خاص

كويتيان يفوزان بالمركز الأول في الشرق الأوسط بمعرض الإمارات للسيارات

هواية الديين والشلبي للميكانيكا قادتهما لتصميم «همر» بمواصفات خاصة

نشر في 29-04-2018
آخر تحديث 29-04-2018 | 00:00
أكدا لـ الجريدة.: أن فكرتهما بدأت 2006 ولم يهدفا للمال أو المنافسة
في تأكيد جديد على مواهب شباب الكويت، وقدرتهم على الإبداع، وتمثيل الكويت في المحافل الإقليمية والدولية، ورفع اسمها عاليا، صمَّم الشابان؛ عبدالله الديين وفهد الشلبي، وهما هاويان للميكانيكا، سيارة "همر" بمواصفات خاصة، وشاركا بها في معرض كاستوم شو بالإمارات، الذي يُعد ثاني أكبر المعارض بعد "سيما شو" في لاس فيغاس الأميركية، وفازا خلاله بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط.

وفي حديثهما لـ"الجريدة"، أعرب الديين والشلبي عن ثقتهما الكبيرة بقدرات الشباب الكويتيين، آملين أن توفر الدولة البرامج الراعية لهؤلاء الشباب، كي يستثمروا أوقات فراغهم فيما ينفع الوطن ويفيد المواطنين.

وأكدا أن فكرتهما لتنفيذ سيارة "مقصوصة"، ومن باب واحد، لم تكن بهدف التكسُّب المالي، أو المنافسة في المسابقات المحلية والدولية، بل كانا يريدان استخدام هذه السيارة للأغراض الشخصية، كالتنزه في البر، بيد أن إعجاب الناس بهذه الفكرة دفعهما إلى التمسك بتنفيذها وتطويرها، وفق مواصفات الأمن والسلامة، ومعايير الوكالة المصنعة.

وأعربا عن رغبتهما وطموحهما في توسيع الفكرة، وإنشاء كراج خاص بهما، للمنافسة في المعارض، خصوصا بعد الفوز بالمركز الأول في معرض الإمارات، موضحين أنهما ينتظران دعم جهات الدولة المعنية، غير أنهما لن يطلبا ذلك، لاسيما أن "الصحافة أحيطت علما بإنجازنا، الذي لم يعد خافيا على أحد".

ووجَّه الديين والشلبي رسالة مهمة للشباب، بأنه "لا يوجد شيء صعب ومستحيل في هذه الحياة، فمهما واجهتم من مصاعب ومطبات ومشكلات، لابد من اجتيازها بالعزيمة والصبر".

وأكدا أن "الكويتيين يملكون مواهب كبيرة، في مجالات مختلفة، في الرياضة والاختراعات، لذلك لابد من استغلال هذه المواهب في إفادة الديرة، وتسخير الطاقات الشبابية لهذا الهدف". وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

● نود أن نعرف فكرة الفريق، متى بدأت؟ وما الطموح؟ وكيف كانت تلك البداية؟

- الديين: في البداية، نحن هواة من قبل 10 سنوات، وبدأنا فكرة الفريق عام 2006 على سيارات شخصية، وفي البر، وتطوَّر الموضوع، إذ بدأنا نبحث في شبكة الإنترنت عن موضوع "الأوف روود" والمتمرسين في هذا الشأن، وأبطاله، وهنا اكتشفنا كثيرا من الأمور المختلفة عما وصل إلينا في الكويت.

وبحكم إقامتي كثيرا في أميركا، ودراسة أخي هناك، تواصلنا مع الرؤوس الكبيرة للبر هناك، فتعلمنا أشياء لم تكن موجودة بالكويت، ونقلنا هذه الثقافة إلى بلادنا، واستمررنا في الأمر.

من الهواية للمنافسة

● بعد هذه البداية، ما الذي جعلكما تتحولان من الهواية إلى المنافسة؟

- الديين: نحن هاويان، ولسنا محترفين، وليس لنا اسم كفريق، بل نحن اثنان فقط؛ أنا وزميلي فهد الشلبي.

● بعد هذه البداية، ما نقطة التحول بالنسبة لكما من الهواية إلى المنافسة؟

- هذا التحول حدث من قبيل المصادفة، وبطريقة غير مقصودة، إذ كنا نعمل "بروجيكترات" لسيارة تلو الأخرى، ثم تساءلنا؛ لماذا لا نصمم صفحة خاصة بالسيارات على موقع إنستغرام، أسوة بالصفحات التي تنشأ لأطفال ومحال، وحتى الحيوانات والمباني أو غيرها.

بعدما أنشأنا الصفحة كان عدد المتابعين لها صفرا، وفجأة وصل العدد إلى 3 آلاف، وهو ما يدل على أن الناس بدأوا يتابعوننا ويتساءلون عن أماكننا. بدأنا خطوة خطوة، وكلما وضعنا قطعة لسيارة نصوِّرها، ونضعها على الصفحة، وهنا بدأ الناس يتواصلون ويتفاعلون معنا، ويتساءلون عن القطع وأماكنها، وكيفية تبديلها وتركيبها، وكنا نفيدهم، ولا نبخل عليهم بمعلوماتنا، حتى عرض علينا أحدهم، بعدما أبدى إعجابهم بما نفعله ونقدمه، ووصفه بأنه بروفيشنال، أن نشارك بخطوتنا هذه في معارض، وأخبرونا عن معرض الإمارات، وهو "كاستم شو"، وهو المعرض الذي يسمح بمشاركة أصحاب المحال، أو من لديهم اسبونسار قوي، أو من شركة أميركية، وبالتالي لا يسمح إلا نادرا بمشاركة الهواة، ثم إن ما نملكه أساسا من سيارات للاستخدام الشخصي فقط، غير أننا قررنا المشاركة في هذا المعرض.

«همر h2»

● ما نوع السيارة التي شاركتما بها؟ وما التغييرات التي أجريتموها عليها؟

- شاركنا بسيارة همر h2، وقد أجرينا عليها تغييرا كبيرا، إذ أبقينا فقط على الشاصي والماكينة الأصلية، وبدَّلنا باقي القطع، وتم تحويلها من سيارة جيب إلى سيارة وانيت باب واحد، وكل هذه التغييرات تمَّت وفق معايير الأمن والسلامة.

● كيف تأكدتما من قدرة سيارتكما وجاهزيتها على المنافسة؟

- نحن نتعامل وفق المعايير والمواصفات الأميركية، ونتواصل مع أناس هناك يهتمون بعوامل الأمن والسلامة، ولنا علاقات معهم، وعرضنا عليهم ما نريده من قطع السيارة، فالسيارة الهمر صدر منها طراز الوانيت بأربعة أبواب، وأيضا طراز الجيب، لكن لم يصدر منها سيارة بباب واحد، فعرضنا فكرة قطع السيارة، ودخلنا على تصميمها الداخلي وجسورها، واستبدلنا أجزاء من الخلف إلى الأمام، مع الحفاظ على معايير الأمان والسلامة، لأن فكرتنا كانت في البداية متعلقة بالأمور الشخصية لنا كرحلة إلى البر، وغير ذلك من الأمور التي تتطلب توافر معايير الأمان داخل المركبة.

وقد بذلنا في هذا الأمر مجهود عام كامل لتجهيز مثل هذه السيارة، وهو تحد كبير، واستمررنا شهرا كاملا على التصميمات الإلكترونية على شاشة الكمبيوتر، لنختار منها ما يناسب فكرتنا.

● هل ساعدتكما في تنفيذ فكرتكما جهات خارجية أو محلية، أم كان ذلك بمجهود فردي منكما؟

- لا، مجرد نصائح نتلقاها من أصدقائنا من خارج الكويت، ومن الداخل ربما استعنا بكراج ريبلز عندما ذهبنا إليه وعرضنا عليه فكرتنا وطلبنا منه تنفيذها على أرض الواقع، فلدينا المعدات والقطع والأدوات، لكن نحن بحاجة إلى فرن للصباغة وعمال أيضا، وبالتالي تمت مساعدتنا من جانب الكراج في هذا الشأن.

تجاهل وعدم تقدير

● هل واجهتكما مشاكل مرورية خاصة بالسيارة من حيث الترخيص أو اللون، وغير ذلك من الأمور الطبيعية؟

- في الكويت نعاني التجاهل وعدم التقدير، خصوصا عندما نقرر الاشتراك في المعارض. فبينما تنظر الدول الأخرى إلى فكرتنا وتصفها بالإنجاز، يقولون في الكويت إننا قصصنا السيارة وقطعناها، وحاولنا اتباع الإجراءات القانونية، فالسيارة آمنة، وقبل صبغها استخرجنا إذنا للصباغة، ومضينا في باقي الإجراءات، لكن في النهاية السيارة مخالفة وهي للعرض فقط، لأنها مقصوصة.

● هل كان للسرعة نصيب في هذه التعديلات؟

- عندما نقص السيارة تكون أخف وزنا من وزن الوكالة، وبالتالي أنت لست بحاجة إلى طاقة أقوى، وخاصة عند تبديل إطارات رفيعة، فلما وضعنا ذلك أصبح عندنا اختلاف في الباكست الأمامي والجير، وبالتالي أصبحت السيارة قوية جدا، وباقيها ظل كما هو، وهدفنا من السيارة أن تكون أورجينال كالوكالة، حتى تكون مطابقة للمواصفات عند الفحص.

● بالحديث عن الهدف، ما هدفكما من هذه الهواية؟ وهل كان ذلك تحديا، أم بغرض التعديل على السيارة، أم المشاركة في المعارض، أم للتنزه الشخصي في البر؟

- الهدف من ذلك، أن سيارة الهمر توقف تصنيعها منذ عام 2009، فتساءلنا؛ لو كانت الوكالة تريد أن تصمم سيارة همر بباب واحد، فكيف سيكون شكلها؟ وكنا حريصين على أن تكون سيارتنا التي قصصناها كأن الوكالة هي التي صممتها، ما شكَّل لنا هاجسا كبيرا، وكنا نريد أن نتبع كل المواصفات، ولاحظنا ذلك في ردود فعل الناس، خصوصا الذين يشاركون في معارض السيارات ويهوونها، لاسيما أن هذه الأمور الفنية والشكلية من الصعب أن تمر عليهم مرور الكرام.

وضمن تلك التعليقات، أن أحد الأمراء في دولة ما يريد من "جنرال موتورز" سيارة خاصة به، وكذلك التعليق بأن هذه السيارة مصممة أورجينال وليست يدوية.

ولله الحمد شاركت سيارتنا في معرضين بالكويت؛ أولهما معرض أوتو وركس، والثاني في "مول 360" بمعرض براج، وهذه المشاركة الثالثة لنا في معرض الإمارات، وحصلنا على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط.

● كم عدد الدول المشاركة في هذا المعرض؟

- معرض كاستوم شو الإمارات هو ثاني أكبر معرض بعد معرض سيما شو في لاس فيغاس الأميركية، لكن المعرض الإماراتي مفتوح للشرق الأوسط. كما أن المعرض به سيارات وسياكل، وشاركت معظم دول الخليج فيه، وهي مدعومة من شركات وجهات خارجية، أو لديها توكيلات، أو تمتلك كراجات خاصة.

طموح

● ما طموحكما بعد هذا الإنجاز؟

- نريد توسيع الفكرة، وإنشاء كراج خاص بنا، للمنافسة في المعارض، خصوصا بعد الفوز بالمركز الأول، وبدأت الفكرة تترسخ في ذهننا يوما بعد يوم، وهنا نطمح للتفكير بجدية نوعا ما لدعم هذا المشروع.

● سمو الأمير افتتح الحلبة الدولية للسيارات، فهل لديكما خطة وتطلعات للمشاركة في هذه الحلبة وسباقاتها وحلباتها السبع؟

- نعم، سنشارك في "الدراج ريس". عندنا سيارة مجهزة لهذا الدراج فئة الأندكس، وسنكون لنا مشاركة في حلبة الرالي، إلى جانب المعارض والشو رووم، وغيرها.

رسالة لشباب الكويت

وجَّه الديين والشلبي رسالة مهمة للشباب، أنه "لا يوجد شيء صعب ومستحيل في هذه الحياة، فمهما واجهتم من مصاعب ومطبات ومشكلات، لابد من اجتيازها بالعزيمة والصبر، ونحن عندما صممنا سيارتنا لم نكن نفكر في المشاركة بالمعارض أو نهدف للتكسب المادي أو فتح كراج، بل كان كل همنا استغلال أوقات فراغنا في صنع شيء من لا شيء".

وتابعا: "الكويتيون يملكون مواهب كبيرة، في مجالات مختلفة، كالرياضة والاختراعات، لذلك لابد من استغلال هذه المواهب في إفادة الديرة، وتسخير الطاقات الشبابية لهذا الهدف".

تصميم آلية لإحدى الجهات الحكومية

في رد حول حصيلتهما من السيارات التي عملا على تصميمها، قالا: "عملنا على نحو 18 سيارة، كما صممنا لإحدى الجهات الحكومية آلية للإنقاذ في الطرق الوعرة، وحوَّلناها من سيارة سكراب إلى آلية حيوية للإنقاذ".

لا دعم للشباب من «الشباب»

عبَّر الديين والشلبي في رد حول ما إذا قدمت وزارة الشباب دعماً لهما وللشباب الكويتي، قالا: "في الواقع، لا نرى دعما منها، ولا غيرها من باقي الجهات، عكس جهات الدول الخليجية الأخرى".

المتابعة من الصفر

دعا الديين والشلبي كل من لديه الرغبة في الوقوف على أعمالهما من الصفر حتى الانتهاء من تصميم المركبات متابعتهما على وسائل التواصل الاجتماعي على الحساب الرسمي لهم "@solid_projects".

بذلنا مجهود عام كامل لتجهيز سيارة «همر» واستمررنا شهرا كاملا على التصميمات الإلكترونية على شاشة الكمبيوتر لنختار ما يناسب فكرتنا

في الكويت نعاني التجاهل وعدم التقدير خصوصاً عندما نقرر الاشتراك في المعارض
back to top