إطراء

نشر في 11-05-2018
آخر تحديث 11-05-2018 | 00:05
 دانة الراشد للكلمة الطيبة أثر جميل وصدىً يمتد فترات طويلة، نحن في أمسّ الحاجة إلى سماع هذه الكلمات الرقيقة في عالم شديد الهجوم والانتقاد ويصعب إرضاؤه، فلا تبخل بكلماتك الطيبة على من حولك من أحباب وأصدقاء، وتذكّر أن الإيجابية قد تساهم في تشجيعهم ونموهم أكثر من النقد وإن كان بنّاءً، وليكن إطراؤك صادقاً وبسيطاً دون أجندة خفية وغاياتٍ سرية، ولتكن النية الوحيدة منه الدعم ونشر المحبة، فالإطراء الحقيقي بكل بساطة هو ملاحظة الجيد والجميل فيمن حولك.

لاتخف... صدقني لن يصيبهم الغرور! فقد تكون كلماتك سبباً في استمراريتهم في العمل والإنجاز عندما يكونون على هاوية الاستسلام، أو سبباً في إدخال السعادة على قلوبهم في هذا الزمن القاسي، ولو لبضع دقائق، وغض النظر عمّا لا يعجبك، ولا تبدِ رأيك فيه إلا إذا سُئِلت عنه، وإن كان ولا بد، فليكن الرفق سبيلك، وقدّم لهم النقد في السر كما كنت ستتمنى لو كنت مكانهم، فنحن نعاني تخمة الانتقاد! ولتكن لديك الدرجة الكافية من الوعي والتعاطف لمعرفة نقاط ضعف وحساسية من حولك كي لا تفرط في الضغط عليها، سيقيك ذلك الكثير من المشاكل وسوء التفاهم، ويحفظ ماء وجه الطرفين. يجب أن نتخلص من ذلك الشعور المقيت بأحقية أن نقرر للناس ماذا يفعلون وكيف يفكرون وماذا يلبسون، ونستبدل به الحرية والتفهم اللذين يسمحان للناس أن يكونوا كما يشاؤون.

الإطراء الحقيقي فنّ لا يتقنه سوى القلة، ذلك لأن الأذن تتوق إلى الإطراء الحقيقي الصادق وتميزه بين زحام الكلام الزائف، يخطو الطفل خطواته الأولى وسط أجواء الدعم والتشجيع، وينمو النبات في البيئة المحبة، إذاً فلتكن كلماتنا كقطرات الماء التي تروي الزروع، وليكن حضورنا كالنسمة الباردة الخفيفة على من حولنا.

* «إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمرّ من الصبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها نبت بعضها». (لقمان الحكيم).

back to top