الكويت وعمل الخير صنوان

نشر في 01-05-2018
آخر تحديث 01-05-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي منذ أن نشأ هذا البلد الطيب قبل ما يزيد على أربعة قرون كان وما زال وعمل الخير صنواناً ليس لأهلها فحسب، بل عم خيرها أرجاء الدنيا، لا فرق بين لون وآخر أو مذهب وآخر، وبرز من أهلها رجال زرع الله حب الخير في قلوبهم، فحفظ الله الكويت بهم وحفظهم الله بها.

والقائمة بذكرهم، والحمد لله، طويلة، ولكن لا بأس من ذكر بعض أولئك الرجال من أمثال الدكتور عبدالرحمن السميط، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وقد سعدت بلقاء "أبي صهيب" أثناء عملي في كل من الأردن وجمهورية البوسنة والهرسك، ولكم أحسست بعمق مشاعر الخير التي تسري في وجدانه، وقد أنشأ، رحمه الله، لجنة "العون المباشر" لإفريقيا التي تمكنت من بناء أكثر من 800 مدرسة و200 عيادة طبية وأكثر من 200 مركز لتدريب المرأة، إضافة إلى حفر الآبار وكفالة الأيتام وكسوة وإطعام المحتاجين.

وقد قام رجل الأعمال والمبرمج الأميركي الشهير "بيل غيتس" بكتابة مقال مطول عن الدكتور عبد الرحمن السميط وصفه بالرجل المحب للخير، ويجسد تقاليد أهل الكويت في الكرم والاهتمام بالإنسان، وخلال الأيام القليلة الماضية كان موضوع رجال عمل الخير من أهل هذا الوطن الغالي محور حديث مع طيب الذكر الأخ العزيز سامي الإبراهيم "بو لؤي"، والذي أفادني ببعض المعلومات التي أثلجت صدري، وزادتني فخرا بهذا الوطن وأهله، فقد أبلغني أن بعض رجالات الكويت ممن كانوا يعيشون في مدينة "بومبي" في الهند، قرؤوا إعلانا بأن بعض الجمعيات الخيرية في مصر تسعى إلى بناء مدرسة وتطلب التبرع، فما كان من المحسن الكبير جاسم بن محمد الإبراهيم إلا أن شد الرحال إلى مصر المحروسة، حيث قدم تبرعا سخيا لبناء تلك المدرسة.

وعندما علم خديوي مصر بذلك طلب حضوره لمقابلته، حيث قام بتقديم الشكر والمديح والثناء على ما قام به من تبرع سخي في بلد غير بلده، ولا يقوم بذلك نفاقا وتزلفا لملك أو أمير، ثم أمر الخديوي بوضع باخرة نهرية ملكية لقيام المحسن الكبير جاسم الإبراهيم وصحبه برحلة نهرية وزيارة القناطر الخيرية، هذا وقد وردت هذه الحادثة وتفاصيلها في الكتاب الذي تفضل الأخ العزيز سامي الإبراهيم بإهدائه لي وهو بعنوان: (الشيخ جاسم بن محمد الإبراهيم 1285 - 1375هـ /1869- 1956م).

الكتاب يعتبر وثيقة تاريخية نظرا لما يحتويه من أحداث، علما أن السيد جاسم الإبراهيم قد بنى عام 1911 المدرسة المباركية بتبرعه بمبلغ 30 ألف روبية، كما تبرع ابن عمه عبدالرحمن بن عبدالعزيز بـ20 ألف روبية، وبهذا فقد بلغت نسبة تبرعهما لبناء مدرسة المباركية 75 في المئة من تكاليف الإنشاء.

هكذا كانت الكويت وهكذا ستبقى دائما نبع خير ووطنا للإنسانية. حفظها الله هي وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

وحش الشاشة

هذا اللقب الذي حصل عليه الفنان فريد شوقي، رحمه الله، الذي اشتهر بأدوار الرجل الفتوة الذي يحمي الحارة وحوانيتها والمقاهي وكل ما فيها مقابل أن يدفع الجميع الإتاوات، ولا أدري لماذا خطر على بالي ذلك الفنان الرائع وأنا أستمع لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يصدر الأوامر لدول مجلس التعاون بدفع إتاوات نظير الحماية الأميركية، عدت بالذاكرة إلى تلك الأفلام لمعرفة كيف كان يتصرف سكان تلك الحارات، فوجدت أنهم كانوا يلجؤون لفتوة آخر لتخليصهم من سطوة الفتوة الأول، وعندما حاولت محاكاة الواقع مع وضعنا وجدت أن ذلك مستحيل في ظل الأوضاع الحالية، وعليه فإني أعتقد أن الحل المناسب هو تسليم مفاتيح خزائن البنوك المركزية في دولنا للرئيس ترامب على أن يتعهد بدفع المصاريف التي نحتاجها وأهمها بالطبع الرواتب.

back to top