون نوري المالكي وتحالف النصر حيدر العبادي وحزب الاتحاد الوطني الكردساني (الطالباني) لتأسيس تحالف انتخابي يشكل الكتلة الأكبر، التي يحق لها اختيار رئيس الوزراء.

وكان الصدر قال قبل الانتخابات إنه ربما يرشح محافظ ميسان القيادي في التيار الصدري علي دواي لمنصب رئيس الوزراء القادم.

ويصف مراقبون عراقيون الداوي بأنه شخصية متواضعة وبسيطة، لكنه تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة وحوّل منطقة العمارة التي كانت تعاني من خدمات سيئة الى منطقة نموذجية.

السبهان يرد

وعلق وزير الدولة لشؤون الخليج العربي والسفير السعودي السابق لدى العراق، ثامر السبهان، على تغريدة الصدر، مقدماً للعراق تهانيه على إنجاز الانتخابات النيابية.

وقال السبهان في تغريدته: "فعلاً أنتم سائرون بحكمة ووطنية وتضامن، واتخذتم القرار للتغيير نحو عراق يرفع بيارق النصر باستقلاليته وعروبته وهويته، وأبارك للعراق بكم".

آخر النتائج

إلى ذلك، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، مساء أمس الأول، عن النتائج الأولية لستة محافظات جديدة، مرجئة نتائج آخر محافظتين مع نتائج توزيع المقاعد ستعلن فيما بعد.

وقال المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحافي إن محافظة نينوى سجلت نتائج غير متوقعة بتصدر ائتلاف "النصر" برئاسة العبادي لعدد الأصوات فيها، تلاه "الديمقراطي الكردستاني" المدعوم من مسعود البارزاني، ثم القائمة "الوطنية" بزعامة أياد علاوي.

وعاد تحالف "سائرون" المدعوم من الصدر ليتصدر محافظتين جنوبيتين هما ميسان والنجف، تلاه الفتح بزعامة هادي العامري والنصر بزعامة العبادي.

أما محافظتا السليمانية وأربيل في إقليم كردستان العراق، فقد تصدر الأولى "الاتحاد الوطني الكردستاني" ثم "التغيير"، وبعده "الجيل الجديد"، في حين تصدر الثانية "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ثم "الاتحاد الوطني الكردستاني" ثم "الجيل الجديد".

وفي محافظة صلاح الدين تصدر تحالف "قلعة الجماهير" الذي يتزعمه المحافظ أحمد عبدالله النتائج، ثم "تحالف الفتح"، ثم "تحالف الوطنية" بزعامة أياد علاوي، وبعده تحالف النصر. وبذلك أصبح معلنا 16 محافظة ولم يتبق سوى محافظتين هما كركوك ودهوك.

back to top