دخول المجلس… أبل ويندوز

نشر في 06-05-2018
آخر تحديث 06-05-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي اليوم تصدر محكمة التمييز حكمها في قضية "دخول المجلس"، المتهم فيها مجموعة كبيرة من المواطنين المهتمين بالشأن المحلي، منهم نواب سابقون وحاليون، ومنهم غير ذلك.

والكتابة قبل نطق الحكم بساعات نوع من العذاب الأليم، فلا أنت، ككاتب، تستطيع الحديث بحرية عما يجول في صدرك من أفكار، وما يصول في رأسك من آراء، خصوصاً أن الموضوع مرتبط بجهات "ممنوع الاقتراب والتصوير"، وأهمها القضاء. ولا أنت تستطيع الحديث عن أي موضوع آخر، بينما العيون كلها شاخصة في اتجاه "قصر العدل"، وعقلك أنت أيضاً شاخص بدوره في الاتجاه ذاته. خصوصاً أن "المتهمين"، الذين تعرف غالبيتهم جيداً، زمرة فاخرة من خيرة أبناء الشعب، ومن قطفته الأولى الشهية.

يقول صديقي الجالس إلى جواري، أثناء حديثنا عن الكتابة في وضع كهذا: "بسيطة، اكتب عن قضايا أخرى؛ عن مشاريع الحكومة التي أصبحت كالغول والعنقاء، أو عن تشجيع الشباب على الانتقال إلى القطاع الخاص، أو أهمية اعتمادهم على أنفسهم في مشاريع صغيرة مبتكرة ذكية، أو أي شيء من هذا القبيل".

قلت: "أن أكتب عن أغنيات نانسي عجرم وإليسا وبقية مغنيات الـ أبل ويندوز، أهون عندي من أتناول شأناً محلياً غير قضية دخول المجلس، إذ أصبحُ كمن يتحدث عن جمال وردة في بستان يحترق. من ذا الذي سيلتفت إلى حديثه من دون أن يضربه بقبضة يده على عينه اليسرى، لفرط جنونه وخيانته لأصحابه. أهون عندي ألا أكتب حرفاً، وأن ألتزم الصمت المطبق، من أن أكتب بعيداً عن موضوع هذه القضية".

قلت ذلك، وأضفت: "دع عنك مقالتي، وارفع يديك معي بالدعاء كي تزول هذه الغمة، ونفرح ببراءة الشرفاء، وتستقر الديرة بعد هذه العاصفة الحمراء المصطنعة".

back to top