كيف تتفادى حصى الكلى؟

نشر في 07-05-2018
آخر تحديث 07-05-2018 | 00:01
No Image Caption
تشيع مشكلة حصى الكلى بين الرجال أكثر بنحو الضعف مقارنةً بالنساء. ولكن ثمة خطوات بسيطة تساعدك على تفادي تشكله.
إذا اختبرت يوماً خروج حصى الكلى مع البول، فلن تنسى هذه التجربة مطلقاً. ولا شك في أنك ستبذل قصارى جهدك لتتجنب تكرارها. ولكن إن لم تمر بهذه المعاناة سابقاً، وتواجهها لأول مرة، فتوقّع ألماً مبرحاً يتركّز وسط منتصف ظهرك إلى أسفله يحدث غالباً على شكل موجات تدوم كل منها من 20 دقيقة إلى ساعة. ويستمر الوضع على هذه الحال إلى أن تخرج الحصى أخيراً من الجسم مع البول.

من المؤسف أن فرص الإصابة بحصى الكلى تزداد مع التقدم في السن. يذكر الدكتور بريان إيسنر، الذي يشارك في إدارة برنامج حصى الكلى في مستشفى هارفارد العام: «حصى الكلى أكثر شيوعاً بين الرجال، مقارنةً بالنساء. وفي حالة نصف مَن عانوا هذه المشكلة، تعاود الأخيرة الظهور بعد 10 إلى 15 سنة، إذا لم يتبع المريض إجراءات وقائية».

المنشأ

تتشكّل حصى الكلى عندما تتركز مواد معينة، مثل الكالسيوم، والأوكسالات، وحمض البوليك، بنسب كافية لتشكّل بلورات في الكليتين، تنمو وتتحول إلى كتل أكبر (أو حصى) تنتقل في المسالك البولية.

يتألف نحو 80% إلى 85% من حصى الكلى من الكالسيوم. أما الباقي، فيتكوّن من حمض البوليك. ويصيب هذا النوع الأخير من الحصى مَن يملكون معدلات حموضة متدنية في البول.

تحدد عوامل كثيرة مَن يعانون حصى الكلى. وتتربع العادات الغذائية على رأس قائمة هذه العوامل، التي تشمل أيضاً التاريخ العائلي وحالات مثل ارتفاع ضغط الدم، والداء السكري، والسمنة، ومرض الأمعاء الالتهابي.

بعد تشكّل الحصى في الكليتين، قد تتحرك من موضعها وتنتقل إلى الإحليل، حيث تعوق تدفق البول. نتيجة لذلك، يعاني المريض نوبات من الألم الحاد، خصوصاً في الخاصرة (ألماً في جانب الجسم بين المعدة والظهر)، ويترافق أحياناً مع دم في البول، وغثيان، وتقيؤ. ومع عبور الحصى من الإحليل إلى المثانة، قد تؤدي إلى عملية تبول متكررة، أو ضغط في المثانة، أو ألم في الأربية والخصيتين.

يوضح الدكتور إيسنر: «إذا عانيت أياً من هذه الأعراض، فاستشر طبيبك، الذي سيُخضعك على الأرجح لتحليل بول وتصوير للكلى بالموجات ما فوق الصوتية، أو تصوير للبطن بالأشعة السينية، أو تصوير مقطعي بغية التأكد من أن حصى الكلى تشكّل حقاً مصدر الألم، فضلاً عن تحديد العدد والحجم».

العبور

يستغرق عبور حصى الكلى عادةً بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر. تعبر الحصى التي تتراوح طولها بين مليمترين وأربعة مليمترات من تلقاء ذاتها في 75% من الحالات، في حين أن الحصى بطول خمسة إلى ستة مليمترات تعبر من دون أي تدخل في 50% من الحالات. أما إذا كان طولها 10 مليمترات أو أكثر، فلا تعبر من تلقاء ذاتها إلا في 10% من الحالات.

تساعدك مسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين (Tylenol)، أو الإيبوبروفين (Advil)، أو النابروكسين (Aleve)، في تحمّل الإزعاج الناشئ عن عبور حصى الكلى. كذلك قد يصف لك الطبيب نوعاً من حاصرات بيتا يؤدي إلى استرخاء عضلات الإحليل ويسهّل مرور الحصى بسرعة أكبر ويحد من الألم الذي يسببه.

ولكن إذا اشتد الألم أو كانت الحصى أكبر من أن تعبر من تلقاء ذاتها، فمن الضروري عندئذٍ إزالتها جراحياً بتنظير الإحليل. يمرر الطبيب منظاراً صغيراً (جهازاً مزوّداً بأنبوب طويل يحمل في رأسه كاميرا صغيرة جداً وأدوات أخرى) عبر المثانة وصولاً إلى الإحليل، حيث يفتت الحصى بالليزر ويزيل أجزاءها. يخضع المريض خلال هذه العملية لتخدير عام.

اتخذ خطوات وقائية

صحيح أن حصى الكلى مشكلة شائعة قد تتكرر بعد الإصابة بها أول مرة، إلا أن المريض يستطيع اتخاذ خطوات عدة لتفاديها:

• أكثر من شرب الماء: أظهر تحليل شامل أجرته عام 2015 المؤسسة الوطنية للكلى أن مَن ينتجون ليترين إلى ليترين ونصف ليتر من البول يومياً يكونون أقل عرضة بنحو 50% لحصى الكلى، مقارنةً بمن ينتجون كميات أقل من البول. وتحتاج إلى نحو 8 أكواب (سعة كل منها 225 غراماً) من الماء يومياً لإنتاج هذه الكمية من البول.

• احصل على مقدار كافٍ من الكالسيوم: يزيد تراجع استهلاك الكالسيوم معدلات الأوكسالات في البول. يحتاج الرجال إلى ألف مليغرام من الكالسيوم يومياً بين سن الحادية والخمسين والسبعين و1200 مليغرام يومياً بعد سن السبعين. ولكن من الضروري الحصول على هذا الكالسيوم من الطعام لا المكملات الغذائية، التي تبين أنها تزيد خطر الإصابة بحصى الكلى. في المقابل، تجنّب الأطعمة الغنية بالأوكسالات، مثل السبانخ، والشمندر، واللوز. ولكن لا بأس بتناول كميات معتدلة من الأطعمة التي تحتوي على مقدار ضئيل من هذا العنصر، مثل الشوكولاتة والعنبية.

• استمتع بالحمضيات: يتحد السترات (أحد أملاح حمض الستريك) بالكالسيوم ويسهم في عرقلة تشكّل الحصى. ينصح الدكتور إيسنر: «اشرب كل يوم نصف كوب من عصير الليمون الحامض المركّز المذوب في الماء أو عصير ليمونتين حامضتين. وهكذا ترفع السترات في البول وتقلل على الأرجح من خطر تشكّل الحصى».

• قلل من استهلاكك البروتينات الحيوانية: يعزز الإكثار من البروتينات الحيوانية معدلات حمض البوليك. وإذا كنت أكثر عرضة للحصى، فحدّ من تناولك اللحم وأكتفِ بحصة يومياً أو بكمية لا تتخطى حجم مجموعة من ورق اللعب.

حدّ من تناول اللحم واكتفِ بحصة صغيرة يومياً
back to top