جيل الغش والبكش

نشر في 12-05-2018
آخر تحديث 12-05-2018 | 00:06
 حمدة فزاع العنزي يحمل فوق رأسه سلة ويتجول بها بين الحارات لعله يجد مشترياً أو متفرجاً على بضاعته التي يحملها معه.. وفي إحدى المرات حمل في سلته "البكشة" كما تسمى في اللهجة العامية، بقايا الدواب، حملها على رأسه وسار كعادته، لكنه في هذه المرة شعر بدفء وحرارة ما سال على جبينه مما حمل... هذا هو حال طلبتنا هذه الأيام بعد القرارات التي أصدرها وزير التربية د. حامد العازمي، ومنها قرارات تخص الشهادات الوهمية وحامليها ومحاربة وكر الغشاشين والمغششين.

في الغرب يحارب الغش وفي الشرق يحارب الغش، وفي الوطن يشجع الغش، هل لأن الوطن ومستقبل أبنائه رخيص وليس له أهمية، أم أن هناك من يسعى إلى تزوير نتائج التعليم ومستوياته؟ بإصداره قرارات الغش والتدوير، أوجع الوزير الكثير من مروجي الغش وتجاره.. فكيف يتم هذا التدوير وقد تم الاتفاق المسبق على تضبيط أمور الطلبة وتغشيشهم، عفواً توضيح وتبيان السؤال لهم، حتى لا يغتاظ منا المديرون ويتوجعوا من هذه العبارة... فقد تم التعارف على أن الموجهين يوصون على معارفهم، والمعلمين يوصون، والمديرين يوصون، والتجار يوصون، أما الفقراء الذين لا معارف لهم ولا أقارب فلا يوصي عليهم أحد، وذلك حتى يحصل ذوو الدم المخملي على أعلى النسب والدرجات للحصول على البعثات وأفضل التخصصات التي لا يمكثون فيها طويلا، بل يتهاوون سريعاً إلا من عصمته أموال عائلته فيشتري رضا الدكاترة ويشتري راحته بسرعة الوصول إلى الورقة التي يكتب عليها الخريج فلان بن فلان الغشاش.. أقصد "المتفوق" ليكمل المسيرة من بعد ذلك بشراء شهادته العليا، ويحصل على أعلى المراكز والمناصب ليكون المدير على رأس الطالب الذي لم يوصَ به... فلهذا انزعج الكثيرون من القرارات التي اتخذها الوزير، ولكن هل اتخذ الوزير الحيطة والحذر بألا تتم التوصية والوصول إلى المديرين المدوَّرين بين الثانويات؟

للعلم... الغش ليس فقط بتوفير معلم أو معلمة توصل الإجابة إلى الموصى عليه، بل أيضا حين يتم تفتيش الطالب ولا يتم التدقيق عليه لاستخراج السماعات وتوابعها من وسائل الغش (أقصد المساعدة)، لذا ستثور الثوائر وتدور الدوائر وتعود ريما إلى عادتها القديمة، ويتم توصية المديرين الجدد بواسطة من هم أعلى منصباً ومن لهم صولات وواسطات في المجال التربوي... لذا نرى أن هذا التحريض على التظاهر والاعتصام أمام مكتب الوزير جاء حتى يتم ثنيه عما اتخذه من قرارات، فهم يتوقعون الانصياع والخضوع لأصوات تحركها أهواء الغير وأطماعهم، وذلك بوضع الوزير داخل دائرة التوجيه لما يطلبه الساعي إلى مصالح المتسلقين مقابل تحقيق مآربه.

"البكشة" التي حملها بعض الطلبة مع واسطة خفيفة جاءت على غير المتوقع والمأمول، لذا خرت على رؤوسهم وجاءت الصاعقة بقرارات صائبة، ولكن من يتمتع بواسطات ودعم قوي لا أتوقع خرير البكشة التي يحملها.

back to top