التسييس الخليجي لسلامة المفاعلات

نشر في 12-05-2018
آخر تحديث 12-05-2018 | 00:05
سيكون مناسباً أن تتعامل دول الخليج مع إيران بواقعية أكثر عبر إبعادها «سلامة المفاعلات» عن التسييس والصراع، وذلك للعمل معها على ضمان تحسين سلامة تلك المفاعلات التي تواجه بعض التحديات، كقدرتها على تحمل الزلازل وكفاءة مشغليها.
 حمد الدرباس ليس على دول الخليج العربية أن تتخذ موقفاً محايداً أو متطرفاً من مسألة البرنامج النووي الإيراني، بل عليها أن تجد لنفسها مكاناً في هذه المفاوضات على اعتبار أن مفاعل بوشهر القريب من هذه الدول قد اشتغل بكامل طاقته، ولإيران طموحاتها في التوسع في بناء المفاعلات في المنطقة ذاتها، ولذلك سيكون من المناسب لو أن دول الخليج قد تعاملت مع إيران بواقعية أكثر من خلال استبعاد مسألة السلامة في المفاعلات عن التسييس وعن الصراع مع هذه الجارة الأزمة! بل العمل معها قبل غيرها على ضمان تحسين ظروف السلامة في هذه المفاعلات التي تواجه بعض التحديات، منها مدى قدرة تلك المفاعلات على تحمل مخاطر الزلازل ومدى كفاءة المشغلين ومستوى تنفيذ برامج الصيانة، خصوصاً في ظروف غياب أي جهة إيرانية رقابية مستقلة عن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

أضف إلى ذلك وضوح التهور الإيراني من خلال تضارب التصريحات المتعلقة بالسلامة، حيث صرح مسؤولون إيرانيون بأن وكالة الطاقة الذرية الدولية ستراقب السلامة في المفاعلات الإيرانية، وفنّدت الوكالة الدولية هذه المزاعم بتأكيدها أنها غير مسؤولة، وأن مسؤولية السلامة في المفاعلات تقع على عاتق إيران، كما هي الحال في البلدان الأخرى، مما يدل على أن هنالك استهتاراً غير مسؤول في مسألة السلامة.

هذه الظروف تحتم على دول الخليج العربية العمل على ضمان أكبر قدر من السلامة، ودون وقوع كارثة من وزن الكوارث التي وقعت في مفاعلات تشيرنوبل وفوكوشيما وجزيرة الأميال الثلاثة، فيجب ألا تعزل دولنا نفسها دون أن تبادر إلى اتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن المزيد من الأمن لسكان المنطقة.

back to top