للمرة الأولى بعد صدام... رئيس وزراء شيعي يفوز بأصوات سُنية

نشر في 08-05-2018
آخر تحديث 08-05-2018 | 00:11
حيدر العبادي
حيدر العبادي
كان العراقيون يتندرون في الأعوام الماضية بشخص افتراضي من الأنبار ذات الأغلبية السنية، يترشح في النجف ذات الأغلبية الشيعية، وتعبيراً عن أمله بالفوز فإنه يكتب في دعايته الانتخابية عبارة «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم»؛ لتبرير دخوله انتخابات النجف، في مشهد كان يصور عمق الانقسامات حينذاك.

إلا أن انتخابات الشهر الجاري ستفسد هذه الطرفة، إذ تشهد تحولاً جديداً لمتغيرات عميقة تعصف بالعراق منذ الصدمة التي أحدثها تنظيم داعش واجتياحه البلاد صيف ٢٠١٤، ونجاح العراقيين في التعامل مع دعم دولي نادر لإعادة بناء المؤسسة العسكرية، وتحقيق مستوى استقرار لم يكن متاحاً منذ سقوط صدام حسين.

وفي مناخ جديد خيّم على مرحلة ما بعد «داعش»، بات وجود قوائم المرشحين التابعة لأحزاب شيعية في منطقة مختلفة مذهبياً، أو العكس، أمراً معقولاً جداً، وهو إذ يبدو كمحاولة بناء نفوذ داخل المنطقة المنافسة مذهبياً، كما في حالة الميليشيات المقربة من طهران، والتي تريد التوغل في المدن السُّنية، فإنه في أحيان أخرى يحاول إرساء قواعد شراكة مقبولة بين أجنحة معتدلة من مختلف الطوائف والقوميات، مما أنتج قوائم مرشحين بارزة عابرة للطائفية والقومية.

ويتصدر ذلك جهود بذلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي نجح في تقديم مرشحين في كل مدن العراق، لأول مرة منذ سقوط صدام حسين، ورئيس الوزراء السابق إياد علاوي، الذي كان سباقاً إلى تأسيس كتل عابرة للتخندقات منذ ٢٠٠٥، ورجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي أنهى خلافاً قديماً بين النجف اليمينية والحزب الشيوعي، وأنتج شراكة تبدو واعدة بين العلمانية والدين في تكتل يحسب له حساب مهم اليوم.

ولعل أهم نتيجة لهذا المناخ المغاير انحسار الجدل الطائفي لأول مرة في الانتخابات العراقية، إذ باتت القضية الأهم في الحملات هي إثبات مَن هو المرشح الداعم للسلام مقابل مَن يدعمون الكراهية، ويعرقلون الإصلاح السياسي.

back to top