نداء إلى الخرانق الأفاضل

نشر في 10-05-2018
آخر تحديث 10-05-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي يُحكى أن ثعباناً ضخماً، أخضر اللون، حاد الذكاء، لديه قدرة هائلة على التسلل إلى كل مكان في الغابة بسهولة مذهلة، والتلون بالألوان المناسبة لكل بيئة يلج فيها، وقدرة على التبسم في وجوه الأرانب إلى حين الاقتراب منها، استطاع التهام عدد كبير من الأرانب، وإشعال المعارك بين الأرانب ذاتها، فصارت بعض الأرانب تدافع عنه، وتنفذ مخططاته على شقيقاتها الأرانب الأخرى، وتمعن في التنكيل بخرانقها (صغار الأرانب، ومفردها خِرْنق).

هذا، في حين أن الأرانب سمينة مترفة، لكن عقولها ملوثة مشوشة، ترى المجد في الصراع الداخلي، وتستقوي كل أرنب على شقيقاتها. أعمتها النعمة فظنت كل أرنب أنها تستطيع العيش في الغابة بمفردها، عبر التحالف مع حيوانات من فصائل أخرى تبغضها وتزدريها.

انقسمت الأرانب إلى قسمين؛ قسم مع الثعبان الضخم، وقسم استنجد بضبعة خسيسة من طرف الغابة، تكره الأرانب أكثر من كره الثعبان لها، وتطمع في الأرانب أكثر من طمع الثعبان فيها. فجاءت الضبعة تهرول بأقصى سرعتها، واشترطت التهام بعض الأرانب قبل الهجوم على الثعبان، فتهيأ لها ذلك، فالتهمتها بسرعة، ثم اعتلت هضبة عالية وصرخت في وجه الثعبان: يا ويلك ويا سواد ليلك! في حين تصرخ بقية الحيوانات الأصيلة: يا ويل الخرانق ويا سواد ليلها مما هو آت.

وها هي كل أرنب تجمع خرانقها خلفها وتختار طريقاً من طريقين؛ إما أن تتبع الضبعة وتضع فيها كل ثقتها، أو تتبع الثعبان وتضع فيه كل ثقتها، لكنها لا تفكر في الاتحاد والتجمع على قلب أرنبٍ واحد كي تصنع لنفسها هيبة في الغابة.

ملاحظة: حاولت أن أختار حيواناً آخر بدلاً من الأرنب كي أصف العرب به، فما وجدت. فلا بارك الله في الضبعة ولا في الثعبان، ولا في الأرانب الغبية.

ملاحظة أخرى: لم يحكِ أحد هذه الحكاية.

back to top