«مو صلاح» فخر العرب

نشر في 05-05-2018
آخر تحديث 05-05-2018 | 00:04
 الشوادفي عبد الرحمن موهبة فرضت نفسها على الساحة العالمية وذاع صيتها بشكل كبير، إنه نجم مصر ونادي ليفربول الإنكليزي محمد صلاح، أو كما تلقبه الجماهير الإنكليزية "الفرعون المصري".

نشأ صلاح في إحدى قرى الغربية في حياة بسيطة، لم تكن مفروشة بالورد كما يظن البعض، وطريق نجاحه لم يكن سهلا، بدأ حياته الرياضية في نادي "المقاولون العرب"، لكنه كان يطمح ليثبت أن الموهبة تستحق التضحية، وبالفعل انتقل إلى نادي بازل السويسري، وحقق معه كأس السوبر، ومنه إلى نادي تشلسي الإنكليزي، لكنه لم يأخذ فرصته الكاملة، فذهب إلى الدوري الإيطالي في نادي فيرونتينا ثم روما ولمع نجمه هناك.

وعاد من جديد إلى الدوري الإنكليزي، ولكن هذه المرة إلى ليفربول الذي أصبح فيه النجم الأول فتصدر قائمة هدافي الدوري الأقوى في العالم، ثم حصل على لقب أحسن لاعب بالدوري الإنكليزي لهذا العام، وقاد فريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

فهل كان يعلم هذا النجم الفذ أنه سيسطع نجمه في الأروقة العالمية، ويحمل على عاتقه أحلام وطموحات شعب بكامله، وأنه سيكون مصدر السعادة لبلده، حيث صعد به إلى المحفل العالمي لكرة القدم كأس العالم في روسيا بعد غياب طويل، وأصبح أحسن لاعب على مستوى القارة الإفريقية؟ وهل الموهبة وحدها تكفي لكي تصبح نجماً يحصد الجوائز ويحقق أرقاما قياسية، أم أن هناك عوامل أخرى؟

على مر التاريخ سطعت نجوم موهوبين كثر، وفجأة أفلوا ولم نعد نسمع عنهم شيئا، كما خاض كثير من اللاعبين المصريين والعرب تجربة الاحتراف، ومنهم من نجح ومنهم من لم يحقق شيئاً، لكن الواضح على صلاح أنه كسر حاجز الخوف والرهبة، منطلقاً في طريقه لا ينظر إلى الخلف.

فلم يهتم بـ"الشو الإعلامي"، مدحا أو ذما، ولم تأخذه شهرته الطاغية، بل وضع هدفه أمام عينيه حتى أصبح الآن يقارن بأعظم اللاعبين في العالم، والمتابع لصلاح يجد فيه التربية السليمة والالتزام الديني والخلقي، فتراه قبل بداية كل مباراة يرفع يديه إلى السماء، وعندما يحرز هدفاً يسجد لله شكراً، وروحه الرياضة العالية تتجلى في مؤازرة حتى الخصوم.

تُرى كيف تحول هذا اللاعب الموهوب إلى حديث العالم كله، ومعشوق الجماهير المصرية والعربية والأوروبية، وأصبح سفيراً فوق العادة؟ وكيف غير الفكر المأخوذ عن العرب والمسلمين وأصبح قدوة ونقل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي والمجتمع العربي؟

إنها النشأة الصحيحة التي تقف وراء نجاحه، فحياته ليست مقصورة على الملعب، بل تعدته بكثير، فسخر شهرته وأمواله للوقوف بجانب بلده، والنهوض به في ظل الأزمات الاقتصادية، كما امتدت يده بالمساعدة للمحتاجين وتوفير أجهزة للمرضى ومحاربة المخدرات.

من تجربة صلاح يمكننا إدراك أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة يمارسها الهواة والمحترفون، بل أصبحت صناعة وثقافة وتقاربا بين الشعوب، وأصبح من يمارسها سفيراً لبلده، وهذا ما أنجزه المصري الخلوق محمد صلاح، فخر مصر والعرب والإسلام.

back to top