رياح وأوتاد: عائد من أميركا

نشر في 14-05-2018
آخر تحديث 14-05-2018 | 00:09
 أحمد يعقوب باقر نحو أربعة أسابيع قضيتها متجولاً في عدة ولايات أميركية، وكعادتي أحاول رصد ومقارنة بعض ما يدور حوله الجدل في الكويت بالسؤال والمناقشة في دولة يعد اقتصادها أقوى اقتصاد في العالم.

العمل منذ ساعات الصباح الأولى يملأ الشوارع والمحلات والمطاعم والجامعات في تنوع عرقي كبير، يقوم القطاع الخاص فيه بالدور الأساسي والكبير خصوصا في سان فرانسيسكو، وكأنك في ورشة دولية كبيرة لا ينغص انسجامها إلا منظر المشردين الذي لا يكاد شارع أو زقاق يخلو منهم، وتجد العشرات منهم في الطريق الواحد ينقبون في الزبالة وينشرونها أمام أرجل المارة، ففي هذا المجتمع المنتج الذي يعمل كالآلة لا تجد من يطالب بجني المال دون أن يعمل وينتج كالآخرين، ومن لا يعمل فقد يكون هذا مصيره.

الجامعات "غير المضروبة" مثل خلايا النحل فيها الشابات والشبان يسارعون الخطى في الأروقة والمكتبات وحتى في المقاهي المجاورة والمقابلة للكليات تجدهم منكبين على الكمبيوترات والكتب، تنافس أعدادهم رواد مدن الملاهي والحدائق.

في جامعة بيركلي المشهورة حيث يمضي أحد أبنائي تفرغاً علمياً التقينا بأحد الأساتذة الكبار، وهو المنسق بين جامعة بيركلي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكان يستعد للتقاعد، فسألته عن سن التقاعد في أميركا، فقال إنه لا يقل عن 65 عاما، وإنه يدفع شهريا 20% من راتبه لمؤسسة أو صندوق التقاعد، وأضاف أن مجموع ما يدفعه من ضرائب مع التأمينات يصل إلى 50% من راتبه حسب قوانين كاليفورنيا.

مواقف السيارات في ميامي وسان فرانسيسكو وسان دييغو مكلفة جدا، وتصل قيمة الساعة الواحدة إلى عشرين دولارا أو أكثر، وليس المواقف فقط، بل كل شيء الفندق مثلا يضيف إلى فاتورتك عدة ضرائب للمدينة والولاية وغيرهما، وعندما تشتري حذاءً بمبلغ 120 دولاراً تدفع مع الضريبة 155 دولاراً، حتى المتاحف تتقاضى أيضاً مبالغ على دخول الكبار والأطفال.

الضرائب على الأثرياء يتناقل الناس فيها قصصاً خيالية بخصوص حجمها ومحاولات التهرب منها ودقة وكفاءة مؤسسة الضريبة التي أوقعت تجارا كبارا ورياضيينا مشاهير.

الخلاصة: زرت الولايات المتحدة الأميركية مرات عديدة، وفي كل مرة أجد أشياء، أحمد الله على عدم وجودها عندنا، وفي كل مرة أيضاً أجد أشياء من الممكن أن نتعلم منها الكثير.

رسالة الى القائلين بوجود سجناء الرأي في الكويت:

بعد لقائي التلفزيوني مع الإعلامي القدير أحمد الفضلي اختلف معي بعض الإخوة، وكتب يؤكد وجود سجناء الرأي في الكويت، ومنهم النائب عمر الطبطبائي، وحتى لا يكون خلافنا مثل حوار الطرشان أرجو منهم تزويدي بنسخ من الأحكام النهائية الباتّة الصادرة بسجن أصحاب الرأي، بشرط أن يكون "رأيا مجردا" تم سجن كاتبه أو قائله دون أن يحتوي هذا الرأي على سبّ أو شتيمة أو قذف أو تعريض بالدين أو بالذات الإلهية أو الأنبياء أو الصحابة أو صاحب السمو الأمير، مع الأخذ بعين الاعتبار قرار المحكمة الدستورية بشأن العمل العدائي الذي تطرقت إليه في اللقاء المذكور، عندها سأقف مؤيداً لهم.

back to top