يظنون أنهم وطنيون

نشر في 11-05-2018
آخر تحديث 11-05-2018 | 00:06
 غازي لطيف الشعارات التي تُردد في هذا الزمن حبر على ورق بل قلم بلا حبر، فمن غير المعقول أن يصبح الولاء لهذا الوطن ضعيفا لهذه الدرجة، فنرى من يخرج علينا ملمحا بولائه إلى دول غير دولته، وآخر يرى أن الوطن ملكا خاصا له، مثل هؤلاء لم يضعوا لهذا الوطن أي اعتبار للتعايش، وكأن الكويت حقبة زمنية وتنتهي، وتناسوا أن هذا الوطن يتسع للجميع.

ومن هؤلاء من لبس ثياب التحرر أو الانتماء الطائفي، سواء تحت عباءات دول الغرب وعاداتها، أو تحت عباءة الأديان ودولها، أو تحت عباءة المنشأ والأصل، وسرعان ما تناسوا هذا الوطن المعطاء الذي لو نظروا إليه من خارج قُطر الدائرة لوجدوه واحةً تضم الجميع، لكن الخلل فيمن يتمسك بهذه الأفكار ونشرها أو التلميح بها.

‫ فأهل الحريات تناسوا أن الحرية مكفولة للجميع دون المساس بحقوق الآخر، وأهل الطاعات تناسوا أن لهم كامل الحرية في معتقداتهم، وأن الوطن أصلاً شريعته الإسلام الذي هو مصدر من مصادر التشريع للدولة، وأهل المنبع تناسوا أن هذه الأرض أصبحت أرضهم، ويأكلون من خيراتها وثرواتها وعليهم واجبات ولهم حقوق.

أما أولئك الذين يظنون أنهم وطنيون، وأن الولاء خلق لهم وليس لغيرهم، وأنهم شعب الله المختار، فهم من ساهموا في تمزيق الوطنية والتعايش، وولاؤهم الحقيقي للثروة والتقرب من السلطة، وهم من يمزقون المجتمع وكل بذرة خير فيه.

‫حان الوقت للتصدي لهم باسم الوطنية والتعايش، فالولاء متى ما جُعل لأحد دون أحد أو لمجموعة دون غيرها يعتبر جريمة بحق الوطن.

نقطة آخر السطر:

الولاء سلعة باهظة الثمن لا تجُنى بالمال بل بالتضحية لأجل الوطن سواء بالنفس أو بالإخلاص في العمل أو بحفظ كرامة هذا الوطن المعطاء، أو بالحفاظ على ثرواته، فالولاء الحقيقي يكون بالأفعال لا الأقوال وما أكثرها للأسف!!

back to top